عمان - رهام فاخوري - حذرت فعاليات سياحية من آثار سلبية على قطاع السياحة التي قد تمتد لقطاعات اقتصادية أخرى، ما لم تمد لها يد العون.
وخلافا لتصريحات سابقة لوزارة السياحة والآثار التي قالت ان نسبة التراجع السياحي كانت متدنية، قال القائمون على القطاع أن النسبة تراوحت (50-70%).
ووصفوا الوضع الحالي بأنه قاتم ومجهول، لان التراجع الذي تشهده كبير ومقلق سواء لموسم الخريف الذي يعول عليه أو للعام المقبل.
ويعتبر العاملون بالقطاع أن السياحة الوافدة (الأفواج القادمة من الدول الغربية) هي المحرك لجميع المهن السياحية وغيرها مثل موردي الخدمات للمنشات السياحية وصولا إلى تراجع الدخل السياحي للخزينة والذي كان يشكل (14%).
وطالبوا بجملة إجراءات فورية (خطة طوارئ) من شأنها إنقاذ سياحة العام المقبل منها تخفيض الأسعار على جميع مخرجات البرامج السياحية سواء من القطاع العام أو الخاص وتكون على مدار العام المقبل لتجاوز المحنة التي ألمت به، وتغيير انماط واساليب التسويق منها مواقع التواصل الاجتماعي.
وابدى الرئيس التنفيذي للملكية الاردنية حسين الدباس تخوفه من الوضع السياحي الحالي ليس من التراجع لموسم الخريف وانما للسنة المقبلة، ونبه بانه في حال ضرب القطاع فان كل الفعاليات السياحية ستتضرر.
وعرض الدباس بالارقام مقارنة بين العام الماضي والعام الحالي بحركة السفر من أوروبا فكانت خلال أيلول من العام الماضي (28) ألف مسافر انخفضت في أيلول الجاري الى (17) ألفا ، وخلال تشرين اول من عام 2010 كانت (44) ألف مسافر وانخفضت الحجوزات خلال ذات الفترة الى (16) ألفا ، وفي تشرين ثاني الماضي وصل الاردن (31) ألف مسافر بينما انخفضت نسبة الحجوزات لتشرين ثاني المقبل إلى (12) الفا.
وتوقع ان الرحلات القادمة للمملكة ان تنخفض وهذه الرحلات تقتصر على الافواج السياحية القادمة من اوروبا وامريكا، وبدأت الادارة بدراسة فعلية لاغلاق مزيد من الرحلات القادمة من اوروبا للتخفيف من الخسائر.
وقال ان الهيئة عملت بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة لاستضافة (600) صحفي من أوروبا وأمريكا، ولكن للاسف اقتصرت على الاستضافة دون متابعة في هذه العملية من الترويج.
وبين ان الأحداث في دول الجوار انعكست سلبا على الاقبال السياحي للاردن، كما تم الغاء (672) رحلة بشكل عام حتى نهاية اب الماضي غالبيتها لاسباب انحسار السياحة للاردن، وحوالي (40) رحلة بشهر ايلول.
وابدى قلقا لان الرحلات الى اوروبا في اسوأ اوضاعها، بدانا نواجه خسائر كبيرة دون وجود اي بارقة امل في الافق.
وقال اذا استمر الوضع الحالي فان العام المقبل سيكون سيئا جدا، وماذا سيكون مصير منتدى الاقتصادي العالمي والذي سيعقد في تشرين اول.
وتوقع رئيس اتحاد المهن السياحية ميشيل نزال بان يكون عام 2012 بداية صعبة لان الاوضاع في المنطقة غير مستقرة، وان عدد الافواج السياحية انخفض بنسبة (50%) وهي البرامج المشتركة مع دول الجوار.
وعرض بعض التحديات التي تواجه السياحة منها الوضع السياسي في المنطقة اضافة الى الاوضاع الاقتصادية التي تعصف باوروبا والتي اثرت بشكل مباشر على ايراد الافراد فيها وهذا اثر على اقبال السياح للمنطقة.
وحض العاملين على الترويج السياحي من تكثيف حملاتهم وزيادة التسويق لدول الشرق الأوسط بما في ذلك المقيمون الأجانب في دول الخليج الذين يزورون المواقع السياحية والأثرية لتعويض النقص الحاصل على السياحة للأردن.
وطالب الشركات المختصة بالسياحة الوافدة بضرورة البحث عن اسواق جديدة، وان لا يقتصر عملها على الاسواق التقليدية، وتغيير انماط التفكير والترويج عبر الوسائل المختلفة منها الترويج عبر وسائل الاعلام الحديثة.
واتفقت مديرة إحدى الشركات المختصة بالسياحة الوافدة رجاء الجزار ان التراجع في سياحة الخريف انخفض بنسبة (50%) رغم ان لدينا بعض الحجوزات المثبتة من الأسواق الإيطالية والأسبانية ولكنها محدودة.
واقر مدير عام هيئة تنشيط السياحة نايف الفايز أن الوضع السياحي الحالي غير واضح المعالم وانه بدأ بحملة ترويج بعد الحصول على الدعم الحكومي للتخفيف من اثر ألازمة التي انعكست سلبا.
وقال أن الهيئة ستقوم بتقييم بعد الانتهاء من الحملة التسويقية التي بدأت مطلع الشهر، وكانت بالتنسيق بين القطاعين العام والخاص، واشار إلى أن الوضع للعام الحالي كان واضحا ونتوقع أن تكون نتائج الحملة عليها محدودة والامل بالعام المقبل.
وقال رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر شاهر حمدان أن المؤشرات الحالية غير مبشرة، بسبب ارتفاع نسب الالغاءات، كما وردنا من الوكلاء بأنه لم تسجل أي حجوزات جديدة سواء للخريف أو للعام المقبل.
وبين أن الجمعية تعمل بالتعاون مع الهيئة للترويج للاسواق التقليدية وهي بريطانيا والمانيا وفرنسا ضمن الحملة التي تقوم بها الهيئة، مشيرا إلى أن السياحة تمر حاليا بحالة طوارئ يجب التعامل معها بحذر لتدارك الاخطار التي قد تنجم عنها.
ودعا مختلف الأطراف إلى العمل المنظم وايجاد خطط مدروسة لان الموجود حاليا غير كاف وقصير الامد، وان الموجود حاليا من خطط وبرامج لا يتمتع بالمرونة أو الاستمرارية ليتماشى مع المتغيرات المختلفة.
واقترح بان تقدم الحكومة دعما ماديا للوكلاء العاملين بالسياحة الوافدة مشروطا بعدد من الليالي السياحية المحددة وفي حال لم يتحقق ذلك يتكفل الوكيل بالغرامة التي تفرضها الحكومة.
وقال حمدان ان الوضع السياحي الحالي يدعو إلى القلق لان نسب الحجوزات للعام المقبل لا تتجاوز (15%) ليس فقط على مستوى نسب الإشغال للفنادق وتواضع عدد زوار المواقع السياحية والأثرية وإنما قد يصل إلى أن تبدأ المنشات السياحية بالاستغناء عن موظفيها ارتفاع نسب البطالة.
وقال رئيس الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة محمد سميح ان نسب التراجع في الحجوزات انخفض بنسب تتراوح بين (50-70%) بحسب السوق على عكس ما يتداول، واعرب عن قلق شديد لان وضع السياحة الحالي صعب جدا لان المستقبل واضح بسبب استمرار تطور الأحداث بالمنطقة.
وبين أن أكثر الأسواق تضررا هي أمريكا والمشكلة أن منظمي الرحلات فقدوا ثقة المستهلك في تلك المناطق بأنها دول امنة بحسب ما يعرض على مختلف وسائل الإعلام من وضع في المنطقة.
ووصف الوضع الحالي بالقاتم على عكس ما طرح مؤخرا في الصحف وهناك الغاءات كبرى للمجموعات السياحية لان الأردن يعتمد بشكل رئيسي على السياحة الوافدة لأنها تشغل كل القطاعات السياحية، واعتبر السياحة الداخلية مكملة لها.
وقال رغم الصورة القاتمة التي نشهدها على ارض الواقع لكن علينا التحلي بالتفاؤل والعمل على الترويج بشكل مكثف أكثر وان يكون حضور منظمي الرحلات أعلى واكبر في مختلف المعارض السياحية العالمية.
ورأى سميح أن واقع عام 2011 بأنه سيىء وضبابي والمؤشرات التي لدينا تؤكد ذلك بسبب ضعف ثقة المستهلك والذي أصبح اكبر تحد لمنظمي الرحلات، لذا فان الحجوزات التي تكون في مثل هذا الوقت من العام مرتفعة إلا أنها تراجعت بشكل مقلق هذا العام، واتفق مع حمدان بان بعض المنشات السياحية بدأت التفكير جديا بالاستغناء عن بعض موظفيها.
وحض الجهات المعنية على دعم منظمي الرحلات ليتمكنوا من الترويج بشكل اكبر لاقناع السياح بزيارة الأردن، وقال «نقدر للحكومة موقفها بأنها قدمت دعما للهيئة لتتمكن من الترويج في الأسواق التقليدية إلا أنها غير كافية».
وامل من الفعاليات المختلفة بان تنظر للواقع الحالي بنظرة شاملة خصوصا للعام المقبل والذي يبدو قاتما بتخفيض حقيقي وملموس لجميع مدخلات البرامج السياحية يمتد لحين يتعافى القطاع ليتمكن منظمو الرحلات من تسويقه.
واتفقت الجزار مع نظرائها بان عام 2012 سيكون الوضع سيئا لمحدودية الطلب والحجوزات المثبتة، مبينا انه يوجد بعض الحجوزات على البرامج المشتركة مع الاراضي المقدسة من الاسواق الكندية والامريكية.
واستغربت الجزار ما نشر مؤخرا بان نسب الانخفاض السياحي (13%) فقط، وقالت اذا كانت هذه النسبة واقعية فلا داعي للقلق نهائيا ولا على اي مستوى، ولكن الواقع الذي نقف امامه مغاير تماما وان الوضع بغاية الصعوبه ومقلق جدا.
وطالبت الجزار القائمين على القطاع من النظر للأردن «كموطن للسياحة من الدرجة الأولى» والعمل بشراكة حقيقية بين القطاعين بعيدا عن الخلافات الشخصية، ومنح القطاع الخاص القادر على الترويج بكفاءة عالية الفرصة للتفكير بحلول وخطط وبرامج مميزة للتخفيف من اثر الازمة على القطاع، كونهم الاكثر دراية بالمواقع السياحية وكيفية تطويرها وتسويقها.
ودعت الى التفكير الجدي بالاردن كمصلحة عامة لانه في حال وجدت الحلول المناسبة والخطط الواقعية وذات الكفاءة ستتحقق مصلحة القطاعين العام والخاص بذات الوقت.
وقالت ان منظمي الرحلات هم أساس التسويق رغم وجود عدد منهم ينظر لمصلحة فردية، ولكن علينا العمل على ابقاء الاردن على الكتالوجات العالمية لان بعض الشركات في الخارج بدات التقليل من تلك الصفحات.
واقترحت بان تقوم الحكومة بعمل بطاقة مشتركة للمواقع السياحية بسعر مقبول تكون مكافئة للسائح الذي يقضي عدد ليالي كثيرة في الاردن.
وقال المستثمر بالقطاع نبيه ريال أن السياحة أصبحت تحبو ووصلت إلى اسوء اوضاعها وتشهد الآن انخفاضا في إقبال السياح بنسبة (70%) والمقلق انه لا يوجد بارقة امل تلوح بالافق بانتهاء ألازمة، كما أن الطلب على العام المقبل ضعيف.
وبين أن الوضع الذي تمر به السياحة حاليا مرتبط بالاحجام عن المنطقة وليس فقط بالأسعار، وتوقع أن يؤثر الترويج على الوضع المتأزم بتحسن نسبته (10%) فقط، ووصف خطط الهيئة الترويجية بأنها جاءت متأخرة لان الوضع السياحي بدأ بالتدهور منذ مطلع العام.
واتفق مع زملائه بان الأردن يعتمد بشكل رئيسي على السياحة الوافدة لأنها المشغل الأساسي لكل ما له علاقة بالسياحة وتشمل كل المملكة، واصفا السياحة العربية بأنها «لا تسمن ولا تغني من جوع».
وقال أن المشكلة التي تقلقنا الآن ليس فقط الطلب وإنما تأكيد ما لدينا من طلبات رغم شحها.
ويتفق ريال مع نظرائه بان الحل هو تخفيض الأسعار على كل مدخلات البرامج السياحية ابتداء من رسوم الدخول والفنادق وغيرها حتى نهاية العام المقبل ، لنتمكن من تخفيف اثر الوضع الحالي معتبرا أن هذا المقترح لن يعيد السياحة إلى طبيعتها.
وحض الوزارة على ضرورة العمل بجدية وشفافية عالية وان تتحلى برؤيا مستقبلية وخطط فورية تسهم في التخفيف من ألازمة الحقيقية التي تمر بها السياحة حاليا.
واكد رئيس جمعية فنادق العقبة صلاح البيطار تواضع نسب الحجوزات سواء للخريف أو العام المقبل، رغم أن بعض فنادق العقبة خفضت اسعارها بنسبة (30%) رغم كلفة التشغيل المرتفعة عليها.
واستغرب الية العمل لدى القطاع العام فمن المفترض أن يعقد مؤتمر السياحة نهاية الشهر الجاري ولكن للان لم يجر تنسيق مع أي من فعاليات القطاع الخاص، واتفق مع نظرائه بان نسب الاشغال لم تتجاوز (45%) رغم أننا في موسم سياحة الخريف الذي نعول عليه كثيرا.
ووصف رئيس جمعية فنادق البتراء فواز الحسنات الوضع في المدينة الوردية بالخطير ، وان الفنادق بحالة شلل كامل كما أن المستثمرين بالقطاع غير قادرين على الابقاء على موظفيهم بسبب ارتفاع كلفة التشغيل ابتداء من الكهرباء والماء والضرائب مع غياب تام للسياحة الغربية ووصلت الحجوزات فيها للان (5%) فقط، «لذا تعلن فنادق المدينة الوردية وفاة القطاع فيها».
واقترح الحسنات العمل على تسويق الأردن كمقصد سياحي مستقل والتركيز على النواحي الامنية في الأردن، وان يكون هناك حضور اقوى للعاملين بالقطاع بالمعارض العالمية، كما يمكن تخفيض تسعيرة الدخول للبتراء شريطة أن يقضي السائح أكثر من ليلة مبيت في الأردن.
ويبدو أن تأثير التراجع السياحي اثر أيضا على بعض التجار الذين يوردون خدماتهم للمنشات الفندقية.
وقال غسان شناعة مندوب المبيعات لشركة تورد اللحوم للمنشات الفندقية أن تراجع السياحة اثر على عملهم بشكل قوي لان كمية الطلبات انخفضت بنسبة عالية وهذا حتما اثر علينا، لذا نحن نشعر بقلق من الاستمرار بهذا الانخفاض الذي سيؤثر سلبا على كل موردي الخدمات لتلك المنشات.
وقال فادي حجازين مشرف المبيعات على الحلويات الموردة للفنادق أن عملهم تأثر بشكل كبير وانخفضت نسبة التوريد بحوالي (30%) حتى على المنشات الفندقية الكبرى لذا هناك تخوف من استمرار الوضع الحالي.
وقال حازم التعمري مندوب مبيعات للقرطاسية أن تراجع السياحة أدى إلى انخفاض توريدنا للمنشات الفندقية ولكن نسبة التأثير السلبي كانت قليلة لاننا نورد أيضا للشركات التجارية.
وقال رامي الجعبري مندوب مبيعات في شركة تورد البيض للمنشات الفندقية بأنها لم تتأثر بالوضع السياحي الحالي بسبب انخفاض الإنتاج اصلا لهذه المادة مما رفع من سعرها ، كما أن هذه المادة تدخل في العديد من الاطعمة التي تقدم بالحفلات والتي يقيمها بالاصل الأردنيون وليس السياح.
رد مع اقتباس
المفضلات