الدواء والرضاعة الطبيعية - 21

[راتب الحنيطي]

3- الأدوية المضادة للذهان Antipsychotics

مجموعة الفينوثيازين ( Phenothiazine group )
احدى التجارب التي أجريت على الحيوانات أوضحت بأن دواء البيرفينازين (Perphenazine ) ظهر في الحليب بعد ساعة واحدة من اعطائه للنعاج (ewes) والأبقار (Cows) عن طريق الحقن بالوريد بجرعة 0.05 - 1.5 ملغم / كغم ، حيث بينت وجود هذه المادة في الحليب بتراكيز أعلى منها في بلازما دم هذه الحيوانات خلال 4-6 ساعات بعد حقن هذا الدواء بالعضل أو بالوريد، ولقد لوحظ بقاء هذا الدواء في الحليب بكميات كبيرة لمدة تتراوح 25 ساعة بعد الحقن بالوريد، و حوالي 100 ساعة بعد الحقن بالعضل. (11)

وكما أشرنا عند الحديث عن العوامل المتعلقة بخصائص الدواء الفيزيوكيميائية والتي تتحكم بمرور الدواء من بلازما الأم الى حليبها فان البيروفينازين ( Perphenazine ) يعتبر من الأدوية ضعيفة القاعدية وقيمة ثابت تأينة (Pka = 7.8)، وهو ذواب في الدهون كما هو ذواب في الماء ولهذا فانه يدخل في الحليب عن طريق النفاذ الميسر ( Passive diffusion ) والتي تحكمها نظرية الأس الهيدروجيني - عامل النزعة ( PH - Partitionining ). الجزء الحر من الدواء يكون بشكله غير المتأين ،وهو الجزء الذي يسمح له بالعبور الى الحليب وكما هو معروف فان وسط الحليب يميل الى الحموضة ، والمادة قيد البحث قاعدية إضافة الى سهولة عبورها الى الحليب، هي أيضاً سهلة التأين في الحليب ، وبمجرد تأينها تصبح غير قادرة على العودة من الحليب الى البلازما مرة أخرى، لذلك تبقى محبوسة في الوسط الحليبي وهذا ما يفسر ما جاء في الدراسات أعلاه .

أدوية أخرى لنفس المجموعة مثل الكلوربرومازين (Chlorpromazine) والبروكلوربيرازين ( Prochlorperazine ) وترايفلوبيرازين (Trifluoperazine )، جميعها ظهرت في حليب الكلاب المرضعة عندما عولجت لفترات طويلة بهذه الأدوية. في حين بلغ أعلى تركيز الكلوربرومازين في حليب احدى الأمهات المرضعات من هذه الحيوانات (0.29 مايكروغرام/مل) بعد مرور 120 دقيقة على أخذ جرعة واحدة (1200ملغم) ولم يحدد طريقة أخذ الجرعة . (11) وفي دراسة أخرى لم تظهر وجود كميات مقاسة في حليب الأم التي كانت تتناول 600 ملغم صباحاً و600 ملغم مساءً من الدواء ولمدة 7 أيام . (11)

دواء الهالوبيريدول ( Haloperidol ) وجد أن معدل طرحه من بلازما الدم والحليب يكون بشكل متوازي، ولقد لوحظ بأن تركيز هذا الدواء في الحليب لا تتجاوز بأية حال من الأحوال التركيز الموجود في بلازما دم الأم بعد اعطائه عن طريق الحقن بالعضل .

يذوب دواء الهالوبيريدول في الماء وهو ضعيف القاعدية وان قيمة ثابت التأين له هو (Pka=8.25) وهو قليل الارتباط ببروتينانت الدم وبروتينات الحليب ( أقل من 20%) وأن قيمة (M/P) المتوقعة عند حالة الاتزان هي 7.2 (M/P = 7.2) اعتماداً على بعض الحسابات التي قام بها بعض العلماء، الا أن النسبة الملاحظة هي أقل من (1)، مما جعل العلماء يقترحون أن مرور الهالوبيريدول من بلازما الأم الى حليبها لا يتم عن طريق النقل الميسر لجزيئات الدواء غير المتأينة (11).

4- ثلاثية الحلقات المضادة للاكتئابTricyclic antidepressants
حالات الاكتئاب التي تنتاب الأم بعد الولادة مباشرة تعالج بالأدوية مضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات ، والدراسات التي أجريت لمعرفة مدى ظهور هذه الأدوية في حليب الأم كانت متناقضة وأكثرها كان مبنياً على معلومات نظرية وغير مرتكزة على دراسات سريرية ، وأن الأدوية التي بحثت هي اميبريمين ( Imipramine ) اميتريبتلين (amitriptyline) ومخلفاتهما (metabolites) والدوثيبين(Dothiepin ) والتي تم الكشف عنها في حليب الأم بتراكيز قليلة جداً فدواء ( Imipramine) فهناك دراسات أظهرت عدم وجوده في الحليب ودراسات أخرى كشفت عن وجوده بتركيز 29 نانوغرام/مل من الحليب وتركيز مستقلبه ( Desipramine) بـ 30 نانوغرام/مل ( 30 ng/ml milk ) لأم مرضع كانت تأخذ 200 ملغم / يومياً من Imipramine ولفترة طويلة.(2) دواء الكلواميبريمين ( cloimipramine ) يطرح في الحليب بتركيز يعادل تركيزه في البلازما، بسبب درجة ذائبيته الشديدة في الوسط الدهني . (19)

الدراسات التي أجريت لقياس دواء ( Amitriptyline ) ومستلقبه (Nortriptyline ) في حليب الأم بينت أيضاً - كما هي الحال في دواء(Imipramine ) - ان وجودهما كان بتراكيز قليلة ( 72 نانوغرام/مل حليب) لدواء Amitriptyline و ( 63 نانو غرام /مل حليب ) لمستقلبه Nortriptyline لأم مرضع كانت تأخذ 75ملغم/ يومياً Amitriptyline ولفترة زمنية طويلة دراسة أخرى كشفت عن وجود (Amitriptyline ) في بلازما الطفل بلغ بتركيز أقل من (5ng/ml ) ، في حين أن دراسة أخرى جاءت بقراءات لتراكيز الدواء ومستقلبه في حليب الأم بلغت 151 نانوغرام /مل و 59 نانوغرام /مل على التوالي، لأم مرضع كانت تتناول 100 ملغم Amitriptyline يومياً . (2)

مستويات الدوثيبين (Dothiepin ) في حليب مرضعتين كن يتناولن 75 ملغم و 300 ملغم يومياً لفترة زمنية طويلة قدرت بـ 11 مايكروغرام / مل وأن (M/P) مساوياً 0.33 ، والجرعة الواصلة الى الطفل عن طريق الحليب بلغت 1% من جرعة الأم . (11)

وكانت التوصيات حول استخدام مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات على النحو التالي :-

1- ان التعرض لمثل هذه الأدوية وان كانت تفرز بكميات قليلة جداً في حليب الأم فانها قد تكون ضارة في مرحلة نمو الجهاز العصبي للطفل .

2- عدم تو فر أدلة قاطعة التي تدعم وقف الرضاعة الطبيعية أثناء أخذ هذه الأدوية .

3- يجب ملاحظة ومراقبة الطفل الرضيع باهتمام حول ظهور التأثيرات الجانبية غير المرغوب بها لهذه الأدوية .

4- قياسات اضافية أخرى يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الجوانب السلوكية أثناء تقييم الدواء لدى الأطفال .

5- الليثيوم Lithium
يطرح الليثيوم في الحليب، كما أن وصوله للجنين يتم بطريقة سهلة عبر المشيمة، (11,8) هناك تقرير واحد لام مرضع كانت تتناول (600-1200) ملغم يومياً ليثيوم كاربونيت (Lithium carbonate ) ، بعد الوضع (Parturition) بعدة ساعات أصبح الطفل مزرقاً (cyanotic) ، مرتخي ( Hypotonic)، وانخفضت درجة حرارة جسمه (Hypothermic) وكان هناك عدم انتظام موجة T على التخطيط الكهربائي القلبي ECG، (5) بعد تدفئة الطفل في الحاضنة، زال الازرقاق، تحسنت وظائف العضلات، وابتدأت عملية الرضاعة وخلال ثلاثة أيام عادة حالة انخفاض درجة حرارة الجسم مع بقائه في وضع الارتخاء، كان تركيز الليثيوم (1.5m Eq / litre) في بلازما الأم و 0.6mEq/litre) ) في بلازما الطفل عند عمر 5 أيام ، وكان محتوى الحليب من الليثيوم أيضاً (0.6mEq/litre) وعند توقف الرضاعة الطبيعية نقص تركيز الليثيوم في دم الطفل الى ( 0.2mEq/litre) عند اليوم السابع من عمر الطفل.(11,8,5)

دراسات أخرى أوضحت بأن تركيز الليثيوم في الحليب يعادل نصف التركيز الموجود في بلازما الأم في ثمان حالات .

ويمكن اجمال الملاحظات المأخوذة من الدراسات السابقة بما يلي:-(11)
1- خلال الأسبوع الأول من عمر الطفل فان تركيز الليثيوم في بلازما الطفل يعادل نصف تركيز الليثيوم في بلازما الأم وأن تركيزه في حليب الأم يعادل تقريباً تركيزه في بلازما الطفل .
2- خلال الأسابيع السبعة اللاحقة من عمر الطفل ، يأخذ تركيز الليثيوم الموجود في بلازما الأم بالانحدار ليصل الى قيمته في الحليب، وان نسبة تركيزه في الحليب الى تلك الموجودة في بلازما الطفل تعادل 0.20، والتركيز العالي في بلازما الطفل مقارنة الى تركيزه في حليب الأم يعود الى عدم اكتمال وظيفة الكلى في طرح الليثيوم وأن الأمور تزداد تعقيداً في الأطفال الذين يعانون من الجفاف ( Dehydrated infants ) .

أبحاث اضافية أوضحت بأنه في وقت ولادة الأم ( وكانت تأخذ 400 ملغم / يومياً الليثيوم وباستمرار ) فان تركيز الليثيوم في بلازما دمها كان مساوياً لتركيزه في بلازما طفلها ، وأن تركيز الليثيوم يتناقص بشكل كبير خلال الأسبوعين اللاحقين من عمر الطفل بالرغم من ارتفاع تركيزه في بلازما الأم نتيجة تعديل جرعة الأم من الليثيوم الى 600 ملغم يومياً، بعد 18 يوماً من الولادة ، تم زيادة جرعة الأم الى 800 ملغم يومياً وبقيت كذلك طيلة فترة الدراسة وبالرغم من أن تركيز الليثيوم في الحليب يتضاعف من اليوم الرابع عشر الى 28 يوماً بعد الولادة فان تركيز الليثيوم في بلازما الطفل يبقى ثابتاً، ومع انتهاء الثمانية والعشرين يوماً فقد تم الحصول على القراءات التالية :- (11)

1- نسبة وجود الليثيوم في بلازما الأم الى وجوده في بلازما الطفل كانت تقريباً 6 .
2- قيمة M/P = 0.77 .
3- نسبة التركيز الموجود في حليب الأم الى الى الموجود في بلازما الطفل تعادل تقريباً 2.4 .

بعد مرور 42 يوماً على الولادة هذه الأرقام تغيرت الى 8، 0.25، 2 على التوالي و لم تتغير بشكل واضح من هذا الوقت الى آخر مدة الدراسة التي بقيت 63 يوماً بعد الولادة.
الصيدلاني راتب الحنيطي

[محمد الدراوشه]

الف شكر على الجهود المتواصله
مع التحيه والاحترااااام

[الاسطورة]

شاكرين المعلومات المفيدة
كل التقدير والود والإحتـــرام
دمتم بحفظ الله ورعـايتـــه...!!



اختكم بالله

[راتب الحنيطي]

الأدوية المنبهة للجهاز العصبي
Central Nervous System Stimulants

تقع مركبات الكافئين، الثيوفلين و الثيوبرومين (Caffeine, Theophylline and Theobromine ) تحت ما يعرف بمجموعة ميثيل الزانثين methylxanthines ، وجميعها منبهة للجهاز العصبي وتعمل كموسعات للقصبات الهوائية (Bronchial dilators ) ، ان وجود هذه المركبات في العديد من المشروبات والأطعمة تزيد من احتمال وصولها الى حليب الأم المرضع ولهذا فان الجرعات المعطاة للأم المرضع يجب أن تحدد بسبب سهولة انتقال هذه المركبات من بلازما الأم الى الحليب، اضافة الى صعوبة طرحها من قبل الطفل. والكافئين والثيوفلين لهما قدرة عالية في اختراق جدران أغشية الشعيرات الدموية والحواجز البيولوجية للثدي مما يرفع من قيمة (M/P) لهما، عندما حسبت نسبة (M/P) للأجزاء غير المرتبطة بالبروتين
(non-protein-bound ) وجدت بأنها 0.82 للكافئين و 0.73 لليثيوفلين.(8) ولهذا فان نسبة ما يصل الى الحليب من الجرعة التي تتناولها الأم يعتمد بالدرجة الأولى على مدى ارتباط هذه المركبات ببروتينات بلازما دم الأم، ولأن الثيوفلين أكثر ارتباطاً ببروتينات البلازما حيث تبلغ (50% ) مقارنة بالكافئين والتي تبلغ (25%) فان ما يعادل 10% من الجرعة التي تتناولها الأم المرضع تظهر في حليبها مقارنة بـ ( 66%) من الجرعة المأخوذة من الكافئين عن طريق الأم والتي تظهر في حليبها . (8)

يحتاج الثيوفلين والكافئين إلى وقت طويل حتى تتم عملية طرحهما من جسم الطفل وبالرغم من أن طريقة الطرح بالنسبة لهذين المركبين هي نفسها عند البالغين الا أن فترة نصف العمر ) t ) للكافئين في بلازما الطفل تبلغ 17 ضعفاً عن فترة نصف العمر في البالغين (فترة تصنف العمر لدى البالغين 3.5 ساعة ) وبالمثل فان طرح الثيوفلين من جسم الطفل بطيء بعدة مرات مقارنة بطرحه من جسم البالغين ( فترة تصنف العمر في البالغين تقدر بـ حوالي 9 ساعات ، وفي المدخنين 5 ساعات)(8).

أما بخصوص الثيوبرومين فان له خواصاً دوائية ضعيفة، ولا يستخدم علاجياً، وأن قيمة ( M/P ) تساوي 0.82، ارتباطه في البروتينات الموجودة في الحليب تتراوح ما بين (0-24% ) ، ويوجد في الأطعمة والمشروبات بكميات قليلة حتى أن التوصية في الحد من أكل الشوكولاته - والتي تعتبر غنية به - غير ضروري. الا اذا كان هناك أطفال لديهم استعداد عال للتأثر بها، فهنا يجب أخذ الحيطة والحذر . (8)

وسوف نتحدث بصورة أشمل عن الثيوفلين عند الحديث عن الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية والتي تستعمل في معالجة الأزمة - ضيق التنفس - (Asthma ) .

فيما يتعلق بالأدوية الخرى التي تعمل على تنبيه الجهاز العصبي، فان المعلومات المتعلقة بمرورها الى حليب الأم قليلة وشحيحة، وعلى أية حال فانه لم يلاحظ أية آثار جانبية حصلت عند تناول 103 أم مرضع لدواء الأمفيتامين (Amphetamine ) لدى أطفالهن، مع عدم توفر اعطاء المعلومات عن وقت اعطاء الدواء للأمهات، وعدم توفر أعمار الأمهات والأطفال . (11)

المرجع : الحنيطي ، راتب : كتاب الادوية والرصاعة الطبيعية

[رمز الوفاء]

اشكرك على طرح المعلومات
كل الامانى الطيبه
كل الود


[IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]