10 شهداء بحسب حقوقيين .. و"سانا" تقول "شهيد من حفظ النظام وجرح آخرين بينهم مدنيين"
خرج الآلاف في عدة مدن سورية، يوم الجمعة، في مظاهرات تنادي بالحرية والشهيد وتردد هتافات سياسية، امتدت من الحسكة ودير الزور شرقا إلى اللاذقية وجبلة غربا، وتحركات محدودة في حلب وادلب، وحاشدة في حماة، وأخرى في عدة أحياء بحمص ودمشق ومناطق في ريفها، وانفض معظمها وسط تراجع التعامل الأمني معها، مع أنباء عن سقوط نحو 10 شهداء بحسب مصادر حقوقية، فيما قالت وكالة "سانا" إن شهيدا من حفظ النظام سقط في البوكمال بنيران مسلحين.
وكما في كل أسبوع خرجت عدة تظاهرات في مدن سورية مختلفة، حيث شهدت مدن حماة ودير الزور واللاذقية وجبلة وادلب وحمص وحلب ودمشق وريفها والسلمية، مظاهرات متفاوتة الأعداد، انفض معظمها دون تدخل أمني، إلا أن البعض منها تخلله إطلاق نار كما في اللاذقية والبوكمال، ما أسفر عن سقوط ضحايا.
وتناقلت وسائل إعلام عن منظمات حقوقية وناشطين قولهم إن "عدد الضحايا الذين سقطوا في مظاهرات اليوم في مختلف المدن السورية وصلوا إلى 10 أشخاص"، في حين قالت وكالة "سانا" للأنباء إن "شهيدا من قوى حفظ النظام سقط في البوكمال، فيما جرح آخرون وعدد من المدنين بنيران مسلحين استغلوا التجمعات".
وقالت وكالة "سانا" للأنباء إن "مسلحين أطلقوا النار على قوات حفظ النظام في مدينة البوكمال ما أدى إلى استشهاد أحد العناصر"، مضيفة أن "عددا من المسلحين ظهروا بشكل علني في شوارع دير الزور ومنطقة البوكمال".
وأردفت أن "عدد من عناصر حفظ النظام والمواطنين المدنيين أصيبوا بجروح جراء إطلاق النار عليهم وتفجير اصابع الديناميت من قبل مسلحين في حي قنينص باللاذقية".
فيما أفاد مراسل سيريانيوز في مدينة اللاذقية نقلاً عن مصدر طبي أن "مدنيا استشهد، ونقل آخر إلى مستشفى الطابيات، كما جرح ثلاثة عناصر من قوى حفظ النظام"، تم نقلهم إلى المشفى الوطني، وذلك بعد اشتباكات دامية في حي قنينص باللاذقية.
وتتركز التظاهرات في مدينة اللاذقية في مناطق محدودة وتزامنت في اكثر من مرة مع وجود حالات اطلاق نار من قبل" مسلحين" ترد عليها القوى الأمنية بالمثل.
كما شهدت مدينة جبلة تظاهرة شارك فيها المئات، حيث رفع المتظاهرون علم الاستقلال ورددوا هتافات سياسية مناهضة للنظام.
وأفاد ناشط الذي اشترط عدم ذكر اسمه عن "خروج تظاهرة تضم المئات من جامع المنصوري عقب صلاة الجمعة رفعت علم الاستقلال بطول 10 أمتار ورددت شعارات سياسية مناهضة للنظام دون احتكاك مع الأمن"، مضيفا أن "المتظاهرين كانوا يرتدون الأقنعة، وفضت المظاهرة من تلقاء ذاتها".
وتشهد مدينة جبلة منذ الأربع أشهر خروج تظاهرات تتركز غالبا في أيام الجمعة تطالب بالحرية والشهيد وفك الحصار عن المدن التي يدخل الجيش إليها، ترافقت مع سقوط عدد من القتلى والجرحى من المدنيين والأمن والجيش.
وفي ريف دمشق، شهدت منطقة داريا مظاهرة شارك فيها المئات، حيث هتفت للحرية والشهيد ورددت شعارات سياسية، فيما دخلت قوات أمنية تساندها قوات من الجيش بعتادها الكامل فجر اليوم إلى حي القدم بدمشق، كما تم قطع الاتصالات عن المنطقة.
وأفاد مراسل سيريانيوز في داريا عن "خروج تظاهرة تضم المئات عقب صلاة الجمعة في مدينة داريا هتفت للحرية والشهيد ونادت بشعارات سياسية وعند وصولهم إلى المجمع التجاري الاستهلاكي تفرقوا بعد أنباء عن اتجاه قوات الأمن نحوهم".
فيما أوضح ناشط فضل عدم الكشف عن اسمه أن "قوات الأمن قامت بحملة اعتقالات في منطقة القدم، حيث اعتقل العشرات، كما قطعت الاتصالات كاملة عن المنطقة، ثم لتعاد مرة أخرى بعد ظهر اليوم، فيما تم إغلاق المنطقة بشكل كامل من جميع مداخلها".
ودأب أهالي بعض هذه المناطق بالإضافة إلى مناطق في دمشق مثل الميدان وبرزة بالخروج في تظاهرات، منذ أكثر من 4 أربعة أشهر، حيث تتركز حركة المتظاهرين في دمشق في الضواحي وفي مناطق ريف دمشق المتصل بالمدينة والتي تشهد كثافة سكانية علية وتنامي ظاهرة السكن العشوائي.
كما خرجت عدة مظاهرات محدودة في بعض أحياء مدينة حمص، وأوضح مراسل سيريانيوز في المدينة أن "عشرات المتظاهرين خرجوا من جامع النور بعد الانتهاء من صلاة الجمعة، وفي سوق الحشيش، وفي منطقة الوعر بالقرب من جامع الروضة، وفي حي الإنشاءات، نادوا بشعارات سياسية مناهضة للنظام وهتفوا لحماة ودير الزور".
وأضاف المراسل أن "المظاهرات انفضت من نفسها دون أي اشتباك بين المتظاهرين وعناصر حفظ النظام المتواجدة في مناطق المظاهرات، كما أنه من الملاحظ أن أعداد المتظاهرين هذا الأسبوع متراجعة عن الأسابيع الماضية".
وشهدت حمص في عدد من أحيائها مؤخرا اشتباكات بين الجيش والأمن من جهة ومسلحين من جهة أخرى، أسفرت عن سقوط ضحايا وجرحى، وذلك بعد أن شهدت المدينة عدة جرائم قتل، كما قام البعض بقطع الطرقات.
فيما أفاد ناشط سياسي في منطقة قلعة المضيق بمحافظة حماة عن "خروج آلاف في مظاهرة تنادي بالحرية والمدن التي دخلها الجيش بالإضافة للشعارات سياسية تطال النظام، دون أي تواجد أمني".
وفي القامشلي بالحسكة، خرجت تظاهرتين ضمتا أكثر من 2000 شخص عقب صلاة اليوم الجمعة في القامشلي كبرى مدن محافظة الحسكة، مرددين هتافات سياسية تطال النظام.
وانطلقت المظاهرة الأولى من جامع قاسمو في الحي الغربي، وسارت باتجاه دوار الهلالية على طريق عامودا، والتقت بالتظاهرة الثانية التي انطلقت من جامع الفاروق في حي الموظفين عند مفرق شارع منير حبيب ليسيرا معاً باتجاه دوار الهلالية وانتهت دون وقوع صدامات مع قوات الأمن التي لم يلحظ لها تواج.
وكانت الجمعة الماضية شهدت مظاهرة في القامشلي، تعد الأكبر من حيث عدد المتظاهرين في المدينة منذ بدء الاحتجاجات.
وشارك في التظاهرة عدة تيارات وأحزاب قومية كردية، إضافة إلى اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين أحد فصائل الحزب الشيوعي السوري، وبعض النشطاء والشخصيات المستقلة.
من جانب لآخر، شيع أهالي دير الزور أربعة شهداء سقطوا في حوادث إطلاق نار، مساء الخميس، مرددين هتافات تحي الشهيد في ظل غياب أمني.
وأورد مصدر صحفي أسماء الشهداء وهم المهندس ماجد عكل، والطفل أحمد نحاس ذو 14 عام، وكل من أمير فياح وزاهر الناصر، مشيرا الى أن الأهالي ركزوا على هتافات تحي الشهيد مثل "حي الشهيد و"لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله".
وأفاد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن "التشييع انطلق من أربع مناطق وهي العريضي، الرشدية الجورة، ومنطقة الجبيلة ليلتقوا عند دوار الدلة، وعند انضمام بعض المشيعين إليهم من مناطق متفرقة اجتمعوا عند ساحة الباسل لدفنهم في مقبرة خلف كراجات البولمان"..
وكان ناشط صرح الخميس لسيريانيوز أن "شخصين على الاقل استشهدا في المدينة بحوادث اطلاق نار من عدد من السيارات نوع بيك آب تحمل عناصر ترتدي الزي المدني تطلق النار بشكل عشوائي".
وكانت دير الزور قد شهدت حراكا شعبيا شارك فيه الالاف خلال الاسابيع الماضية ووصفت تظاهرة يوم الجمعة الماضي فيها بانها ثاني اكبر تظاهرة بين المدن السورية بعد تظاهرة مدينة حماة .
من ناحية أخر، شارك مواطنين في تجمع حاشد في ساحة بابا توما، رفضا للتخريب التي تقوم بها جماعات مسلحة وتأكيداً على وحدة السوريين، فيما بدأت في حلب مساء اليوم فعاليات المهرجان الخطابي "تحية من حلب الوفاء لسورية العطاء" الذي يقام تأييدا لمسيرة الإصلاح.
واستمرت التظاهرات في مدن سوريا منذ الـ 15 اذار الماضي بعدما بدأت في درعا تطالب بالحريات العامة والاصلاح لتتصاعد سقف المطالبات بالتزامن مع احداث قتل وترويع تمت في بعض المدن لتطال النظام الحاكم.
وتتهم السلطات السورية عصابات ارهابية مسلحة بالقيام باعمال القتل واطلاق النار على المدنين والعسكريين فيما يتهم نشطاء وجماعات حقوقية ودول منظمات اممية النظام باستخدام "العنف المفرط في قمع الاحتجاجات".
سيريانيوز
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الله محمود
المفضلات