اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان 22 مشاهدة المشاركة


وجدت في حياتي القصيرة العادية أنني ما ذهبت لاستيفاء حقي،
أو رد اعتباري نحو نقد أو مضايقة، إلا وجدت الخسارة أعظم
، والندم أجل، بمعنى: أنني كنت أظن أنني إذا محصت في ثبوت
ما بلغني من سوء عن شخص، أو نالني من مضايقة عن طريق رجل ما،
أنني بهذا التمحيص والمطالبة والسؤال،
أعيد لنفسي حقها واعتبارها ومكانها، فإذا الأمر على العكس،
والمسألة على الضد، تقع الوحشة بيني وبين هذا الإنسان،
ويستمر العداء، وتستقر الخصومة، ويلح هو في خطئه،
وأتمنى أنني ما طالبت أو تحققت أو تساءلت،
وأن أجمل من هذا كله وأحسن وأطيب: العفو والصفح والإعراض والصبر والتحمل،
وتجاهل هذا الشيء وهذا منطق الوحي الصادق:
((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)).
((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا))،
((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ))،
((وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ))،
((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ))،
((وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا)).
إذن: فإذا سمعت من شخص كلمة نابية،
فلا تردها فتصبح عشراً،
وإذا هجيت بقصيدة،
فكن كأنك لم تسمع، لأنك لو ناقضتها بقصيدة من عندك تشاغل بها الناس،
وحفظها الأدباء، وإذا كتب عنك مقالة لاذعة فأمتها طبخاً بالتجاهل،
وكأنه يقصد غيرك، وإذا انتقدك ناقد حاقد
، فتغافل، كأنه يريد بكلامه حائط الجيران.
وقديماً قال السلف: الاحتمال دفن للمعائب.



لا يضر البحر أمسى زاخراً أن رمى فيه غلام بحجر


البحر طهور ماؤه حل ميتته، لأن كثير الماء إذا تجاوز القلتين لم يحمل الخبث، وكذلك الرجل الشهم الصبور، عنده مناعة من نبذ الشانئين، ((إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ)). ولديه حصانة من هرج الفارغين، ((فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)).


[img]http://www.************/pic/thanx/20.gif[/img]



[grade="0000FF FF0000 2E8B57 FF0000 4B0082"]
سعادة المستشار عدنان
اشكرك على حضورك المشرف
وسعيد جدا با أضافتك التي زادت من قيمه الطرح
أحسنت وبارك الله فيبك


[/grade]
وسلاما ليس ختاما :m3:
والقادم أجمل بأذن الله تعالى