السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحنٌ في زمن لم نعد نفرق فيه بين الحلال والحرام .. اشياء مُحرمة نقوم بفعلها
ونحن على دراية بحكمها .. الاوهو حرام شرعا لكن لماذا ناتي نحنُ ونقول بانه حلال ..
هل هو تشبه بالكفار .. ولكن كيف يكون ,
الاغاني
نحنُ نعلم بأن الاغاني حرام ولا غبار على هذا الحكم ومن يراوغ فقد ضل سواء السبيل اذن ماذا بعد لماذا نستمع اليها طالما نحنُ مُوقِنُون بأنها حرام فنستمع أليها (طبعا أنا اقصد ألاغلبية وليس الكل) البعض قد ياتوني ويقولون بانهم لا يستمعون اليها بلى وربي انكم لتستمعون اليها من حيث لا تعلمون وكدلالة على ما اقل واني لا اجيد سوى الكلام فاقرب مثال الينا هو الاغاني التي تترافق مع بعض أو بالاحرى أغلبية ما يعرض في الشاشة أو كما يسمونها حتى نكون واضحين اكثر "كاريوكي" نعم وهو للاسف احد اساسيات ومكملات البرنامج ..فيعتمد بالاساس على موسيقى بدون صوت المغني وفي بعض الاحيان يتطور الامر الى دف وايقاعات واضحة ..وهناك انواع تشمل اغنية كاملة. وبذلك نكون قد سمعنا أغاني ولكنها ليست اغاني بالمعنى الحرفي للجملة لكنها تنحدر تحت الحكم فكلاهما ذي حكم واحد "-" فكل النقاشاتِ أكدت حكمها المعروف لدى الجميع ..
الربا
لنتطرق الى امر اخر ليس ببعيد عن قبله .. التعامل بالربا اصبح ايضا مختلط .؟!
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ليأتين على الناس زمان، لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام"
وهذا ما نشهده اليوم على حالنا فنجد هناك مصارفٌ خُصِصَت لمثل هذه المعاملات والعياذ بالله فنجدهم ..
يتعاملون بها والبعض منهم يجاهِرون بها اغراهم حُب مالِ الدنيا ومَلذاتها ونسو واحتمال انهم تناسو نعيم الاخِرة
وغفلو عن الجنة وأن بها انهارا من الذهب تغنيهم عن الربا ولكن لا حياة لمن تنادي .. قال الله تعالى:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)).[ آل عمران: 130]
أي أن الاغترار بالاموال يجعلهم يزيدون اضعافا مضاعفة من معاملات الربا وعدم الاهتمام واللا مبالاة
من طريقة الحصول على الاموال فاغرتهم فتنة المال ... وهم على وجهِ الخصوص ينطبق عليهم
حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ليأتين على الناس زمان، لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام".
قال فصدق ما نشاهده اليوم اكبر دليل على ما يحدث لحالنا ..
الاستهزاء
وعلى سياقِ آخر نأتي الى قضية أخرى انتشرت بشكل ملحوظ في الآونة ألاخيرة ألا وهي ألاستهزاء بالشيوخ والائمة وعلى وجهِ أدق هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر . قد تتسائلون كيف يكون . قبل أن اخبركم كيف وصل الاستهتار وعدم المبالاة والخوف من الله عز وجل اريد ان اذكركم بحكم سب الشيوخ والائمة التي دعت لهم بالصلاح الا وهو لا يجوز شرعا لانه كما ذكر احد العلماء بانه ينحدر تحت حكم سب الصحابة وحوله وقوله تعالى(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)
لذا فلا يمكننا بسب الشيوخ لكن هل لكم ان تتخيلو انه يوجد اشخاص يستهزؤن بهم ..
ففي قبل عدة شهور وانا ذاهب للصلاة وجدت سيارة الهيئة تمسي وتذكر الشباب بالصلاة فاذا باحدهم
يردف قائلا:طيب طيب يا شركة صلو وما لبث اصدقاءه حتى ضحكو
يستخفون باهل الذكر وهم لا يعلمون بانهم اعلى منهم شانا ..
قال تعالى: (( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ )) (آل عمران: 110)
فياتي هذا "المتخلف" فيقوم باستخدام مصطلحات والفاظ سوقية لكي يسب بها من يامرون بالمعروف وبنهون عن المنكر والعياذ بالله فلا يسعني سوى قول له هذين البيتين لكي يتفكر بما يحدث وبما يقوله
احفظ لسانك ايها الانسان لا يلدغنك انه ثعبان,
كم في المقابر من قتيل لسان كانت تهاب لقاءه الشجعان!
أعياد محرمة
واخيرا وليس اخرا اريد ان اتكلم بخصوص اعياد الميلاد والتي انتشرت وفاحت في المنتدى حتى ان بعضهم يخادعون الله فيقولون انا لا اقول بانه عيد لكنني اقول
ذكرى ميلاد
(يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)
صدق الله العضيم فيجب علينا لحذر واخذ الحيطة وعدم التفوه وفعل الترهات التي لا داعي لها فكل شيئ يمر عليه زمنه فلا داعي للاعياد لكيلا تكسب الذنوب ..
فبعد أن ضربت لكم الامثال اريد ان اوضح لكم حديثا عن رسولنا الكريم يبين فيه الحلال والحرام وكيف انهما
بينان فلا يختلط على بعضيهما
عن أبي عبد الله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما قـال: سمعـت رسـول الله صلي الله عـليه وسلم يقول: (إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهي الـقـلب)
فقد يختلط الامر علينا اليوم وغدا ندركه فنحذر منه وما كلامي هذا سوى تذكير وموعضة لمن يخاف لقاء يومِ تكون فيه
الاعمال الصالحة لا تنفع وتحاسب كل نفس بما عملت وبما امضت سنين عمرها ان كانت خسرتها بالجري وراء الاموال والشهوات والملذات واما ان كانت قد خافت مقامه _سبحانه وتعالى_ فغضت البصر ونهت السمع عن الحرام
وتذكرت قوله عز وجل { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا }
. وادرك انه مسؤل عن هذا كله فهنيئا
له الجنة .
في حفظ المولى.
رد مع اقتباس
المفضلات