احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: التأويل الفريد في عقيدة المريد [ سورة الزلزلة ]

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897

    التأويل الفريد في عقيدة المريد [ سورة الزلزلة ]

    التأويل الفريد في عقيدة المريد [ سورة الزلزلة ]
    { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا } [الزلزلة : 1] ...
    من المتعارف عليه أن الزلزلة عادة تكون محصورة بتلك الرجفة أو الهزة الأرضي التي تصيب الأرض وقد تحدث أضرار أو دمار على سطحها أو اضطرابات بالقشرة الأرضية ، هذا المفهوم الضيق لا يمكن أن يحد به كتاب الله ...
    فالزلزلة هنا لها أوجه كثيرة منها هو ذلك الاضطراب الذي يصيب النفس الإنسانية فيخرج ما في طويتها من خير أو سوء على السواء ، وذلك بتأثير الفتنة فالفتنة هي إخراج حقيقة في القلوب ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : (َحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [2] وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) [العنكبوت : 3] ..
    إذا من حكمة الله في ظهور الفتنة إخراج حقيقة ما في القلب ، هو تبيان حقيقة نهج من يدعي الإيمان إن كان على صواب في إدعائه أم أنه واهم ؟؟؟ !!! ...
    فالصادق يظهر صدقه عند المواقف الصعبة ، لذلك فإن الله في آخر الزمان يكثر الفتن ليميز الخبيث من الطيب وتنزاح الحجب عن البصائر ، لذلك من تعاريف الفتنة هي إدخال المعدن إلى الكير أو النار لاستخلاص الثمين منه ...
    فيكشف للناس خباثة الرؤوس السياسية و الدينية على السواء ...
    يقول صلى الله عليه وسلم : ( يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله عز وجل أبي يغترون أم علي يجترئون فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم حيران ) ، رواه المنذري في " الترغيب و الترهيب" بإسناد صحيح ...
    يقول الله تعالى في الحديث القدسي : ( لقد خلقت خلقا ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمر من الصبر، فبي حلفت: لأتحينهم فتنة تدع الحليم منهم حيران فبي يغترون؟ أم علي يجترئون ؟ ! ) ، رواه ابن حجر و السيوطي ، باسناد حسن ...
    ومن بين ما يكشف أيضاً في الفتنة هي العقائد الفاسدة الوضعية التي لفقت في الدين دون سلطان ، من صحيح الأثر الشريف المطابق للقرآن الكريم ، أي الأحاديث ذات المتن الضعيف و السند الضعيف ...
    فأحاديث الشفاعة مثلاً أكثرها غير موافق لكتاب الله أي أنه لا متن لها ، وهو ما يسقط صحتها رغم قوة سندها ؟؟؟ !!! ...
    لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( بلغوا عني ولو آيةً، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) ، رواه البخاري و ابن حبان في الصحيح ، و الترمذي و الدارمي في السنن ، وهو صحيح ثابت [ صحيح الإسناد و المتن ] ...
    ويقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : ( السنة شرح الكتاب فمن ضل عن السنة ضل عن الكتاب ) ...
    ومنه نفهم أن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله أشار للمبدأ تصحيح و التوثيق لأحاديثه بالمتن المطابق للمصدر الأول وهو كتاب الله ...
    وهو ما يبين سبب تأخر العلماء في التوثيق النقلي للحديث لأن التوثيق كان متني ، أختص به الفقهاء و العلماء الربانيون ...
    لقوله تعالى : ( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) [النحل : 64] ...
    وقوله جل من قائل : ( ..... وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) [النحل : 44] ...
    وهو ما يقوي متن بعض الأحاديث الضعيف السند في هذا المجال ، ومنها :
    قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنكم ستختلفون من بعدي، فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فإن وافقه فهو مني، وما خالفه فليس عني ) ...
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( اعرضوا حديثي على كتاب الله ، فإن وافقه فهو مني وأنا قلته ) ، رواه السيوطي في " الجامع الصغير " ...
    و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا إن رحى الإسلام دائرة ) قال : فكيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : ( أعرضوا حديثي على الكتاب فما وافقه فهو مني وأنا قلته ) ، رواه الطبراني في " المعجم الكبير" ...
    وقول الإمام علي كرم الله وجهه : ( من روى عن رسول الله حديثاً لا يطابق آية من آيات الكتاب فأضربوا بحديثه عرض الحائط ) ....
    ولكن الذي حدث أن كثر العامة على الخاصة وعم الزيف و الجهل بكتاب الله فارتأى الخليفة الراشدي الخامس حفيد الفاروق " عمر بن عبد العزيز " رضي الله عنهما بتوجيه من العلامة التابعي " الحسن البصري" رضي الله عنه أن يبدأ جمع الحديث الشريف فكان موطئ مالك الفقيه المحدث رضي الله عنه ...
    ومن هذه الأبحاث التي تخالف فيها النقل مع المتن في كتاب الله موضوع حقيقة الشفاعة ؟؟؟ !!! ...
    فكثيرون هم الذين يتبعون نفسهم هواها ، ويتمنون على الله الأماني ، مطلقين لأنفسهم العنان ، متأملين بما ورد بالأثر ، أنهم مهما عملوا من الكبائر فإنهم سوف ينجون بشفاعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ...
    حدثنا سليمان بن حرب ، ثنا بسطام بن حريث ، أشعث الحداني ،عن أنس بن مالك ،
    عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) ، رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجه في السنن ، وابن حبان في الصحيح ، و الحاكم في المستدرك ، أحمد في المسند ، وحكمه هو " حسن غريب " وفق حكم الفقيه المحدث " الترمذي" ...
    والحسن رجال نقله " ثقات عدول " ولكن ضعيفي الضابط و الضبط هو فقه المطابقة مع كتاب الله و دقة النقل ، فرجال الصحيح يسقطون المنقول إن ضعف متنه بمطابقته مع كتاب الله ...
    وحكمه غريب أي أنه ليس له إلا راوي واحد بكل طرقه وهو " أنس بن مالك " رضي الله عنه ...
    فما هي الكبائر ؟؟ !!! ...
    حدثنا محمد بن مقاتل : أخبرنا النضر : أخبرنا شعبة : حدثنا فراس قال : سمعت الشعبي ، عن عبد الله بن عمرو ،
    عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الكبائر : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، واليمين الغموس ) ، رواه البخاري و ابن حبان في الصحيح ، و الترمذي و النسائي في السنن ، و الطبراني في الأوسط و الكبير ، وهو صحيح ...
    فكيف يشفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمن يرتكب هذه الكبائر ؟؟؟ !!! ...
    هنا يأتي فقه الحديث و الفهم على كتاب الله ؟؟؟ !!! ..
    فهذا الحديث صحيح في حالة أن أحد أمة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وقع في كبيرة وعاد عنها بتوبة صادقة لقوله تعالى :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً [68] يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً [69] إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) [الفرقان : 70] ...
    إضافة إلى أن الرسول الكريم قال الكبائر وليس أكبرها بل قصد أصغرها ويعني الشرك الأصغر و الخفي الذي يتبع بتوبة ، وعقوق الوالدين في حالة دعوه إلى ما يغضب الله إن كانوا على الشرك ، أو قام بأقل درجات العقوق مع التوبة و الندم ، أو القتل الخطأ أو دفاع عن النفس ، حلف وشهد زوراً بسبب الضرورة المضرة أ و كان في ذلك الإصلاح وعكسه إفساد لذات البين ...
    حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني ، ثنا بشر بن بكر .
    و حدثنا أبو العباس غير مرة ، ثنا الربيع بن سليمان ، ثنا أيوب بن سويد قالا : ثنا الأوزاعي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبيد بن عمير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( تجاوز الله عن أمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه ) ، رواه الحاكم في " مستدركه" ، وقال صحيح بشرط الشيخين ...
    وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ، فينمي خيراً أو يقول خيراً ) ، رواه الشيخان وابن حبان في الصحيح ...
    وقوله صلى الله عليه وسلم : ( رخص النبي من الكذب في ثلاث : في الحرب ، و في الإصلاح بين الناس ، و قول الرجل لامرأته . و في رواية : و حديث الرجل امرأته ، و حديث المرأة زوجها ) ، وهو حديث صحيح على شرط الشيخين ...
    وكل فهم غير هذا الفهم للشفاعة هو خطاً كبير وبطلان إدعاء ، فالقرآن الكريم وصحيح الحديث يرد هذا ويكذبه ؟؟؟ !!! ...
    قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ، رواه الشيخان وابن حبان في الصحيح ، و أبو داود و ابن ماجه و البيهقي في السنن ، وهو صحيح ثابت ...
    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) . قالوا : يا رسول الله ، ومن يأبى ؟ قال : ( من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ) ، رواه البخاري في الصحيح ، و الحاكم في المستدرك ، وقال صحيح بشرط الشيخين ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [البقرة : 254] ...
    فلو فرضنا مجازاً أن من يدعي هذا المفهوم الخاطئ للشفاعة مصيب ، فلما كانت الحاجة إلى التذكير و الإنذار و التحذير و الترهيب و الوعيد ، ولما كان هناك حاجة لمصادر التشريع من القرآن و السنة الشريفة ...
    فما هي في الحقيقة إلا أباطيل وعقائد فاسدة دست في الإسلام بأيدي أعداء الإسلام من اليهود و من أشرك معهم ، وأزرهم من الفرق الباطنية كالرافضة و أحفاد الخوارج وغلاة الصوفية ...
    وإن شأت التأكد أنها من عقائد ومزاعم اليهود فعد إلى كتاب الله مصدر العلوم و الذي أودع به خبر الأولين و الآخرين ؟؟؟ !!! ...
    ومنه قوله تعالى :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [80] بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [81] وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) [البقرة : 82] ...
    فهذا الآيات فيها دحض بين لفساد تلك العقائد ، وقد حذرنا الله تعالى من الأخذ بهذه الأوهام و الأماني الزائفة بقوله :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ) [النساء : 123] ...
    فمن لم يكن له من يتولاه أو ينصره على عمله السيئ ، أف يكون له شفيع ؟؟؟ !!! ...
    ويبين الله ذلك في قوله :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ) [الجاثية : 21] ...
    وقبل المضي في هذا الأمر علينا أن نفهم معنى الشفاعة ، و الشفاعة من الشفع وشفع الشيء قرينه أو زوجه ومنه الشفع وهو العدد الزوجي و شفعه أي نصره وتولى أمره و أخذه على عاتقه وضمه تحت لواءه وربط مصيره به ، وهو حال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع أمته ...
    فمن عدالة الله عز وجل أن لا يكون بينه وبين عبادة وسيط نصير إلا بالحق فإن الله برحمته وعدالته هو الولي النصير الذي يشفع عباده بالحق لقوله تعالى :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) [الزمر : 44] ...
    وبيان ذلك قوله تعالى : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) [الأنبياء : 47] ...
    ويبن لنا ذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله : ( يا معشر قريش ، اشتروا أنفسكم من الله ، فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، يا بني عبد مناف اشتروا أنفسكم من الله ، فإني لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب ، اشتري نفشك من الله ، فإني لا أغني عنك من الله شيئاً ، ويا صفية عمة رسول الله اشتري نفشك من الله ، فإني لا أغني عنك من الله شيئاً ، ويا فاطمة بنت محمد ، سليني ما شئت من مالي ، اشتري نفشك من الله ، فإني لا أغني من الله عنك شيئا ) ، رواه الشيخان في الصحيح ...
    كما أن الآية هنا تدل في مكنونها عن الدقة بالمسؤولية وحسن العمل دون إهمال كبير أو صغير منها حتى لا تنفتن الأنفس وتخرج أثقالها وأعبائها التي تحول بينها وبين الجنة ، وتحس على دوام المراقبة و المحاسبة ، مع مراعاة أنه لن يظلم عند الله الرحيم ولو بمثقال ذرة ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ) [النساء : 40] ...
    ومن تزلزل قلوبهم وتخرج مخاوفها بفتنة المحيى و الممات و البعث ، هؤلاء الذين يدعون أنهم أهل الحق وأنهم الطائفة الظاهرين على الحق إلى يوم القيامة ...
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خذلهم ، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) ، رواه مسلم في الصحيح ...
    ويقول صلى الله عليه وسلم : ( إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين . قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله ) ، رواه الترمذي في السنن بسند صحيح ...
    فكلمة طائفة توحي إلى القلة ويكونوا مضطهدين ، لا مدعومين على مستوى دولة ؟؟؟ !!! ...
    وهم الغرباء ؟؟؟ !!! ...
    يروي ابن ماجه في صحيح السنن
    أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( إن الإسلام بدأ غريباً ، وسيعود غريباً فطوبى للغرباء . قال : قيل : ومن الغرباء ؟ ) ، ففي مسند أحمد يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ( أناس صالحون في أناس سوء كثير ، من بعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) ...
    ويقول ابن عمر رضي الله عنه : ( أحب عباد الله إليه ، الغرباء ) ، قيل : ومن الغرباء ؟ قال : ( الفرارون بدينهم ، يجمعون يوم القيامة إلى عيسى ابن مريم عليه السلام ) ..
    ويقول صلى الله عليه وسلم : ( طوبى للغرباء طوبى للغرباء طوبى للغرباء فقيل من الغرباء يا رسول الله قال ناس صالحون في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم [ في الإحياء "من يبغضهم أكثر ممن يحبهم" ] ) ، رواه أحمد في مسنده باسناد صحيح ...
    تحفتهم وغايتهم لقاء الله بقلب سليم ، لما عمروه بآخرتهم بما زهدوه بدنياهم ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) [البقرة : 94] ...
    فهؤلاء لن ترجف قلوبهم يوم القيامة إلا بالسعادة و لفرح بلقاء الله عز وجل ؟؟؟ !! ...
    ونعود الآن إلى سياق الآية فنجد أن الله جعل الزلزلة يوم القيامة مطلقة غير مقيدة بوصف وذلك لهول الحدث ..
    لما فيه من عظيم البعث ونشور وثقل الحساب يوم تعنوا الوجوه وتخشع الأبصار ترجف النفوس المقصرة في جنب الله ...
    يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ( يا ابن عمر لا يغرنك ما سبق لأبويك من قبل، فإن العبد لو جاء يوم القيامة بالحسنات كأمثال الجبال الرواسي ظن أنه لا ينجو من أهوال ذلك اليوم، يا ابن عمر دينك دينك إنما هو لحمك ودمك، فانظر عمن تأخذ، خذ الدين عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين قالوا ) ، ورد في كنز العمال في رواية ابن عدي ، وهو حسن لشاهده في صحيح مسلم : ( إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ) ، وصحيح المتن ، لقوله تعالى : (َواصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) [الكهف : 28] ...
    وهكذا فلمعنى الزلزال أوجه عدة وأوصاف متعددة فالقرآن هو في مكنونه بحر للمعاني فهو بلاغة وإعجاز وعجائب لا تنقضي و لا يخلق لكثرة الترديد ...

    { وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا } [الزلزلة : 2] ...
    وأثقال الأرض المادية هي تلك الأجسام التي دفنت فيها بعد أن أعيد إنشائها من جديد ولكن لا ينحسر الأمر بذلك يوم القيامة بل يتعدى إلى ما يثقل الأرض من جبال رواسي تنسف يوم القيامة والمياه تتبخر وتتفجر لتأتي على كل شيء ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) [التكوير : 6] ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ) [الإنفطار : 3] ...
    وكذلك الجبال تذوب وتسير حممها بعد أن تنسف بسبب ارتفاع جوف حرارة الأرض ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ) [المرسلات : 10] ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ) [التكوير : 3] ...
    ومن الأثقال ما تقذفه الأرض من حممها الداخلية المتمركزة في داخلها و التي تحدث الحركة الدورانية للأرض ، حيث من شر لظاها تولد مجال مغناطيسية الأرض تخرج من جوف الأرض فتتوقف عن الدوران في الجوف فتتحرر الأرض من جاذبيتها وهي أهم ما يثقل الأرض أي أن أهوال هذا اليوم شيء عظيم ...
    فاختلال هذه الموازين يختل كل شيء من موازين الأرض فهو يوم الفزع الأكبر ؟؟؟ !!!
    والأثقال جمع ثقل وهو الشيء الثمين أو النفيس ذو الشأن العظيم ، يقال فلان له ثقله في الدولة أي شأنه عظيم ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( ِإنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ) [المزّمِّل : 5] ...
    أي قول أو بيان له شأن عظيم وتأثير عظيم في ارتقاء النفس بقربها من الله ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً ) [الإنسان : 27] ...
    ويوماً ثقيلاً هنا أي لا يقدر بثمن من لعظم شأنه ونفيس قدره لمن آل له ...
    ولكن ثقل الأرض الحقيقي وأنفس ما فيها هو ابن آدم وأنفس بني آدم وأعلاهم شأن هو المتقين و المؤمنين ...
    و السبب أن الإنسان هو خليفة الله بالأرض وحامل الأمانة وهي الإرادة أو القدرة على القرار وإمكانية التطوير و التغير في الأرض ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) [الأحزاب : 72] ...
    فكل نفس خلقها الله غير نفوس الإنسان ، اختارت أن تكون تحت كنف الله طوعاً له لا إرادة لها إلا من يريد الله ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) [فصلت : 11] ...
    و النفيس في نفس الإنسان أنه حمل الأمانة مع العهد بالاستقامة على أمر الله بالاستسلام المطلق لله ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) [طه : 115] ...
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا . وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ) ، رواه مسلم في الصحيح ، و الترمذي في السنن ...
    فقد طلب الاستقامة من المؤمنين و الأنبياء على السواء ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [هود : 112] ...
    و بالمقابل كرم الله بني آدم على سائر وجعل أكرمهم أكثرهم تقوى أي استقامة فعين الكرامة الاستقامة ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) [الإسراء : 70] ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [الحجرات : 13] ...
    وهكذا فالإنسان حمل بما عاهد الله عليه حمل تنوء لحمله الجبال ..
    إنه حمل ثقيل بما انطوى عليه من عظيم الخيرات إنه حمل ثقيل بما يعود به على صاحبه من الفضل الإلهي و الإكرام العميم ...
    ولكن ماذا يكون عليه حال الإنسان إذا كان يوم البعث و النشور وساعة خروج الناس من القبور ...

    { وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا } [الزلزلة : 3] ...
    إن الإنسان حين يبعث من سباته يوم القيامة ، فإنه ليفزع أشد الفزع ، إن لم يكن له ثقل طاعات واستقامة عالية وإيمان عظيم يقيه ويؤمنه هول هذا اليوم ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) [النمل : 89] ...
    أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، فِي التَّارِيخِ ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ ، ثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " يَا عُمَرُ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كُنْتَ فِي أَرْبَعٍ مِنَ الأَرْضِ فِي ذِرَاعَيْنِ ، فَرَأَيْتَ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا ؟ " قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ ؟ قَالَ : ( فَتَّانَا الْقَبْرِ أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ ، مَعَهُمَا مِرْزَبَّةٌ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا أَهْلُ مِنًى مَا اسْتَطَاعُوا رَفْعَهَا ، هِيَ أَهْوَنُ عَلَيْهَا مِنْ عَصَايَ هَذِهِ ، فَامْتَحَنَاكَ ، فَإِنْ تَعَايَيْتَ أَوْ تَلَوَّيْتَ ضَرَبَاكَ ضَرْبَةً تَصِيرُ بِهَا رَمَادًا " قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَإِنِّي عَلَى حَالَتِي هَذِهِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " قَالَ : أَرْجُو أَكْفِيكَهُمَا ) ، رواه البيهقي في "الاعتقاد" ، والسيوطي في "شرح الصدور" ، وهو مرسل صحيح ...
    وفي رواية : ( يا عمر كيف بك إذا أنت مت فانطلق بك قومك فقاسوا لك ثلاثة أذرع في ذراع وشبر , ثم رجعوا إليك فغسلوك وكفنوك وحنطوك ثم احتملوك حتى يضعوك فيه ثم يهيلوا عليك التراب ويدفنوك فإذا انصرفوا عنك أتاك فتانا القبر منكر ونكير أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يجران أشعارهما ويبحثان القبر بأنيابهما فتلتلاك وترتراك كيف بك عند ذلك يا عمر ؟ فقال عمر : ويكون معي مثل عقلي الآن ؟ فقال : نعم فقال : إذا أكفيكهما ) ، رواه العراقي في "تخريج الإحياء" و البوصيري ، وقالا : مرسل رجاله ثقات ...
    فالتحضير لهذا الموقف العظيم يكون في القبر ، أولاً ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) [الأنبياء : 103] ...
    يصور الله لنا في الآية الأخيرة ، حال أهل التقوى و الإيمان كحال الغائب المغترب وقد عاد إلى أهله وذويه وأمه الحنون وأبوه الرحيم وأخوته المحبين ...
    أما حال الظالمين فهو حال المجرمين الفارين من عدالة القضاء وسوء العقاب ، حيث لا ولي و لا نصير ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ [51] قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ [52] إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ [53] فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) [يس : 54] ...

    { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } [الزلزلة : 4] ...
    في هذه الآية إشارة إلى أن الأماكن أو أشكال الأماكن تملك ذاكرتها وقواها النفسية المطبقة لأمره سبحانه النافذ بكل شيء ، من أعمال أنها تشهد على أعمال الإنسان وتشهد الإنسان القوة و القهر الإلهي وعظيم فضل الربوبية عليه ...
    يقول الله تعالى : ( ُيسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً [الإسراء : 44] ...
    ويفقه هنا أي يفهم حقيقة أو طريقة أو لغة تسبيح الكائنات لمجريات الفضل الإلهي ، وكيف سخرها لخدمة الإنسان سيد المخلوقات وعلى وجه الخصوص الأنبياء و ورثتهم من العلماء و المتعلمين و الأولياء ؟؟؟ !!! ...
    يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة ، و إن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم ، و إن العالم ليستغفر له من في السموات و من في الأرض و الحيتان في جوف الماء ، و إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، و إن العلماء ورثة الأنبياء ، و إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً و لا درهماً ، و ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) ، رواه أبو داود في السنن ...
    و الحقيقة أن المخلوقات الجامدة أو الثابتة كالسموات و الأرض و الجبال مكنون الطاقة النفسية فيها ملائكية أي أن البرمجة الوظائفية فيها تكون من خلال نفس ملائكية ...
    بمعنى آخر أن من يقود هذه الكائنات بالنيابة عن الله وبعلم الله وقدرته هي الملائكة ؟؟؟ !! ...
    ومنه نفهم كيف أن الله متعالي عن الزمان و المكان متجلي بالعلم و القدرة و التصريف الموزعة على الأنفس الملائكية ...
    أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسن ، أنا حاجب بن أحمد ، ثنا محمد بن حماد ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم بن صبيح ، عن مسروق ، قال :
    قال عبد الله بن عمر : ( إن من السموات لسماء ما فيها موضع شبر إلا و عليها جبهة ملك أو قدماه ثم قرأ :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ [165] وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) [الصافات : 166] ) ، رواه البيهقي في " شعب الإيمان " ...
    { بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا } [الزلزلة : 5] ...
    في هذه الآية تأكيد البيان الإلهي حول سريان الأمر الإلهي للملائكة بقيادة وتسير الكون وفق الإرادة الإلهية و الصبغة الربانية ...
    وهذه الحقائق المخفية تتجلى يوم القيامة لقوله تعالى :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ ) [البقرة : 210] ...
    ففي الأرض يوم القيامة في كل موضع من الملائكة ناطق و شهيد ، وهم قبل القيامة حافظ ورقيب ، فما من عمل أو لفظ أو حركة يأتي بها الإنسان إلا سوف تحدث عنه ملائكة الأرض ومكونات و مكونات الجسد أيضاً و السمع و البصر ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [النور : 24] ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [فصلت : 20] ...
    و الإيحاء هنا هو أن ينطقها الله الذي أنطق كل شيء بأمره ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) [فصلت : 21] ...
    تلك هي مقدمات الحساب يوم القيامة ، يزلزل الله الأرض زلزالاً تتشقق له القبور وتظهر به خفايا الأرض و ما في الصدور وما فيها من أثقال شهادات وأعمال ، مع ذهول لهذه الأنفس كيف خرجت بعد رقود طويل ، فتكشف لها الأحداث هول ما حدث وعظيم فضل الله على خلقه ، فينعكس ذلك إما حسرات وكدرات على أهل الظلم و الضلال وإما سرور وسعادة بلقاء المحبوب الذي أسر القلوب ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) [يس : 52] ...
    ويصف الله هذان الحالين بقوله :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ [38] ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ [ 39] وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ [40] تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ [41] أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ) [عبس : 42] ...




    { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ } [الزلزلة : 6] ....
    هذه الآية ترينا أن الناس حينما يصدرون من قبورهم متهافتين إلى المجهول متشتتين ومشتتين متفرقين لا يلتفت أحدهم نحو أحد بما في ذلك الصاحب و الأهل و الولد ، فشغله في حالة يذهله عن كل البشر ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ [33] يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ [34] وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ [35] وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ [36] لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) [عبس : 37] ...
    نعم إن الإنسان يومئذ يلبسه هذا الحال لا يدري لما يفعل ذلك ، ولا يعلم أنه مقهور بدعوة الله له و جلاء ملكيته سبحانه قهراً لعباده بعد أن سلب منهم ما وهبهم من إرادة وخيار ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) [غافر : 16] ...
    إن كان المجرم عندما يساق إلى المحكمة بعد أن أدين بجرمه يغشى لحظة النطق بالحكم ،فيصاب بالرهبة التي تجعله عاجز عن الوقوف على قدميه مشغولاً عن أهله وذويه ...
    فكيف الحال أو حال الإنسان المعرض المنكر الظالم لنفسه في ذلك الموقف العظيم للوقوف بين يدي الله لتقرير المصير ؟؟؟ !!! ...
    أعاذنا الله ووقنا من أهول هذا الموقف ...
    نعم يصدر الناس أشتاتاً وقد عادوا فرادى كما خلقهم الله أول مرة ، لا انساب و لا صلات و لا بنون ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ) [الأنعام : 94] ...
    وهذه الآية الأخيرة توثق بطلان إدعاء الشفاعة مع الباطل ..
    فما الحياة الدنيا إلا سوق يتزود منها أهل التقوى و الإيمان من زاد الآخرة وخير زادهم فيها التقوى من استقامة تامة لله يستقيم معها القلب و السلوك بما يرضي الله ، عندما تنكشف رحمة الله في عباده وعظمة فضله وحنانه ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( .......... وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ) [البقرة : 197] ...
    وهذه الآية تقوي وتثبت متن الأثر القائل : ( الدين العقل ، فمن لا عقل له ، لا دين له ) ...
    لأن من تمام التقوى أن يرى الحق حق فيتبع ، و الباطل باطل فيجتنب ، وهو العقل ...
    يقول الإمام علي كرم الله وجهه : ( العقل نور في القلب يفرق به بين الحق و الباطل ) ، ورد في "أدب الدين و الدنيا " للماوردي ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ) [النساء : 69] ...
    فلعمري تلك هي الشفاعة الحقة التي تكون في تتبع أوامر الله بغية إرضاء الله لتكون رفيقاً لأصحاب الشفاعة من الأنبياء و الصديقين و الشهداء و الصالحين ...



    { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ }[الزلزلة : 7] ...
    هذه الآية تبين لنا مدى دقة الله عز و جل في الحساب ، و الثواب ، كما يبين الله سبحانه قيمة العمل الصالح ، مهما صغر ، فمن ميزاته أنه يقوي الخير وكسبه في نفس المؤمن ، ففي الآية الرؤيا لعائدية الخير ليست آجلة بل فورية بما يتبعه من حلاوة بالقلب و شعور بعزة المؤمن وتميزه بالفضيلة ؟؟؟ !!! ..
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة فمن تركها من خوف الله أثابه جل و عز إيماناً يجد حلاوته في قلبه ) ، رواه الحاكم في المستدرك باسناد صحيح ، و الطبراني في الكبير ...
    أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخزاعي بمكة حرسها الله تعالى ، ثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة ، ثنا عبد الله بن يزيد المقري ، ثنا همام بن يحيى ، عن عاصم ، عن المعرور بن سويد أن أبا ذر رضي الله عنه قال :
    حدثنا الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم فيما يروى عن ربه تبارك و تعالى أنه قال : ( الحسنة بعشر أمثالها أو أزيد و السيئة واحدة أو اغفرها و لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ما لم تشرك بي لقيتك بقرابها مغفرة ) ، رواه مسلم في الصحيح ، وأبو نعيم في الحلية ، أحمد في المسند ، والحاكم في المستدرك ، وقال إسناده صحيح ...
    حدثنا يحيى بن أيوب و قتيبة و ابن حجر قالوا: حدثنا إسماعيل وهو : ابن جعفر عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ،
    عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: قال الله عز وجل : ( إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة، فإن عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف. وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه، فإن عملها كتبتها سيئة واحدة ) ، رواه مسلم في الصحيح ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) [الأنعام : 160] ...
    كما أن الخير و العمل الصالح لا يورثان إلا الخير في عائدة الخير من الغير و التكافل والتآلف الاجتماعي في المجتمع الإسلامي ويقوي عرى المحبة ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) [آل عمران : 195] ...

    { وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } [الزلزلة : 8] ...
    و الشيء ذاته لمن يعمل الشر ولكن بنتائج معكوسة ؟؟؟ !! ...
    تم بعون الله وتوفيقه ...

  2. #2
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    جزاك الله كل الخير وبارك بجهودك الطيبه
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669



    ربي يجزاك الخير كله
    في ميزان حسناتك

    اختكم بالله


  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474974
    بارك الله فيك
    وجزاك الله كل خير
    و أن شاء الله فى ميزان حسناتك
    [IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه مشاهدة المشاركة
    جزاك الله كل الخير وبارك بجهودك الطيبه
    نشكر لكم هذا المرور الجميل ..

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة مشاهدة المشاركة



    ربي يجزاك الخير كله
    في ميزان حسناتك

    اختكم بالله

    شكراً على مروركم أختي الأسطورة ..

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك
    وجزاك الله كل خير
    و أن شاء الله فى ميزان حسناتك
    [img]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/img]
    نشكر لكم هذا المرور القيم أختي رمز الوفاء ..

المواضيع المتشابهه

  1. الأردنيون ينفقون 136 مليون دينار على السفر للخارج بشهرين 23-04-2015
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى اخبار الاردن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-04-2015, 06:51 AM
  2. 'شباب 9 مارس' ينخرطون في مواكبة الإصلاحات الدستورية بمراكش
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى اخبار المغرب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-05-2011, 08:01 AM
  3. اوباما يقرر إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان خلال 6 اشهر
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-12-2009, 12:38 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك