احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ماذا يعني ان تخرج الصحافة من تحت سيطرة الامن ؟ .. بقلم : نضال معلوف

  1. #1
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    ماذا يعني ان تخرج الصحافة من تحت سيطرة الامن ؟ .. بقلم : نضال معلوف

    كتبت عشرات المقالات على مدى سنوات العقد الماضي كانت كلها "معارضة" ، فلا يمكن للانسان ان يكون صحفياً اذا لم يملك في تكوينه حس النقد والرؤية بعين تتميز عن عين الانسان العادي بانها ترصد الاخطاء وتسبر اغوار الحقيقة.


    والمعارضة هنا لا تحمل المعنى السياسي ، لانه كما لا يمكن للانسان ان يكون صحفيا دون ان يمتلك حس النقد والمعارضة ، فانه هناك عداء مستحكم بين الصحافة والتحزب .. لان الصحفي الذي لا يستطيع ان يفصل بين عمله وانتمائه الحزبي ( ان وجد ) يتحول لـ "مروّج" في عالم البروباغندا.
    ودائما كنت اضرب مثالا للشباب الذين تعاملت معهم عن كيف يجب ان يكون الصحفي ، من خلال قصة "الثوب الخفي" ، تلك الحكاية الشعبية التي تروي قصة ملك وقع في يدي "خياط" ماكر اوهموه بانه اخاط له ثوبا من خيوط لا يراها الا الاذكياء ، ودفع به لكي يسير في الشارع عار وسط دهشة وتصفيق الجمهور ( الذكي ايضا ) ، ليخرج طفل من بين الحشد ويصيح : الملك عار الملك عار .. ويعترف بعده الجميع بذلك.
    هكذا يجب ان يكون الصحفي ، مهمته ان يشير الى الحقيقة حتى ولو ذهب كل قومه باتجاه مجافاتها وطبعا لهذا اسباب موجبة.

    فالصحافة قبل كل شيء سلطة رقابية هدفها نقل البيانات والوقائع وتحويلها لمعلومات للمساعدة على التشخيص وتقديم الحلول والمعلومات هنا اساس العملية كلها ، فتقديم معلومات خاطئة سيصل الى تشخيص خاطئ وبالتالي الى حلول كارثية.
    صحيح بان الدولة تمتلك مصادر معلومات اخرى غير الصحافة ، ولكن الاعتماد على هذه المصادر وفقط امر خطير لان هذه المصادر تؤمن المعلومات في قنوات مغلقة غير خاضعة للتقييم ومراقبة الرأي العام وبالتالي فان اي خطأ ( عن عمد او عن غير عمد ) لن يُكتشف الا بعد تطبيق الحلول والتي قد تودي الى نتائج لا يمكن عكسها.

    اما في الصحافة فان ردود الافعال وتفاعل الرأي العام يكون آنياً ، خاصة في هذا العصر، وضخماً بحيث انه لا يمكن اخفاؤه وهذا يعطي فرصة لاعادة تقييم المعلومات ومراجعتها وصولاً الى الحقائق.

    فما يرسل من خلال تقرير امني الى صاحب القرار يكتب عليه "سري للغاية" اي لن يطلع عليه الا من ارسل التقرير وصاحب القرار وهنا يمكن لفعل التضليل ، عن عمد او عدم الكفاءة او حتى ارتكاب الاخطاء ، ان يقع دون ان يُكتشف.

    اما في الاعلام فهذا غير ممكن لان نشر اية معلومات ستقابله ردود ( آنية في عصرنا ) وتدفع بكل القنوات لوضع ما تملك من معلومات داعمة او معاكسة على الطاولة امام الجمهور وصاحب القرار ، وهذا سيجعله اقرب للحقيقة.

    انا لا ادعو لاستبدال الامن بالصحافة ، ولكن احاول ان ابرز اهمية دور الصحافة في ضبط الايقاع العام وبناء الخطط واتخاذ الاجراءات في الاتجاه الصحيح.

    الحاصل عندنا بانه مطلوب من الاعلام ان يدعم التقارير السرية التي كتبت من قبل افراد ، والى هنا الأمر مقبول ، ولكن ايضا مطلوب من الاعلام ان يكبت كل ردود الفعل المعاكسة ويدفن اي معلومات نقيضة تصله ويقص اي جزئيات لا تتناسب مع "التقرير السري " المعمم.

    وهذا الفعل اشبه بميزان حرارة قابل للضبط قبل ان تضعه في فم المريض ، يعطيك درجة الحرارة التي ترغب بان تراها ، وهو ميزان مطيع ومريح ، ولكن ليس هناك اي ضمانة بألا يفضي استخدامه الى موت المريض.

    اليوم اصبحت السيطرة على مصادر المعلومات كما تتابعون مهمة مستحيلة ، ومع انكفاء دور الصحافة المحترفة في التعامل مع المعلومات وتقديمها ضمن اصول العمل الصحفي التي تضمن الموضوعية والاتزان والحياد ، وذلك بسبب القمع الامني ، احدث تشوهات كبيرة في جسم العمل الصحفي ( في ميزان حرارة المجتمع ).

    وكما ان ليس كل مواطن طبيب ، فكذلك لا يمكن ان يتحول كل مواطن لصحفي ، ولكن عندما يُمنع الاطباء من ممارسة عملهم وينكفئون تحت ضغوط التهديد والوعيد من ممارسة المهنة ، فاننا لا نستطيع لوم المواطنين اذا قاموا بافعال الاستشفاء والمعالجة.

    وهكذا في كثير من الدول ومنها سوريا ، اصبحت الصورة معكوسة ، اصبح المواطن صحفياً ، وهو مضطر ليكون كذلك لانه نظر فجأة في خضم أحداث كبرى ولم يرَ من حوله اي اعلام.

    فأصبحنا نتابع الاحداث والصراع ( التي تمثل جوهر الاخبار ) بكاميرات "الموبايلات" ، فيما نرى الحركة الطبيعية للسيارات وبائعي الخضرة والحفلات والدبكات بعدسة احدث تجهيزات المؤسسات الاعلامية.

    نظرية الحرب النفسية التي تعتمد عليها بعض الانظمة بحاجة لتطوير ، هي موجودة وفاعلة وهذا صحيح ، ولكن لا يمكن ان تنفذ بتقنيات الحرب العالمية الاولى.

    اليوم ان جلست مع اي مواطن سوري يستطيع ان يخبرك قبل ساعة اين خرجت المظاهرات واين سقط الشهداء ومن اعتقل .. الخ.
    وهذا يُقدم على انه معلومات ، ولو دخلنا في بعض المفاهيم النظرية ساعرج عليها بشكل سريع ، فان هذه ليست معلومات هذه تسمى بيانات ووقائع بحاجة الى معالجة لتصبح معلومة.

    فباختصار ، ان نقول ان هناك 200 مواطن في الشارع هو بيانات ، اما المعلومات فهي ان تضيف "عمق معرفي" على هذه البيانات لتقدم الفهم للمتلقي ، ماذا يفعلون؟ ، لماذا يفعلون هذا؟ ، نسبة عددهم الى عدد السكان في المنطقة ؟ ... الخ
    الاجابة على هذه الاسئلة من خلال التعامل معها من قبل المحترفين هو ما يجعل البيانات والوقائع معلومات يعتمد عليها.

    اما ما نشهده اليوم هو حالة من تدفق للبيانات التي لا شك انها تعكس واقعا ما ( بحاجة الى الاجابة على اسئلة ليصبح معلومات يعتمد عليها ) ، ومن الناحية الثانية هو محاولة من الطرف الاخر لوقف تدفق هذه البيانات التي تعاكس الصورة التي رسمها بيده ويريد ان يُنظر اليها على اساس الواقع.

    وبالتالي اصبح هناك تدفق كبير للبيانات يحمل كثيرا من "الرأي والتضخيم والحض على الفعل" ، ولا نستطيع لوم هؤلاء لانهم طرف ، لهم هدف يسعون لتحقيقه ويستعينون بضخ البيانات ( المعالجة بالرأي ) لتحقيق هذه الغاية.

    في المقابل هناك صورة رسمت في مكان ما ، لوحة ، تفرض كل الوقت بالقوة ليضعها الصحفيون نصب اعينهم وهم يتكلمون عن الواقع فيخرج كل الكلام في وصف الصورة متماثل ويتحول الصحفيون لجوقة تغزف سمفونية ، بمعزل عما يجري في الواقع.

    كثير من المواطنين الذين وقعوا تحت سيطرة الخوف من المجهول او هؤلاء المؤيدين للنظام وبالتالي هم طرف في هذا الصراع يميلون لكي يصدقوا رسم الصورة لان هذا يعطيهم بعض الامان الذي بدأوا يفتقدونه، وهذا حقهم ، وفي الطرف الاخر وقع الجزء الاخر من المجتمع تحت تأثير تدفق البيانات المشوبة بالرأي والحض على الفعل ، واستسلم هذا الطرف لذاك الطوفان وسار معه.

    وهكذا حدث الاصطفاف بين طرفي نقيض وبالتالي اصبح من المتعذر مع عدم وجود ادارة تتمتع بالكفاءة ومع عدم وجود اعلام فاعل ، تعذر تشكيل رأي عام يوجه الاحداث بحسب ارادة الاغلبية ( طبعا ايضا في غياب اي مظهر من مظاهر الحياة السياسية ).
    ومع عجزنا على تشكيل الرأي العام ( الذي يجب ان نتذكر بانه يبنى دوما على الحقائق ) بفعل تعطيل السلطة الرابعة من قبل السلطة التنفيذية في هذه المرحلة ، سيؤدي الى انقسام المجتمع الى اتجاهين ، ليسير تبعا لكثير من العوامل المعقدة باتجاهين متناقضين ليزيد من عملية الانقسام والاصطفاف.
    وهكذا يحتدم الصراع ويصبح الحل حُكماً في "انتصار" طرف على طرف آخر بالقوة.

    فيما يتعلق بالعامل الخارجي .. برأيي الخاص العامل الخارجي يلحق بالعامل الداخلي ويتدخل فيه على قدر ما يوجد اصطفاف وانقسام ، ولن يستطيع ان يفعل ( العامل الخارجي ) شيئا في حال كان هناك رأي عام ( غالب ).

    والدليل عندما ينتصر أحد الاطراف على الاخر نرى بان العامل الخارجي اختفى وتحول الى علاقات دولية (وهذا لا مهرب منه فلا تستطيع دولة اليوم ان تعيش في حالة من الصدام والكراهية مع باقي دول العالم او جزء كبير منها ).

    وهنا يجب ان نسأل لماذا لا تستطيع وسائل الاعلام من الطرف الذي يقف ضد "الثورات" ، ان تعيد تحريك الاوضاع في تونس ومصر وليبيا .. في الاتجاه المعاكس ؟؟؟

    اخيرتا سآتي على فكرة تطرح علينا من قبل البعض : يأتي فريق ويقول لك .. "كلامك صحيح ونحن موافقون على كل ما اتى ولكن هذا ليس وقته ؟؟"

    يجب ان نعلم ان الصحافة وظيفة من وظائف المجتمع الحيوية لا يمكن تعطيلها وركنها بكسبة زر ، وهي ليست من الكماليات او تحلية بعد الوجبة الرئيسية.
    على العكس تماما جهاز الصحافة يجب ان يستنفر في مثل هذه الظروف ويأخذ دوره الفاعل ضمن السياق الذي تكلمنا عنه.
    كلكم تتكلمون عن الاخطاء التي فاقمت الوضع .. من كشف هذه الاخطاء ؟، برغم كل اعتراضاتنا على الاداء الاعلامي ، فان الاعلام هو من كشف الاخطاء واشار الى ضرورة لجم المخطئين ، واعتقد بانه كبح من جماح المتشددين من الطرفين؟.

    ولو ان الاعلام اتم كامل وظائفه كما يجب ان يكون ، لساهم في حل المشكلة من اساسها ، والحل حكما سيعكس ارادة الغالبية ، ولكن يمكن للاعلام من خلال افساح المجال لكل الاطراف والحوار الشفاف الصريح ان يعمل في هذه الارادة ويغير بها لتصبح ضمن الممكن ، ويجري فعل المقاربة بين الفرقاء للوصول الى رأي عام يفرض حلولا نهائية على الارض.

    وعودة على ذي بدء ، فان الاعلام يجب ان يكون فعلاً معارضاً وناقداً ، وظيفته رقابية يقوم بفعله حيث توجد المخالفات والاخطاء ، وكل ما عدا ذلك يندرج في فعل التطبيل والتهريج الذي لا مكان له الا في ساحات السيرك وحلقات الدبكة.
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669




    شكرا لنقل الخبر لنا
    سلمت الايادي الطيبة

    اختكم بالله


  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

المواضيع المتشابهه

  1. وصفات طبيعية لعلاج سواد المرفق والركبة
    بواسطة just smile في المنتدى منتدى جمال المرأة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-04-2012, 10:48 PM
  2. أسرار الحمل: من 10 إلى 14 أسبوعاً
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى الحمل والولادة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-03-2012, 07:15 AM
  3. وفاء يييييييي له له له ههههههههههههه
    بواسطة RoBOo3AlwAtaN في المنتدى منتدى سوالف وسعه صدر
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 04-11-2010, 04:41 AM
  4. اشكال معمولة بالمنشفة ,,,
    بواسطة لانة في المنتدى منتدى , صور , فوتغرافيات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-07-2008, 01:53 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك