عمان - هلا العدوان - في اطار التحرك المكثف الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني مع كافة الاطراف لكسر الجمود الذي يواجه جهود السلام تستضيف وزارة الخارجية اليوم اجتماعات لمبعوثي اللجنة الرباعية الدولية مع ممثلين عن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي واجتماعا اخر بين الجانبين واجتماع ثالث لوزير الخارجية ناصر جودة مع كافة الاطراف المشاركة في الاجتماعات وسط ردود فعل دولية مرحبة بعقد هذه الاجتماعات .
وقالت مصادر سياسية ان هذه الاجتماعات تهدف الى كسر حالة الجمود التي تواجه جهود السلام وحافظا على المصالح الاردنية في مفاوضات الوضع النهائي المتمثلة بالقدس والحدود واللاجئيين والامن والمياه وبما يضمن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 والتي تشكل مصلحة استراتجية اردنية عليا .
ووفقا لمصادر سياسية التي وصفت الاجتماعات التي تستضيفها وزارة الخارجية اليوم بالاستكشافية فانه من المرجح ان تتبعها اجتماعات اخرى يستضيفها الاردن الهدف الاساس منها كسر حالة الجمود التي تواجه جهود السلام لا سيما وان الاردن يعد طرفا في هذه الجهود وليس وسيطا خاصة فيما يتعلق بالمصالح الاردنية المباشرة في قضايا الوضع النهائي واسناد الموقف الفلسطيني على صعيد جهود السلام .
ورجحت المصادر ان يتم عقد اجتماعات تقيمية لما تصل اليه المباحثات بين كافة الاطراف .
وتاتي هذه الجهود ايضا لتاكيد التزام كافة الاطراف بيان الرباعية الدولية الذي حدد مرجيعات التوصل الى السلام ووضع جدولا زمنيا لها للتوصل الى الحل مع نهاية العام الجاري .
ولا تضع مصادر اردنية هذه الجهود في خانة رفع سقف التوقعات من امكانية احراز الحل المنشود خاصة ان الجهود الاردنية لم تتوقف .
وفي ذات الشان رحبت الولايات المتحدة بالمبادرة الاردنية لعقد اجتماع في عمان اليوم الثلاثاء بين مبعوثي اللجنة الرباعية الدولية وممثلين عن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في بيان اصدرته في واشنطن : انها ترحب وتدعم هذا التطور الايجابي, معربة عن أملها في أن يساهم اللقاء المباشر بين الجانبين في المضي قدما على الطريق الذي حددته اللجنة الرباعية . واكدت كلينتون ان الحاجة للتوصل الى السلام الدائم اصبحت اكثر الحاحا من ذي قبل , مبينة انه لا يمكن ابقاء الوضع القائم على ما هو عليه الان ويجب على الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني اتخاذ قرارات شجاعة من أجل دفع عملية السلام.
كما رحبت ايطاليا بالرعاية الاردنية لإطلاق اجتماع اليوم ووفقا لوزير خارجية ايطاليا ، جوليو ترزي ، أود أن أعرب عن تقديري الشخصي للالتزام الذي أبدته الاردن ، والذي يدل مرة أخرى على دورها التاريخي التقليدي كلاعب سياسي تشارك مشاركة كاملة ملتزمة بالبحث عن السلام والاستقرار في المنطقة ،
وقال ترزي. لدي أمل قوي أن كلا الجانبين سوف يكون قادرا على اغتنام هذه الفرصة الثمينة .
و دعمت إيطاليا بقوة جهود اللجنة الرباعية والممثل السامي للاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة . واعرب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أيضا عن تقديره لدور جلالة الملك عبد الله الثاني واتصالاته الهادفة الى كسر الجمود واحلال السلام في المنطقة .
واشار عريقات في بيان صحفي الى أن هذه الدعوة هي جزء من الجهود الاردنية المستمرة لإجبار إسرائيل على الامتثال لالتزاماتها القانونية الدولية وبالتحديد التزامها تجميد كل البناء الاستيطاني في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة ، بما فيها القدس الشرقية المحتلة.
ويعول مراقبون وسياسيون عرب وغربيون على مخرجات الاجتماعات في مسعى جاد ومتواصل يستهدف الوصول الى ارضية مشتركة لاستئناف المفاوضات المباشرة الرامية الى انجاز اتفاق سلام فلسطيني-اسرائيلي يجسد حل الدولتين ويعالج قضايا الحل النهائي كافة
وبحسب مصادر دبلوماسية فان الاجتماع سيبحث في إمكانية استئناف المحادثات المباشرة في حال تم وقف بناء المستوطنات وقبول حل الدولتين فيما وضعت اللجنة الرباعية 26 كانون الثاني موعدا نهائيا لاستئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وكان بيان الرباعية دعا لاجراء محادثات مباشرة واعادة اطلاقها في غضون شهر ، ويدعو الجانبين لتقديم مقترحات بشأن مسألتين هما الحدود والأمن مع نهاية23 كانون الثاني فيما تم تحديد نهاية عام 2012 موعدا نهائيا للتوصل الى اتفاق.
وكانت المفاوضات توقفت في أواخر عام 2010 بعد ان رفضت اسرائيل تجميد بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية .
بدوره قال المسؤول الفلسطيني عزام الأحمد من رام الله حول الاجتماعات انه من المتوقع من الجانبين عرض مواقفها بشأن مسائل الأمن والحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية.
واشار الى انها ليست جلسة تفاوض والقصد الوحيد هو ان كلا الجانبين ينوي عرض مواقفهم ونأمل ان تكون الردود من الجانب الاسرائيلي ايجابية، بما في ذلك وقف الاستيطان والاتفاق على حدود 1967 كأساس للتوصل إلى حل الدولتين.
الى ذلك نبهت مصادر في دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير في تصريحات اعلامية الى اننا نسعى لخلق البيئة المناسبة لإجراء محادثات ، وهذا يشمل تجميد الاستيطان بالكامل.
رد مع اقتباس
المفضلات