معان - هارون آل خطاب وزياد الطويسي - اتسعت دائرة العمل التطوعي في معان في الآونة الأخيرة ، لتشكل جزءا من الحراك التنموي والمحلي في العديد من مناطق المحافظة في ظل ازدياد أعداد الجمعيات ، وتنوع أعمالها.
وفي الوقت الذي يرى فيه بعض القائمين على هذه الجمعيات،أنها تمكنت من تحقيق جزء كبير من أهدافها ، يرى مهتمون في الشأن المحلي أن الكثير من هذه الجمعيات باتت تشكل عبئا على المجتمع ، بسبب توحد أهدافها ونمطية أعمالها ومحدوديتها.
ويعتبر النشاط في العمل التطوعي، نعيم كريشان ، أنه بالرغم من الحراك التنموي الهام الذي تمكنت العديد من هذه الجمعيات من إحداثه ، إلا أن الجمعيات المتخصصة هي الأكثر نجاحا في تحقيق أهدافها ، نتيجة تبنيها لأفكار وتوجهات هامة كرعاية ، أصحاب الاحتياجات الخاصة ، والاهتمام بالأيتام ، والحفاظ على الإرث الثقافي والحضاري.
التخصص ..الأكثر نجاحاً
يقول رئيس جمعية الجنوب للتربية الخاصة، مطر أبو رخية ، إن الجمعيات المتخصصة «من أكثر الجمعيات التي نجحت حتى الآن بتحقيق أهدافها، وذلك نتيجة لوضوح أهدافها القائمة على تعاملها بشكل مباشر مع الفئات المستهدفة من الفكرة».
ويضيف،أبو رخية:» لهذه الجمعيات دور هام في تنمية المجتمعات المحلية ، وتقديم الخدمة لها من خلال قيامها بأعمال تطوعية ، تتمثل برعاية أصحاب الاحتياجات الخاصة ، والأيتام والفقراء ، وإقامة النشاطات الثقافية والاجتماعية ، التي تنعكس بشكل مباشر على المجتمع».
ويرى رئيس جمعية النهضة الخيرية المتخصصة في مجال رعاية الأطفال،حسان العظم:» أن الجمعيات المتخصصة تمكنت إلى حد ما من تحقيق أهدافها، وذلك نتيجة تبنيها مشروعات وبرامج محددة».
ويشير،العظم، إلى أن من أسباب نجاح الجمعيات المتخصصة «قلتها مقارنة مع غيرها، وانحصار أهدافها وتركيزها بالغالب في مجال محدد».
ويقول أمين سر جمعية العاملين في الكهرباء،صالح كريشان:» ان تخصص اهداف الجمعيات يساهم بشكل كبير في نجاحها وتميزها»، مضيفا ان الاهداف غير الواضحة والموضوعات المتعددة للجمعيات يكتب لها الفشل في الغالب، او تراوح مكانها دون ان تطور ذاتها وتخدم مجتمعها بشكل افضل.
التشتت سبب العثرات
وفي الوقت التي تمكنت فيه بعض الجمعيات التطوعية المتخصصة في معان تحقيق بعض اهدافها ، إلا أن هناك جمعيات أخرى تعيش حالة تعثر.
ويعزي رئيس جمعية ايتام معان محمد البحري ، سبب تعثرها إلى تشابه الكثير منها في الأهداف ، وإلى تشتت أهداف واهتمامات وبرامج العمل الكثير منها.
ويدعو البحري وزارة التنمية الاجتماعية إلى إعادة النظر بمسألة الموافقة على تأسيس الجمعيات ، بحيث تراعي شروط التأسيس عدم تشابه أهداف الجمعيات المقامة في مدينة واحدة. ويشير إلى أن تعدد أهداف الكثير من الجمعيات وتشتتها جعلها غير قادرة على تنفيذها بالصورة التي يضمن لها الاستمرارية والنجاح.
ويطالب البحري بضرورة ان يكون هناك دعم ثابت للجمعيات المتميزة فقط ، وإيقاف الدعم عن الجمعيات الكثيرة التي ليس لها أية نشاطات ، وكذلك زيادة المخصصات من قبل وزارة التنمية ، والاتحاد العام للجمعيات الخيرية ، «كون المخصصات الحالية لاتكفي لتنفيذ كافة النشاطات».
ويقول رئيس جمعية فرسان الخير الدكتور حسن الشلبي ، إن تشابه الأهداف وتشتتها من الأسباب التي أدت إلى تعثر الكثير من الجمعيات التطوعية في معان، مضيفا أن تعدد الاهتمامات جعل الكثير من الجمعيات تقدم نشاطات وبرامج ذات أثر تنموي محدود.
وبين أن الكثير من هذه الجمعيات باتت بحاجة إلى مراجعة أهدافها وتلخيصها بأهم الأهداف، لتتمكن بذلك من تحقيق ولو جزء منها ، بما ينعكس إيجابا على المجتمع المحلي والفئات التي تستهدفها هذه الجمعيات.
ويوضح الشلبي ، أن الجمعيات يجب أن تركز على البرامج التي تعنى بالمساهمة في تنمية المجتمعات والمشروعات الإنتاجية المختلفة ، لما لها من دور هام في الحد من نسب الفقر والبطالة ، معتبرا أن هذه الأهداف أجدر بالاهتمام من الأهداف التوعوية التي تتبناها الكثير من الجمعيات.
تواضع الدعم.. عائق آخر
ورغم ما أسهم به تشابه أهداف الجمعيات التطوعية وتشتتها في تعثر الكثير منها ، غير أن قلة الدعم المالي لا زالت تشكل عائقا بارزا يقف أمام عمل الجمعيات التطوعية في مدينة معان.
يقول عضو الهيئة الادارية في جمعية النهضة الخير محمد ابو طه ، إن الكثير من جمعيات العمل التطوعي في معان تمتلك أهدافاً وخططاً طموحة وواعدة ، يمكن أن تسهم مساهمة كبيرة في تنمية المجتمع ، غير أن واقعها المالي لا يمكنها من ذلك.
ويشير إلى أن قلة الموارد لدى هذه الجمعيات قد أدت أيضا إلى عدم تحقيق الأهداف المرجوة من مشاريعها وبرامجها بالصورة المثلى ، إضافة إلى أن العائق المالي قد أسهم بحصر أعداد المستفيدين المباشرين من هذه الجمعيات.
ويدعو إلى ضرورة التوسع في تقديم الدعم المالي للجمعيات التطوعية وخاصة المهتمة منها في التنمية ، مع أهمية إعطاء الأولوية للجمعيات التي تقع في المناطق التي تعاني من جيوب الفقر.
ويتفق معه عضو جمعية مبرة معان عادل ابو عوده ، مؤكدا أن قلة الدعم المقدم للجمعيات التطوعية أدى إلى تباطؤها في تنفيذ أهدافها التي أنشئت من أجلها.
ويضيف أنه وبالرغم من أن المشروعات التي تنفذها بعض الجمعيات تعود عليها بمردود مالي ، غير أن هذا المردود لا يغطي نفقاتها.
ورغم التحديات التي تواجه الجمعيات التطوعية في معان ، غير أن القطاع التطوعي بشكل عام لا يزال يشكل دورا هاما في تنمية المجتمعات المحلية ، وإقامة المشروعات الهادفة والبرامج التطوعية والإرشادية المتنوعة
ويبلغ عدد الجمعيات الخيرية التطوعية في محافظة معان 64 حمعية ، حسب رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية لمحافظة معان صباح النعيمات ، منها 5 جمعيات تعمل في مجال الاعاقات ، و4 جمعيات ايتام ، في حين ان باقي الجمعيات تعد متعددة الإغراض والأهداف.
وبين النعيمات ان تلك الجمعيات تلقت دعما العام الماضي من الاتحاد العام مقداره ( 43 الف دينار ) ، باستثناء المشاريع الراسمالية واقامة الابنية .
وقال النعيمات ان القانون الجديد للاتحاد والذي اقر عام 2008 ، «يجب اعادة النظر فيه كونه يسمح بانشاء جمعيات لسبعة اشخاص فقط اذا ما تقدموا بطلب لذلك ، وهذا يساعد على اقامة جمعيات كثيرة وذات اهداف متشابهة ، اضافة الى ان الجمعيات ستصبح عائلية اكثر منها خيرية تعاونية يشارك فيها الجميع».
وأكد على أهمية أن يكون اتحاد الجمعيات الخيرية هو المرجعية الوحيدة للجمعيات الخيرية من قبل الجهات المانحة ووزارة التنمية الاجتماعية ، ليتم توزيع الدعم للجمعيات حسب دورها وأدائها ، والتركيز على أقامة مشاريع مشتركة بينها تكون ذات فائدة اكبر للجميع.
وبين النعميات ان هناك جمعيات كثيرة حققت نجاحاً في محافظة معان ، كونها عملت على تنفيذ اهدافها بوضوح ، في حين ان هناك جمعيات متعثرة يتم متابعتها لتصويب أوضاعها ، كونها خرجت عن الأهداف ، ولم يسع القائمون عليها للعمل بشكل جدي لتطويرها والارتقاء بها .
وأكد على أهمية ان يكون هناك تخصص في الاهداف ، وان لايتم انشاء جمعيات جديده تحمل نفس الأهداف ، مطالبا الحكومة اعفاء الجمعيات الخيرية من المسقفات ، وتوفير اعفاءات جمركية على الاليات والسيارات ، اضافة الى منحهم اسعاراً تفضيلية في قيمة المياه والكهرباء.
رد مع اقتباس
المفضلات