كتبت- سهير بشناق -يصادف الاول من تشرين الاول من كل عام اليوم العالمي لكبار السن حيث يتم في هذه المناسبة تسليط الضوء على فئة كبار السن بالمجتعمات ونوعية الخدمات المقدمة لهم واهم القضايا والمشكلات التي تواجهم.
وبالرغم من ان الاردن بعتبر من الدول التي تسعى الى تعزيز مكانة هذه الفئة وتقديم كافة الخدمات اللازمة لها الا انه لا يزال هناك مسنون يقضون ما تبقى لهم من سنوات في العمر بدور الرعاية بعيدين عن ابنائهم وبناتهم ينتظرون من يطرق ابواب قلوبهم المتعبة في مناسبة ما فلا يجدون من افنوا حياتهم برعايتهم وتربيتهم امامهم ويقتصر فرحهم الممزوج بحزن يختزنونه بقلوبهم على رؤية الاخرين من مسؤولين ومدراء لهذه المراكز يقدمون لهم الهدايا في اليوم العالمي لكبار السن علهم يشعرونهم بانهم ليسوا وحيدين في هذا العمر.
ويعد المجلس الوطني لشؤون الاسرة الذي ترأسه جلالة الملكة رانيا العبدالله احدى الجهات التي عملت على رعاية هذه الفئة من خلال اعداد الاستراتيجية الوطنية لكبار السن عام 2008 بالتعاون مع وزارتي الصحة والتنمية الاجتماعية والمجلس التمريضي الاردني وامانة عمان الكبرى ومنظمة الصحة العالمية.
الامين العام للمجلس الوطني لشؤون الاسرة المحامية ريم ابو حسان بينت ان التحديات التي تواجه كبار السن في المجتمع الاردني تحتاج الى تضافر الجهود بين كافة الجهات ذات العلاقة لتوفير الخدمات الضرورية وذلك بناءا على الاستراتيجية الوطنية لكبار السن.
واضافت ابو حسان ان هذه الاستراتيجية تعتبر بمثابة الركيزة الأولى نحو إعداد العديد من البرامج التي تستهدف النهوض بأوضاع كبار السن ترجمة لتطلعات جلالة الملك وجلالة الملكة رانيا ضمن اهتمامهما بهذه الفئة.
واشارت الى ان هذه الاستراتيجية استندت على قيمنا الدينية والعربية والإنسانية الأصيلة والمتمثلة بالاحترام والمودة وصلة الرحم والتكافل بين الأجيال والتي يجب المحافظة عليها لبناء مستقبل واعد لأبنائنا ملؤه الأمان والاستقرار.
وبينت ان الخدمات التي يجب ان تتوفر لكبار السن – بحسب الاستراتيجية – تتمثل بتأمين الرعاية الطبية والتمريضية المنزلية، وزيادة عدد العيادات والمراكز الصحية المؤهلة، وتأسيس أقسام متخصصة لتقديم خدمات شاملة لهم في المستشفيات والمراكز الصحية، اضافة الى الحاجة الملحة لتوسيع نطاق الفرص التعليمية في ميدان العلوم الصحية للشيخوخة.
واضافت ابو حسان ان الاستراتيجية اظهرت ضرورة العمل على تحسين البيئة المادية المحيطة بكبار السن والتي تشمل سكنهم الخاص، والمرافق الخدمية العامة وذلك من خلال توفير الأدوات المساندة في تلك المرافق لتسهيل حركتهم بأمان ولتتلاءم مع حالتهم الصحية وقدراتهم.
وشددت ابو حسان على ضرورة حماية المسنين في المجتمع من خلال وضع التشريعات الداعمة لحقوقهم، وتوفير البيئة الامنة لرعايتهم، وتمكينهم اقتصاديا ونفسيا واجتماعيا، بالإضافة إلى إيجاد قاعدة بيانات وطنية خاصة بالمسنين وتعزيز ذلك كله بالدراسات العلمية حول المسنين وأوضاعهم لزيادة فاعلية التخطيط المستقبلي لاحتياجاتهم، إضافة إلى تشجيع الرعاية المنزلية للمسنين وفق معايير مقننه ومقبولة إنسانيا واجتماعيا ومستجيبة لحاجات المسنين.
وتبعا لمنظمة الامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ووفقا لبعض الدراسات فان كبير السن هو من بلغ عمر الشيخوخة والذي يبدا في عمر 65 عاما.
ويبلغ عدد كبار السن 60 سنة فاكثر حسب احصائية عام 2006 حوالي 688 مليون ومن المتوقع ان يصل عددهم الى 2 بيليون بحلول 2050 وعندها للمرة الاولى في التاريخ يتعدى عدد كبار السن عدد الاطفال.
وكذلك الحال في الاردن فان نسبة كبار السن من الفئات العمرية التي يجب ان تزداد نسبتها من السكان من 5,2% عام 2004 لتصل الى 7,6% عام 2020 والذي يستوجب التخطيط ضمن الاستراتيجية لمواجهة التحديات الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية.
ويرى اخصائيون اجتماعيون ان الخدمات التي تقدمها دور الرعاية والجمعيات المعنية برعاية المسنين خدمات كبيرة وهامة خاصة وانها تعمل على توفير احتياجاتهم ومن مأكل ومأوى وخدمات صحية اضافة الى الخدمات التي تقدمها الاندية النهارية لكبار السن والتي يقضون اوقات فراغهم بها ويعودون الى اسرهم.
واشاروا الى انه بالرغم من هذه الخدمات الى ان المسن لا يزال يحتاج الى اهتمام ورعاية داخل اسرته خاصة وان هناك مسنين يتم الحاقهم بدور الرعاية بسبب عدم رغبة ابنائهم او بناتهم بالاعتناء بهم واصفين هذا السلوك بانه اذى نفسي لكبار السن الذين يبتعدون به قسرا عن ابنائهم وبناتهم ويحرمون من الراحة النفسية التي لا تتوفر لهم الا بوجودهم بجانب ابنائهم واحفادهم.
وشددوا على اهمية سعي الابناء من الاستفادة من وجود ابائهم وامهاتهم بجانبهم في تربية اطفالهم لاهمية تنشيط دور الاسرة الممتدة واصفين دور الاجداد بانه دور هام يؤثر ايجابيا في حياة اطفالهم خاصة اذا كان الاجداد والجدات يتمعتون بصحة جيدة.
وتبقى الام التي نذرت حياتها لتربية ابنائها والاب الذي قدم لابناءه العطف ووفر لهم الحياة الكريمة بحاجة لمن يرعاهم عند الكبر ويحتاجون الى الشعور بالامن والاطمئنان بوجودهم قرب ابنائهم وبناتهم فدموع الحزن على اوضاعهم وهم يحدقون بسنوات اعمارهم من نوافذ دور الرعاية ولا يجدون من يخفف عنهم الامهم ويراعاهم تبقى دموع كبيرة ومؤلمة بحجم هذا العمر.
فان تقتصر علاقة الاباء والامهات بابنائهم وبناتهم بما يسددونه سنويا لدور هذه الرعاية مقابل وجودهم بها امر محزن يضعنا امام تساؤل مشروع كيف سيكون الحال بهؤلاء الابناء بعد ان يصلوا لعمر ابائهم وامهاتهم وهل ينتظرون من ابنائهم ان يعطفوا عليهم ويبقوهم بجانبهم وهم الذين تنكروا لابائهم وامهاتهم واعتبروا واجب رعايتهم حمل ثقيل بادروا بالتخلص منه؟.
رد مع اقتباس
المفضلات