عمان - طارق الحميدي - تحولت التصريحات التي نسبت الى نقيب المحامين الاردنيين المحامي مازن ارشيدات والتي اتهم فيها بـ"الاساءة" للرسول عليه الصلاة والسلام إلى قضية جدلية ثارت معها حرب كلامية بين فريقين أحدهما يدافع عنه والاخر يطالب باستقالته واسقاط النقابة.
لم تشفع الاعتذارات التي اطلقهاارشيدات خلال مؤتمر صحفي عقده الاسبوع الماضي في اطفاء نار الاحتجاجات التي باتت تهدد موقعه كنقيب، حيث تداعى محامون وقاطعوا كلمته وطالبوا باسقاطه، مؤكدين أن اساءته للرسول- علية الصلاة والسلام-" كانت مقصودة".
وكانت "زلة اللسان" التي صدرت من نقيب المحامين الاسبوع الماضي خلال لقاء مع قناة رؤيا، أثارت هذه الخلافات وتسببت بـ"زوبعة" من الاعتراضات والتي -على ما يبدو - أن بعض خصومه أحسن استغلالها بشكل فعال.
بعدها اعتذر ارشيدات خلال مؤتمر صحافي عن سوء الفهم الذي حصل مؤكدا انه لا يمكن أن تصدر عنه اساءات للرسول الكريم وأن تصريحاته فسرت بطريقة خاطئة" بقصد أو بدون قصد"، مشيرا إلى أنه ينحدر من أسرة متدينة وأنه لن يقدم على الاساءة للدين الحنيف بأي صورة.
واعتبر البعض أن هناك تيارات داخل النقابة استثمرت "هفوة" النقيب لتشن هجوما عليه هدفها الاول والاخير اسقاط النقابة أو قتل آماله في ولاية ثانية، فيما أكد آخرون أن هذه الاساءة "مقصودة وان معارضيه في هذا الموضوع ليس لهم غايات شخصية".
وكاد اعتصام نفذه محامون جلهم محسوبون على التيار الاسلامي ظهر أمس ان يتحول الى شجار مع محامين يدافعون عن موقف ارشيدات على خلفية ما نسب اليه من إساءة الى النبي صلى الله عليه وسلم.
وتجمهر عشرات المحامين أمام مجمع النقابات يحملون يافطات تؤكد على مطالبهم بالاعتذار وتحمل نقيب المحامين مسؤولية الاساءة، في المقابل كان محامون مناهضون للتيار الاسلامي يحملون يافطات تطالب بالتوقف عن الاساءة للنقيب ولنقابة المحامين.
وفي الوقت الذي أصر محامي التيار الاسلامي على ان يقوم نقيب المحامين باعتذار بشكل واضح وصريح، اكد الطرف الاخر ان الامور "زادت عن حدها" ، معتبرين تصريحات ارشيدات للصحافة كافية وهي بمثابة اعتذار، متهمين الطرف الاخر بـ"المبالغة والمزايدة".
واكد انصار التيار الاسلامي انهم مصرون على موقفهم وأن ما قام به ارشيدات هو اساءة واضحة للنبي محمد (ص) وأنهم يطالبونه بالاعتذار الصريح اولا والتوبة عما اسموه الاساءة للانبياء والرسل.
وهتف أنصار التيار الاسلامي ومناصرهم بشعارات تؤكد على حب النبي وتطالب النقيب بالتوبة الى الله، وعلت حناجرهم بشعارات " لا مكان بيننا لمن لا يحب رسول الله "،" ابتعد عن نقابتنا يامن لا تحب رسول الله", "لا نقابة ولا نقيب نصرة الحبيب"، "الا رسول الله ".
فيما خرجت بعض الشعارات عن سياق الاعتصام باتهام النقيب" بالعمالة للامريكان".
في المقابل فان الطرف الثاني الذي اتهم الاسلاميين بـ"المزايدة الانتخابية"، حمل شعارات تقول " نقابة المحامين لن تكون لتيار واحد .. وارشيدات سيبقى نقيبنا"، " محمد (ص) نبينا ومازن ارشيدات نقيبنا " "الى التيار الاردغواني مازن ارشيدات سيبقى نقيبنا"، وشعارات تؤكد ان ارشيدات اعتذر وهذا يكفي.
مصادر في التيار الاسلامي نفت سعيها لاستغلال الموقف انتخابيا مؤكدة انها ذهبت ومنذ اليوم الى النقيب تنصحه بالاعتذار تفاديا لتداعيات الموقف.
وكان نقيب المحامين قال في مؤتمر الخميس الماضي أنه اعتذر، مشيرا الى ان تصريحه الاخير "لو تم فهمه فهما صحيحا، لوجد انه تعظيم للرسول الكريم، ولا توجد فيه أي إساءة".
والمؤتمر جاء لتوضيح موقفه لما ورد على لسانه، خلال برنامج على فضائية (رؤيا) قال فيه "إن المشكلة في من يجلس على كرسي القضاء، وإذا رجعنا إلى مجلة الأحكام العدلية، سنجد 40 صفة للقاضي، وهذه الشروط يمكن أن لا تتواجد في النبي محمد" .
وحول مطالب البعض باقالته قال ارشيدات خلال المؤتمر الصحفي أنه يحترم تعدد الاراء وأن هذا "يدل على الديمقراطية في نقابة المحامين وأن كل شخص له الحق في التعبير عن رأيه بالطرق المتاحة", كما اعرب عن استعداده للمثول أمام القضاء في حال رفعت قضية عليه للدفاع عن نفسه.
رد مع اقتباس
المفضلات