خاص - ليبيا اليوم / اسامة بن هامل
احتج عدد من مشايخ وعلماء طرابلس على عمليات هدم أضرحة وحرق زوايا في المدينة موجهين الانتقادات الى المجلسين المحلي والعسكري بالمدينة لإهمالهم شكاواهم الأمر الذي قد يثير فتنة
وقد طالب علماء ومشايخ الطرق والزوايا الصوفية في بيانهم إثر مسيرة حاشدة نظموها أمام مقر المجلس المحلي بالمدينة مساء اليوم الجمعة وزارة الداخلية فتح تحقيق في ما أسموه بالانتهاكات لحرمات الأموات والآثار الاسلامية وتقديم أعضاء مكتب الاوقاف بطرابلس للتحقيق وأكدوا على ضرورة المسارعة لتشكيل المجلس الأعلى للإفتاء وتسمية أعضاءه للنظر في القضايا الشرعية كقضية بناء الأضرحة على قبور الصلحاء التي سردوا لها أدلة شرعية تجيز لهم بناءها.
شيخ الطريقة القادرية الشيخ محمد الجعفري قال في تصريح لـ ليبيا اليوم إن من قاد جماعات مسلحة وقام بهدم أضرحة صلحاء بالمدينة ليسوا من السلفية بل هم جماعات تتبع ابن القذافي الساعدي وهم ينفذون أجندة خاصة بالنظام المنهار، مضيفا"هم لا يقبلون الحوار ولهم رأي يريدون فرضه على الناس بالقوة وهو ما ينافي شريعتنا السمحة التي تسع الجميع السلفية براء من هذه الجماعات " ومجيبا على سؤالنا عن تواصلهم مع الجهات المسؤولة في طرابلس قال"اتصلت واتصل غيري من المشايخ بأعضاء المجلس المحلي والعسكري ولكنهم لا يستجيبون ولا ينظرون في شكوانا ويعدوننا بالقول دون فعل ونحن نخاف أنهم سيكونون بسكوتهم سببا في خلق فتنة في المدينة إذا استمر مسلسل الطابور الخامس الذي يرتدي من الشرع لباسا لتنفيذ أجندة خاصة بنظام الطاغية"
وقال عبد الله زكي بانون الناشط الحقوقي" نطالب اليونيسكو بالتدخل لحماية الآثار المسجلة عندها ومنها أضرحة وزوايا يزيد عمرها على مئات السنين هدمت دون وجه حق حيث أن المجلس الوطني الانتقالي والمكتب التنفيذي لم يستجيبا لمطالبنا ونداءاتنا بضرورة حماية الأثار الإسلامية "
فيما وجه الشيخ عبدالإله الزادي أحد علماء التصوف في طرابلس تساؤلا قال فيه : "هل سيسكت المجلس الوطني الانتقالي لو كانت القبور التي نبشت قبور لولاة الأتراك في طرابلس أليس من باب أولى أن نكرم أسلافنا في قبورهم" وأضاف قائلا : " نحن مستعدون للحوار مع أي طائفة تخالفنا الرأي وصدرونا تتسع للجميع" وشكك في أن تكون هذه الجماعات تنتمي للسلف الصالح بقوله "لقد احرقوا مكتبة زاوية سيدي المصري التي تحوي فيما تحوي مصاحف للقرآن الكريم وصحيح البخاري ومسلم فكيف يدعون انتسابهم للسلف الصالح أو لسنة النبي الكريم"
وفي إشارة لتصاعد الخلاف قال عصام الفيتوري آمر لواء التحرير بالحركة الوطنية للتحرير"لقد أمهلنا هذه الجماعات المسحلة التي تعبث بالزوايا والمساجد والأضرحة مدة أسبوع ليجلسوا مع العلماء للحوار معهم حو المسائل الشرعية في هذا الجانب وبعد هذا الأسبوع سيكون لنا شأن آخر ... " أما محمد حسين العاتي أحد قادة كتيبة أبناء المجاهدين التي ترابط أمام ضريح الشعاب بطرابلس فقد قال"لو أحيل هذا الملف للقضاء أو الجهات المسؤولة وقررت إزالة هذه الأضرحة سنكون نحن أول من يساهم في تنفيذ القرار أما أن يعبث بها بهذه الطريقة فهذا أمر مرفوض وسنقف أمام أي داعي للفتنة"
من جانبه أصدر المجلس المحلي بطرابلس بيان استنكر فيه اعمال الازالة وهدم القباب والأضرحة ولكن أحد امة مساجد طرابلس قال لـ ليبيا اليوم"بيان المجلس المحلي كانت فيه مقدمة تبين الجانب الشرعي في مسألة بناء الأضرحة وسؤالنا جميعا هل من مهام المجلس إباحة أو تحريم بناء الأضرحة أو غيرها لدينا علامات استفهام كبيرة جدا على موقف هذا المجلس فتحيزه لهدم الأضرحة ظاهر جدا في بيانه وإن كان بطريقة غير مباشرة"
وقد قامت جماعات مسلحة يقدر عددها بـ300 مسلح تدعي انتماءها للتيار السلفي بهدم مقر الزاوية البرهانية بحي جنزر غرب طرابلس ونبشت قبر سيدي عبد الرحمن المصري بوسط المدينة وأحرقت الزاوية الملاصقة له مما أثار حفيظة مشايخ ومريدي الزوايا الصوفية في طرابلس واستنكارهم لمواقف رئيس المجلس الأعلى للإفتاء ووزير الأوقاف التي وصفوها بالمداهنة.
وفي ذات الموضوع نشر موقع "الجزيرة نت" الجمعة تقريرا نقلا عن مراسلهم المهير .
قام بالبحث في المسألة وأخذ آراء علماء الدين في ليبيا الذين أكدوا أن الوقت ليس مناسبا للاختلاف.
وقال أمين عام هيئة علماء ليبيا خالد الورشفاني إن من قاموا بهذه الأعمال من "المتشددين" قد استندوا إلى بعض الفتاوى الدينية، وأشار إلى أن هدم الأضرحة وإخراج الموتى من المنكرات..
أما العضو المؤسس لهيئة علماء ليبيا أيمن الجمال الذي فقد قال إن زرع بذور الفرقة في هذه المرحلة الحساسة مرفوض حاليا، وإن الوقت الآن وقت حرب، والواجب على الشباب سؤال أهل العلم قبل الإقدام على أي أفعال تزيد الفتنة والتفرقة.
كما ندد أستاذ الشريعة بجامعة بنغازي شعبان العبيدي بالعملية، وقال إن ما حدث بطرابلس لا يعبر إلا عن ظاهرة انتصار لتيار فقهي ضد آخر، مؤكدا أن هدم الأضرحة مسألة فقهية خلافية لا ينبغي فيها فرض الرأي بالقوة، واعتبر أن اللجوء إلى القوة خطر كبير.
المصلحة والمفسدة
ودعا الداعية الإسلامي محمد بو سدرة إلى النظر من جانبين الأول جواز الأمر من الناحية الشرعية، وثانيا تقدير المصلحة والمفسدة من وراء هذا الفعل.
وأكد أن العلماء أصحاب الاختصاص الأصيل لمثل هذه القضايا، واعتبر أن الأضرحة إذا هدمت في قلوب الناس أولا؛ لا قيمة لها إن وجدت فوق الأرض، وكذلك إذا أقدم العلماء على هدمها فلن ينكر عليهم أحد من المتعلقين بهذه الأضرحة.
ولم يشر بو سدرة بأصابع الاتهام إلى جهة بعينها، موضحا أن كثيرين قالوا إن "السلفيين" مسؤولون عن الهدم، داعيا إلى التأكد من صحة اتهام هذه الفئة.
واستبعد وقوع تداعيات لأعمال الهدم، مؤكدا أن قرار الهدم من عدمه يتم الاحتكام فيه لأهل العلم والعلماء، وأشار إلى إجماع العلماء على عدم جواز بناء الأضرحة، وعلى هذا الأساس قد لا ينكرون هدمها.
يُذكر أن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل دعا الثلاثاء إلى عدم هدم أضرحة أولياء الله الصالحين، وانتظار الفتوى الشرعية.
رد مع اقتباس
المفضلات