طفلتان مسلمة ومسيحية تكتشفان أسرتيهما الحقيقيتين
وحد حدث مؤسف ومؤلم أسرتين روسيتين، حيث ربيت كل من الطفلتين على يد والدي الأخرى جراء الاختلاط الذي وقع في دار الولادة. والملفت ان احداهما نشأت في عائلة مسلمة وثانيتهما في أسرة مسيحية. وها هما الآن تكتشفان الحقيقة وعليهما اختيار الوالدين واختيار نمط الحياة.
وقد رفعت أسرتان تسكنان في مدينة كوبييسك بمقاطعة تشيليابنسك الروسية دعوى قضائية ضد دار الولادة المحلية، التي خلطت مولداتها طفلتين قبل 12 عاما. واكتشفت حقيقة الامر بالصدفة الصافية، حيث طالب والد احدى الطفلتين باجراء اختبار جيني عند تطليقه زوجته.
وعلمت يوليا بيليايفا بالخطأ، الذي قلب حياتها رأسا على عقب في فبراير/شباط عام 2011 بعد الطلاق، حيث أعرب زوجها عن شكوكه في أن ايرينا البالغة 12 عاما، ابنته، اذ ان الطفلة لا تشبهه اطلاقا. وأعلن الرجل انه لهذا السبب لن يدفع تكاليف الرعاية للطفلة بعد الطلاق.
وأظهرت نتائج الاختبار الجيني ان يوليا وزوجها السابق ليسا والدي هذه الطفلة.
وأمضى موظفو النيابة العمومية ثلاثة أشهر بحثا عن ابنة يوليا الحقيقية، حتى عثروا عليها في بلدة مجاورة، حيث نشأت الطفلة آنيا في عائلة مسلمة. وعندما رأى نعمات اسكنديروف صورة ايرينا لم يبق له شك في انه أبوها، وليس أب آنيا، التي رباها. وكان نعمات الطاجيكي اصلا، تزوج امرأة روسية، ثم انفصلا بالطلاق، وقام هو بتربية آنيا سوية مع أبنائه الآخرين.
وقد أثبتت النيابة العمومية حقيقة ارتكاب الخطأ في دار الولادة. وولدت الطفلتان يوم 17 ديسمبر/كانون الاول عام 1998 في دار ولادة واحدة، بفرق 15 دقيقة، وخلطت المولدات سهوا السوارين، اللذين كانا بيدي الطفلتين.
وحاليا تلتقي الاسرتان بانتظام، الا ان يوليا بيليايفا ونعمات اسكنديروف يعترفان بوجود شيء من التوتر بين أفراد كل من الاسرتين.
ويقول نعمات ان "هذا صعب جدا. فاحدى العائلتين مسيحية وأخرى مسلمة. ولدينا تقاليد مختلفة. وأنا خائف من ان الطفلة التي ربيتها ستبدأ بتناول الكحول وستتخلى عن أداء الصلاة والعمل. أنا قلق من انها ستفقد ديانتها".
وتقول يوليا ان "هناك توتر بيننا (أنا ونعمات). فنعمات لا يروق له بعض الامور، التي تعودنا عليها في أسرتنا، وأنا لست معجبة ببعض ما يجري في منزله. لقد تعودنا كلانا على نمط الحياة، التي عشناها في السابق. والآن تبدو حالتنا وكأنه كابوس". وتضيف يوليا انها تحاول ان تبدي حنان الامومة تجاه آنيا، ولكن الطفلة لا تقبله. وتوضح يوليا ان ابنتها ربيت بطريقة مختلفة و"فعلا ليس بيننا تفاهم".
هذا ويطالب الوالدان دار الولادة بدفع مبلغ اجمالي يزيد عن 300 ألف دولار كتعويض معنوي لهما. ولا يعرف أحد كيف ستكون نتيجة القضية.أما ايرا وآنيا، فقد قامتا بالخيار.
فلا تنوي الطفلتان الانفصال عن والديهما اللذين ربياهما.
المفضلات