أكدت كل من روسيا والصين أنهما تدرسان اقتراح جامعة الدول العربية تشكيل قوة دولية عربية مشتركة لحفظ السلام في سوريا لوقف أعمال العنف هناك، وقد أعلن الاتحاد الأوروبي دعمه للخطة، مع دعوة بريطانية بألا تكون تلك القوات غربية، وتحذير فرنسي من إرسالها خارج مظلة مجلس الأمن.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، إن موسكو تدرس المبادرة، لكنه أضاف أن تنفيذها يجب أن يكون بموافقة الحكومة السورية.
ودعا لافروف إلى ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا قبل إرسال البعثة، قائلا إنه لكي يكون هناك قوات لحفظ السلام يجب أن يكون هناك سلام تجب المحافظة عليه.
لكنه اعتبر أن هذا الهدف سيكون صعب التحقيق لأن المجموعات المسلحة التي تحارب النظام السوري لا تنصاع لأي أوامر ولا تسيطر عليها أي جهة.
وقال لافروف إن بلاده ستنتظر من الدول العربية توضيح بعض النقاط، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيتم "في الأيام المقبلة".
آلان جوبيه طالب بأن يكون نشر القوات تحت مظلة مجلس الأمن (رويترز-أرشيف)
وأشار لافروف إلى أن روسيا تأمل أن تقبل دول مجلس التعاون الخليجي اقتراح موسكو عقد اجتماع استثنائي مع روسيا على مستوى وزراء الخارجية مخصص للأزمة السورية. وجدد دعوته إلى جميع الأطراف لوقف العنف وعدم السماح بأي تدخل خارجي.
وبدوره قال المبعوث الصيني الخاص بمتابعة الأزمة السورية لي هواشين إن بلاده أيضا تدرس قرار وزراء الخارجية العرب الداعي لتشكيل قوات عربية دولية لحفظ السلام في سوريا.
وعرقلت روسيا -وهي حليف قديم لنظام الرئيس بشار الأسد- مرتين بالفيتو تبني قرارات في مجلس الأمن الدولي تدين ما يوصف بالقمع الدامي للحركة الاحتجاجية التي اندلعت قبل 11 شهرا. وترى موسكو أن على هذه القرارات أن تعترف بمسؤولية المعارضة أيضا في أعمال العنف.
دعم أوروبي
ومن جهته أكد الاتحاد الأوروبي دعمه لمبادرة الجامعة العربية لإرسال قوات دولية مشتركة، دولية وعربية، إلى سوريا.
وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون "ندعم بقوة أي مبادرة" ترمي إلى وضع حد فوري للقمع الدامي "بما في ذلك انتشار عربي أكبر على الأرض بالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العنف".
ولكن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ قال إن قوات حفظ السلام يجب ألا تكون غربية.
ومن جهته حذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه من "أي تدخل عسكري خارجي" معتبرا أن هذا التدخل سيتسبب في تفاقم الوضع، في ظل غياب قرار من مجلس الأمن الدولي الذي يعد الهيئة الوحيدة المخولة بإجازة أي تدخل عسكري".
لقاءات للعربي
عربيا يتوجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مساء اليوم الاثنين إلى ألمانيا لإجراء محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وإطلاعها على قرارات الجامعة العربية بخصوص الأزمة السورية.
وكان العربي اجتمع اليوم في القاهرة مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن وأبلغهم مضمون القرارات التي اتخذها أمس وزراء الخارجية العرب فيما يخص الأزمة السورية.
ووصف مسؤول بالجامعة اللقاء بأنه كان إيجابيا. وقد قدم العربي شرحا مفصلا للجهود التي تبذلها الجامعة العربية لحقن دم الشعب السوري.
نبيل العربي سيطلع أنجيلا ميركل على القرارات العربية بخصوص سوريا (الفرنسية-أرشيف)
وفي المقابل قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور إن قرارات وزراء الخارجية العرب حول سوريا اتخذت منحى خطيراً بالنسبة لسوريا والمنطقة، مشيراً إلى أن لبنان تحفّظ على تلك القرارات.
وأوضح أن لبنان تحفظ على مقترح للاعتراف بالمجلس الوطني السوري، معتبرا أن هناك "من يعمل على أخذ الملف السوري إلى التدويل وهناك من يريد أن يعمل على إزاحة النظام".
وكان وزراء الخارجية العرب قد قرروا في ختام اجتماعهم بالقاهرة أمس الأحد إنهاء مهمة بعثة المراقبين العرب ودعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار.
كما تعهد وزراء خارجية الجامعة العربية لأول مرة بمساعدة المعارضة التي تسعى للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. ودعا القرار إلى "فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وتقديم كافة أشكال الدعم لها"، وذلك في بيان وصف بأنه استثنائي من الجامعة التي عرفت بتجنب الشؤون الداخلية لأعضائها.
ولم يوضح القرار ما إذا كانت قوة حفظ السلام المشتركة من الجامعة والأمم المتحدة ستشمل قوات مسلحة، أو إذا ما كانت ستتضمن المساعدة المقدمة للمعارضة. وكانت دمشق قد رفضت قرارات الجامعة العربية جملة وتفصيلا.
وفي رد سوريا على التحرك العربي، وصفت دمشق قرار الجامعة بأنه "خروج فاضح على ميثاق جامعة الدول العربية وعمل عدائي مباشر يسعى عبر ممارسة التحريض السياسي والإعلامي إلى استهداف أمن سوريا واستقرارها".
وقال السفير السوري بمصر ولدى الجامعة العربية يوسف أحمد، في بيان إن "الجمهورية العربية السورية ترفض قرار جامعة الدول العربية جملة وتفصيلا، وهي قد أكدت منذ البداية أنها غير معنية بأي قرار يصدر عن جامعة الدول العربية في غيابها".
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات