أمريكا وأموالها في خدمة (إسرائيل)
د.عصام شاور
واشنطن تقرر وقف " مساعدة " بقيمة 200 مليون دولار كانت مقررة للسلطة الفلسطينية إذا ما أصرت الأخيرة على التمسك بمشروع الدولة الفلسطينية، وفي ذات الوقت فإن واشنطن عرضت زيادة مساعداتها للقاهرة مقابل الإفراج عن عميل الموساد " ايلان جرابيل" الذي عمل لصالح دولة الاحتلال أثناء الثورة المصرية وكذلك مقابل تشديد الحصار على قطاع غزة، فهل تكفي تلك الإشارات ليعلم القاصي والداني أن أمريكا وقياداتها وأموالها أصبحت مسخرة لخدمة الصهاينة بطريقة مكشوفة؟.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعد الفلسطينيين بمقعد في الأمم المتحدة لدولة فلسطينية على حدود عام 67 خلال عام، ولكنه الآن يعمل بكل طاقته من اجل عرقلة القرار في مجلس الأمن،إما بالضغط على الأعضاء وإما باستخدام الفيتو الأمريكي، ومن هنا ندرك بأن السلطة الفلسطينية أصبحت مستهدفة ولو مؤقتا من قبل الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال (إسرائيل)، ولو عدنا لأربع سنوات خلت لوجدنا وعود بوش للسلطة بجنة في الضفة الغربية جزاء اعتدالها،وجحيم في غزة بسبب " تمردها"،ولكن أمريكا تقف الآن ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، وهذه فرصة ذهبية ليدرك الجميع بأن أمريكا هي العدو الأول للشعب الفلسطيني بعد دولة الاحتلال، فكل من يطالب بحق أو بجزء منه لصالح القضية الفلسطينية او بما هو ضد رغبات (إسرائيل) فإنها تقف له بالمرصاد.
لقد سمعنا قيادات في السلطة الفلسطينية بعد الأزمة مع أمريكا تذكر العمق العربي الاستراتيجي وهي بذلك تلتقي مع حركة حماس، بعد ان كانت ترمي بثقلها على الغرب بقيادة الولايات المتحدة، ونحن نؤكد بأن العمق العربي والإسلامي هو المخرج الحقيقي لكل المعاناة التي يكابدها شعبنا بدءا بالاحتلال وانتهاء بقطع المعونات والرواتب، والأصل أن نستغل ذلك العمق كخيار استراتيجي وليس تكتيكيًا، ونتمسك بكامل حقوقنا وثوابتنا حتى نصمد أمام " إسرائيل" وأمام المجتمع الدولي، فالحقوق لا تستجدى مع المنح الإنسانية والرواتب وإنما تنتزع انتزاعا ممن لا سلطة لهم علينا ولا " يد عليا"، فإن قرر الشعب الفلسطيني مواجهة العالم من اجل حقوقه فلا بد له من توحيد الصف والأهداف والوسائل، فالمصالحة الوطنية والوحدة الداخلية هي الضمان الأقوى للوقوف في وجه المتآمرين ودحر المحتلين.
المصدر: صحيفة فلسطين
رد مع اقتباس
المفضلات