حظيت لقاءات ومباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني يوم امس على هامش قمة الأمن النووي في سيؤول باهتمام وسائل الاعلام والدوائر السياسية والدبلوماسية المحلية والدولية التي تابعت أعمال القمة وما انتهت اليه وبخاصة لقاء جلالته مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدوف والرئيس الاميركي باراك اوباما كذلك رئيس وزراء باكستان يوسف جيلاني وأمين عام الامم المتحدة بان كي مون..

واذ أشّرت تلك اللقاءات والمباحثات على مدى الاحترام الذي يحظى به جلالة الملك من قبل زعماء العالم والصدقية العالية التي تتمتع بها الدبلوماسية الاردنية والدور المهم والحيوي الذي يلعبه الاردن في قضايا المنطقة كما في ملفات عالمية عديدة، فإن القمة شكلت فرصة أمام الدبلوماسية الاردنية لاعادة التأكيد على علاقات الاردن المتميزة مع عديد الدول المشاركة وكانت روسيا من بين تلك الدول التي تباحث جلالته مع الرئيس الروسي في كيفية الارتقاء بعلاقات الصداقة وتطويرها في مختلف المجالات كذلك في شأن آخر التطورات في المنطقة سواء في ما خص الاوضاع في سوريا حيث اكد الزعيمان ضرورة انهاء دوامة العنف هنا وايجاد حل سياسي للأزمة وضرورة دعم وانجاح مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لتجنيب الشعب السوري المزيد من العنف أم في ما خص ملف عملية السلام حيث تطابقت وجهات نظر عمان وموسكو في هذا الشأن وبخاصة ضرورة عود الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات لضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وبالشكل الذي يلبي طموحات الشعب الفلسطيني ويحقق السلام في المنطقة كذلك في أهمية معالجة قضايا الوضع النهائي التي للأردن كما يعلم الجميع مصلحة عليا فيها..

غداء العمل الذي جمع جلالة الملك والرئيس الاميركي باراك اوباما شكل هو الآخر فرصة أمام عمان وواشنطن لاستعراض العلاقات بين البلدين وتطورات الاوضاع في المنطقة والوضع في سوريا وملف عملية السلام وهو ايضا ما كان في اطار المحاور والملفات التي بحثها جلالته مع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف جيلاني حيث جرى التأكيد على تطوير وتعزيز علاقات البلدين بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين والبلدين الشقيقين ولم تغب عملية السلام عن طاولة المباحثات وبخاصة في دعم عمان واسلام اباد للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ودفع عملية السلام وتحقيق الاستقرار الاقليمي الذي تستطيع الباكستان لعب دور فيه من خلال عضويتها الراهنة في مجلس الأمن الدولي اضافة الى الأهمية التي يوليها البلدان من أجل العمل على تفعيل التعاون المؤسسي بين الدول الاسلامية لتجاوز التحديات التي تواجهها..

لقاء جلالته بأمين عام الامم المتحدة اندرج ايضا في سياق الجهود التي يبذلها جلالته لحث دور الامم المتحدة وتفعيله وبما يدعم جهود ومساعي تحقيق السلام كذلك في حشد جهود المجتمع الدولي لانهاء الوضع الراهن في سوريا بما يضمن الحفاظ على وحدتها واستقرارها وانهاء حالة العنف فيها وبخاصة ان هناك تبعات وآثاراً سلبية للأوضاع في سوريا على الاقتصاد الاردني ما يستدعي وبالضرورة التنسيق الجاد والعملي مع المنظمات الدولية في هذا الشأن..

جملة القول ان مشاركة جلالة الملك في قمة سيؤول للأمن النووي شكلت فرصة لاعادة التأكيد على علاقات الصداقة بين الاردن وقادة الدول المشاركة وهي دول مؤثرة على الصعيد الدولي اضافة الى ما جسدته من احترام وتقدير لما ينهض به جلالة الملك شخصيا لخدمة السلام في العالم وما تتمتع به الدبلوماسية الاردنية من حضور في مختلف الملفات والقضايا الاقليمية والدولية..

رأينا