المضادات الجرثومية " Antimicrobials "
هناك القليل من المعلومات حول المخاطر التي تلحق ضرراً بالطفل الرضيع نتيجة تناوله مضادات البكتيريا التي تصل اليه عبر حليب الثدي(11,8). وأن تقديم النصح باستخدام أو منع استخدام دواء معين أثناء فترة الرضاعة راجع الى سيرة الدواء السريرية وفترة استخدامه والآثار الجانبية الضارة التي أحدثها ذلك الدواء أثناء المعالجة السريرية. فعلى سبيل المثال فان دواء مثل الكلورامفينيكول " Chloramphenicol " لايعطى للأم المرضع استناداً لامكانية تسبب هذا الدواء لحدوث ما يعرف بهبوط وظيفة مخ العظام ( Bone Marrow depression ) ، وقد وجد أنه يفرز في الحليب معطياً تركيزاً يقدر بـ 50% من مستوياته في بلازما الأم وأن 50% من كمية الدواء الموجودة في الحليب تكون بشكلها المستقلب غير الفعال، افتراضاً ان هذا التركيز كاف لحدوث حالة هبوط وظيفة مخ العظام، ولكن هذه المعلومات أخذت من دراسة محدودة جداً من الأمهات المرضعات ، وليس هناك تقارير تدل على حدوث مثل هذا الأثر الجانبي لدى الأطفال الرضع ربما لأنه ابتداءً منع استخدام هذا الدواء أثناء الرضاعة الطبيعية . (11,10)
من التجارب التي أجريت على الحيوانات الحلوبة دلت على أن اعطاء البنزيل بنسلين ( Benzyl - Penicillin ) بطريقة الحقن الوريدي المستمر الثابت (Constant infusion ) يعطي مستوى في الحليب مقدر بـ 10-20% من مستواه في البلازما، وعندما أعطي الايروثرومايسين ( Erythromycin ) بنفس الطريقة كان مستواه في الحليب (4) أضعاف مستواه في البلازما . (12)
ولقد وجد بعد حقن 100.000 وحدة عالمية من البنسلين عن طريق الحقن بالعضل لأمهات مرضعات بأن كمية البنسلين في الحليب تعادل 3-10% كميته في البلازما، وأن اعطاء 1 غم من الأكساسيلين ( 1g of oxacillin ) عن طريق الفم الى 10 أمهات مرضعات لم ينتج عنه كمية مقاسة في حليبهن.(12)
ومهما يكن فان مجموعة البنسلين ومجموعة السيفالوسبيرين عموماً، تطرحان في الحليب بتراكيز قليلة وبقيم (M/P) تتراوح من ( 0-0.2 ) . (11)
مجموعة السلفوناميد (Sulfonamides )
بلغت قيمة (M/P) لهذه المجموعة من 0.2 - 0.97 وهذه القيمة مأخوذة من التجارب على الأبقار والماعز(11). بينما قدرت الكمية المطروحة في حليب الأم على أنها أقل من 1.6% من كمية الجرعة العلاجية المعطاه لأمهات مرضعات في دراسة أخرى . (12)
ومن المعروف بأن مركبات السلفوناميد لها القدرة على ازاحة مادة البليروبين (Bilirubin) من مكان ارتباطها في بروتينات الدم مما يؤدي الى ارتفاع هذه المادة في دم الطفل مؤدياً الى حدوث حالة تعرف بـ (Kernicterus)* اذا استمر الطفل الرضيع بأخذ كميات من مركبات السلفوناميد عن طريق الحليب . (12, 11)
ولقد عرف أيضاً أن هذه المركبات تؤدي الى حدوث الأنيما المتكسرة (Hemolytic anemia ) لدى الطفال الذين يعانون من نقص في أنزيم (G-6PD ) . (12, 11)
مجموعة التتراسيكلين " Tetracyclines "
القيم النظرية لنسبة (M/P) لدواء التتراسيكلين تراوحت من 1-2.23، وأن القيم الملاحظة كانت 0.6-0.8، أي أن لها تركيزاً في حليب الأم مقدراً بـ 60 - 80% بالنسبة الى الكمية الموجودة في بلازما الدم للأم المرضع عندما أعطي التتراكسيلين بجرعة 500 ملغم بالفم كل ست ساعات لمدة ثلاث أيام . (11) ومع هذا لم يكن هناك كمية يمكن أن تقاس في بلازما الطفل، ويعتقد أن السبب راجع الى نقصان كمية الحامض التي تفرزه معدة الطفل في مراحله الأولى وأن هذا النقص في افراز الحامض يقلل ويحد من امتصاص التتراكسيلين وبالتالي عدم وصوله الى بلازما دم الطفل، (11) أو أن يكون الدواء مرتبطاً بعنصر الكالسيوم في الحليب ويكون في هذا الشكل غير قابل للامتصاص عن طرق أمعاء الطفل. (12)وبالتالي لم تظهر آثار جانبية سيئة لهذا الدواء لدى أطفال الرضاعة عند اعطائه للأمهات أثناء فترة الرضاعة الطبيعية .
ولكن اعتماداً على احتمالية تلون الأسنان وتأخر نمو العظام لدى الأطفال والتي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ينصح باعطاء الأم المرضع الأدوية البديلة .
مجموعة اللنكوسمايدLincosamide group )
تشمل هذه المجموعة على اللنكومايسين والكلندامايسين (Lincomycin & clindamycin ). لقد لوحظ أن قيمة نسبة (M/P) المحسوبة لدواء اللنكومايسين بلغت (0.15) مقارنة بالقيمة النظرية وقيمتها تتراوح من
( 1.2 - 1.8 ) . (11)
بالنسبة لدواء الكلندامايسين فقد كشف عن وجوده في حليب الأم ولكن الصورة الآلية لكيفية افرازه في حليب الأم لم تبحث بعد، الا أنه اعتماداً على خصائص الدواء الكيموحيوية فقد اقترح بعض من العلماء قيمة (M/P) لهذا الدواء تقدر بـ 1.14 - 1.69 وهذا الاقتراح لا يأخذ بعين الاعتبار ارتباط الدواء بالبروتينات ولا الطرق النشطة لانتقال هذا الدواء في الحليب. (10)
ولقد أكد بعض العلماء أن كلا الدوائين لم يظهرا أي أثر سلبي على الطفل الرضيع. (11)
مجموعة الأمينوجلايكوسايد ( Aminoglycosides )
تعتبر هذه المجموعة من مضادات البكتيريا مأمونة الاستخدام أثناء الرضاعة الطبيعية مع أن قيم (M/P) قد تدل على وجود هذه المجموعة بشكل معقول في حليب الأم، فمثلاً قيم (M/P) للكنامايسين ( Kanamycin )، والستربتمومايسين (Streptomycin ) هي 0.4 و 1.0 على التوالي ، الا أن امتصاص هذه المجموعة عن طريق القناة الهضمية قليل جداً مما يعيق وصوله الى دم الطفل الرضيع وبالتالي تقليل فرصة حدوث آثار جانبية وخصوصاً تلك الآثار الجانبية التي تلحق الأذي بالأذن والكلى لدى الطفل الرضيع . (11, 10)
الا أن امتصاص هذه المجموعة عن طريق القناة الهضمية للأم أو الطفل يزداد في حالات معينة مثل وجود التهابات معوية، أو حالات من الاسهال، ولكن لا توجد دراسات فعلية حول قياس نسبة امتصاص هذه المجموعة من القناة الهضمية ومدى وصولها الى دم الطفل في مثل هذه الحالات . (11)
الميترانيدازول " Metranidazole "
دواء المتيرانيدازول من الأدوية الموضوعة تحت قائمة الأدوية التي لا تعطى للأمهات المرضعات على أساس أن هذا الدواء - وكما ورد في التقارير العلمية - أنه يحدث طفرات بكتيرية اضافة الى أنه عامل مسرطن للفئران. (10,12) وعلى الأم المرضع أن تتوقف عن ارضاع طفلها اذا كانت هناك حاجة ماسة لأخذه لمعالجة الالتهابات الطفيلية لدى الأم ، وأن تعود الأم الى ارضاع طفلها بعد يومين على انقضاء الجرعة الأخيرة للدواء . (12)
دواء الايزونيازيد Isoniazid,
( Isonicotinic acid hydrazide ) ( INH )
وجد ظهوره في حليب الأم بتراكيز تعادل تراكيزه في بلازما الأم، وقد كشف عن وجوده في بول الطفل الرضيع بتراكيز تتراوح ما بين 0.25-0.7 ملغم /100مل، وذلك أثناء اعطاء الأم 600ملغم بالفم من هذا الدواء. والأوراق العلمية وجدت أن أعلى تركيز يصل اليه الدواء في الحليب بعد مرور ثلاث ساعات من تناول الأم له. وقد وجد ان مستقلبه الرئيسي وهو الأستيل أيزونيازيد Acetylisoniazid ( AcINH ) كشف عنه في الحليب بعد مرور خمس ساعات . وكل من الدواء ومستقلبه يمكن الكشف عنهما في حليب الأم حتى الأربع وعشرين ساعة من تناول الدواء . (12) وأن التقارير أشارت الى أن التعرض المستمر لدواء الأيزونيازيد يمكن أن يتدخل بوظيفة الأحماض النووية (nucleic acid function) ، وأن مستقلبه (AcINH ) يمكن أن يتسبب في احداث ضرر في الكبد (hepatic injury ) . (8)
دواء الكلورامفينكول ( Chloramphenicol )
القيمة الملاحظة (M/P) لهذا الدواء تقترب من 0.5 أي أنه يطرح بتراكيز 50% في الحليب مقارنة بتركيزه في البلازما وأن 50% على الأقل من كميته الموجودة في الحليب تكون بشكلها المستقلب غير فعال دوائياً ( ليس له تاثير مضاد للبكتيريا )، (11) وكما مر سابقاً فأن استخدام هذا الدواء أثناء الرضاعة الطبيعية غير وارد .
نايتروفيرانتوين " Nitrofurantoin "
يفرز في الحليب بكميات يصعب قياسها لدى الأمهات المرضعات اللاتي يتناولنه بجرعات علاجية وكما هي الحال فيما يتعلق بمجموعة السلفوناميد، فان هناك أخطاراً نظرية على الطفل مثل حدوث الأنيميا ( فقر الدم ) وخصوصاً الأطفال الذين يعانون من نقص أنزيم (Glucose - 6 - phosphate dehydrogenase) ولهذا فان أدوية بديلة يفضل اعطاؤها تكون أكثر أماناً على الطفل، واذ لم تتوفر بدائل فيجب أن تكون هناك مراقبة طبية مستمرة . (10,8)
الصيدلاني راتب الحنيطي
??????????????
رد مع اقتباس
المفضلات