عمان – عبدالجليل العضايلة - اعتبر سياسيون اردنيون ان زيارة الملك عبدالله الثاني الى رام الله امس جاءت في وقت ومرحلة غاية في الاهمية خاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية والعالم والتي تحاول فيها اسرائيل تغييب القضية الفلسطينية عن المشهد الدولي استغلالا لهذه الظروف.
وأكدوا لـ «الرأي» ان تركيز جلالة الملك خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس على أهمية توحيد الموقف الفلسطيني وتحقيق المصالحة ينبع رؤية عميقة لجلالته على توفير كافة الظروف التي تحصن الموقف الفلسطيني واهمية دور القيادات الفلسطينية «مجتمعة» بتقوية الموقف الفلسطيني وصولا الى تجسيد الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.
وقال الوزير الاسبق مروان دودين ان توقيت زيارة جلالته الى الاراضي الفلسطينية كان مدروساً ويحمل في طياته العديد من القضايا المشتركة التي تهم الجانبين والتي فُرضت اهميتها بعد عودة جلالته من زيارته الاخيرة الى المملكة المتحدة عاد بها بمعطيات واسعة عن امكانية او صعوبة طرح مسألة العودة الى طاولة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
واكد دودين ان زيارة جلالة الملك الى رام الله ستشجع الجانب الفلسطيني بقيادة الرئيس محمود عباس على المضي في ترتيباته بعقد لقاءات بين السلطة وقياديين من حركة حماس ابرزهم خالد مشعل في القاهرة للتباحث في الشأن الداخلي، واستحقاقات المرحلة المقبلة للشعب الفلسطيني وصولا الى المصالحة التي من شانها تقوية الموقف الفلسطيني ونزع ذريعة اسرائيل امام العالم بعدم وجود شريك فلسطيني للتعامل معه.
وقال ان الاوضاع عموماً في منطقة الشرق الاوسط تطورت بوتيرة متسارعة في الفترة الاخيرة سياسياً وامنياً وبشكل غير معهود، واصبح لزاماً على المتعاطين بالشأن العام على كافة المستويات ان يتخذوا مواقف واجراءات تجعلهم اقدر على مواجهة المستجدات التي تعصف بالمنطقة بأسرها.
وأضاف دودين ان جلالة الملك عبدالله الثاني نجح في ان يكون ليس فقط ملكاً وحاكماً ملماً بمجريات الامور في الاقليم وفي العالم، انما اثبت قدرة كبيرة على صناعة وبلورة مواقف اردنية واضحة المعالم يستشرق بها المستقبل، ويواجه اية تحديات قد تواجه تطلعات الوطن والقضايا القومية بجرأة وحنكة لم يسبقه اليها احد.
واعتبر دودين ان جلالة الملك تعامل مع ما عرف بالربيع العربي على جميع الجبهات الداخلية والخارجية بحرص على مصالح العرب المشتركة وان عيني جلالته لم تغفل خلال هذه الظروف عن الشأن الفلسطيني منادياً في معظم لقاءاته السياسية باهمية وحدة القيادة الفلسطينية ولم شمل كل التنظيمات الفلسطينية بما فيها حماس تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
وشدد دودين على وجود اهتمام اردني على وجود توافق في الداخل الفلسطيني وتحديداً بين السلطة وحركة حماس على برنامج عمل وطني لا يكون فيه التفاوض بديلاً للنضال السلمي، واستثمار طاقات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة يجعلها قادرة على ان تكون سنداً قوياً لمفاوض فلسطيني قوي يمتلك بدائل الحوار بما يخدم المصلحة الفلسطينية.
واكد دودين ان جلالة الملك هو الاقدر على اعطاء جرعة قوية من التأييد لمنظمة التحرير الفلسطينية ترفع معنويات الجميع وتؤسس لوحدة فلسطينية داخلية اصبحت ملحة وضرورية في هذه المرحلة الحاسمة بمستقبل المنطقة العربية بأسرها.
من جانبه اعتبر العين ووزير الخارجية الاسبق الدكتور كامل ابو جابر ان بعد النظر الذي يتمتع به جلالة الملك عبدالله الثاني يترجم من خلال الزيارات المكثفة التي يقوم بها جلالته على كافة المستويات والصعد السياسية ولما يأخذه الاردن من موقف قوي ومؤثر في ترجمة تكاتف عربي يواجه المتغيرات السياسية التي تمر بها المنطقة.
واشار ابو جابر ان القضية الفلسطينية كانت دوماً حاضرة في وجدان الهاشميين لما يتمتعون به من شرعية دينية وسياسية يتشاركون بها مع الشعب الفلسطيني الشقيق لصياغة مستقبل امن وحر لابناء شعبهم.
وأكد ان الاردن قيادة وشعب يتشاركون الوعي مع الشعب الفلسطيني على اهمية المرحلة الحالية في بناء وحدة وطنية بالداخل الفلسطيني وان المستفيد الوحيد من الفرقة بين ابناء الشعب الواحد هي اسرائيل وحدها وهذا ما تصبو اليه، مشدداً على ان الوحدة الوطنية الفلسطينية ستفوت الفرصة على اسرائيل من الاستمرار في ممارساتها ضد الفلسطينيين واللجوء الى حيل امام المجتمع الدولي بعدم وجود ممثل واحد للفلسطينيين يتم التفاوض معه.
واعتبر ابو جابر ان الاردن له ارتباطات وثيقة مع الشعب الفلسطيني بوحدة الدم وصلات القربى والبعد الجغرافي تضعه رقماً صعباً في معادلة الشأن الفلسطيني، واهمية توحد القيادات الفلسطينية تحت مظلة واحدة قادرة على صياغة مستقبلهم بحزم ما سيؤثر ايجابياً على المنطقة بأسرها.
رد مع اقتباس
المفضلات