إن استخدام الخلايا الجذعية في علاج عطب الأنسجة يقترب من التحقق، ففي دراسة صغيرة تمكن علماء أمريكيون من علاج عطب بأنسجة القلب ناتج عن أزمة قلبية، وذلك بأخذ خلايا جذعية قلبية من المرضى أنفسهم لإعادة توليدها وتكاثرها قبل إعادة حقنها مرة أخرى في عضلة القلب لتصلح العطب بشكل تدريجي.
فالخلايا التي تم استخلاصها من محيط القلب عملت، بعد عام من العلاج، على إعادة بناء عضلة القلب التي أصابها العطب وعالجت الندوب.
وحتى الآن يعد إجراء جراحة لتوسيع الشرايين المسدودة أفضل وسيلة يستخدمها خبراء القلب لتقليل العطب الذي يصيب القلب بعد الأزمات القلبية.
أمل جديدوقال كاتب الدراسة و مدير معهد Cedars-Sinai للقلب في لوس أنجلوس، الدكتور إدواردو ماربان إن: "في هذه التجربة العملية قمنا بتذويب الندبة ووضع عضلة قلب حية مكانها (...) ظل العلماء ينظرون مثل هذه الطريقة العلاجية لإعادة بناء الأنسجة المصابة ، يبدو أننا توصلنا الآن لهذه النتيجة".
ورغم ذلك يرى خبراء آخرون أن هذا الكشف لا يزال في مراحله الأولى وان هذه الطريقة العلاجية لا تزال بعيدة عن التطبيق حالياً على الناجين من الأزمات القلبية.
وقد تضمنت هذه الدراسة التي نشرت مؤخراً في النسخة الإلكترونية من جريدة "لانسيت"، 25 شخصاً، متوسط أعمارهم 53 عاما، ممن عانوا في السابق من أزمات قلبية، وخضع 17 من هؤلاء للعلاج بالخلايا الجذعية عن طريق الوريد، بينما تلقى الثمانية الباقين العناية التقليدية التي تقدم للمرضي بعد الإصابة بأزمة قلبية، بما في ذلك العلاج الدوائي والتمارين.
تحسن ملحوظويقول الباحثون في معهد Cedars-Sinai للقلب ومستشفي Johns Hopkins أنه تم أخذ خلايا جذعية من المرضي بإجراء بسيط، حيث تلقى المرضي تخديرا موضعيا، بعده تم إرسال قنطرة خلال وريد الرقبة إلى القلب لأخذ جزء ضئيل من عضلة القلب، ثم تم إخضاع هذا الجزء الضئيل لكل ما يحتاجه من بحوث لتوليد خلايا جذعية جديدة - 12 مليون إلى 25 مليون - ثم تم إعادة زراعتها مرة أخرى للمرضى من خلال إجراء طبي بسيط آخر.
وبعد عام من هذا الإجراء انكمش حجم الندبة التي أحدثتها الأزمة القلبية إلى النصف تقريباً، وعلى العكس المرضى الذين تلقوا العلاج التقليدي لم يسجلوا هذا التحسن في تقليل حجم الندبة.
وقد تم قياس العطب الأول الحادث نتيجة الأزمة القلبية والأنسجة التي تم شفائها وتوالدها من خلال صور الرنين المغناطيسي.
إصابة بعض الخاضعين للعلاجوبعد ستة أشهر من العلاج أصيب أربعة مرضى من المجموعة التي عولجت بالخلايا الجذعية بأزمات صحية أخرى بالمقارنة بمريض واحد في المجموعة الثانية، وخلال عام أصيب مريضان آخران من المجموعة الأولى بتعقيدات صحية خطيرة إلا أن واحدة فقط ثبت أنها تتعلق بطريقة العلاج.
ومع ذلك أظهر خبراء غير مشاركين في الدراسة تفاؤل حذر من نتائج هذه الدراسة، فقال أستاذ الطب المساعد بمعهد ديوك للبحوث المعملية ، الدكتور توماس بوفسك: "هذه نتائج مشجعة وواعدة، إلا أنها تظل تمثل المرحلة الأولى من البحث".
وعلق المدير الطبي في معهد إعادة التأهيل وعلاج القلب بينو أولينز، الدكتور شيب لافي، قائلاً أنه بالرغم من نجاح العلاج في تقليل خلايا الندبة وزيادة منطقة أنسجة القلب الحية عند مرضي الأزمة القلبية إلا أن الدراسة لم تظهر انخفاض في حجم القلب أو أي تحسن في قدرة القلب علي ضخ الدم، مضيفاً: "لهذا يحتاج الأمر لدراسات موسعة على مختلف أنواع مرضى الأزمات القلبية قبل أن نعتمد هذه الطريقة العلاجية".
رد مع اقتباس
المفضلات