جرش- نصر العتوم
استضاف ديوان عشيرة العياصرة أمس الأول المراقب العام السابق للإخوان المسلمين سالم الفلاحات الذي تحدّث عن مستقبل الأردن في ظل الإصلاح السياسي المنشود.
وقال الفلاحات في اللقاء الذي حضره وجهاء بلدة ساكب: "إن الإصلاح هو أن يحكم الأردنيون أنفسهم وأن تكون السلطة لكل الأردنيين، وكل أردني ولد حرّاً ويجب أن نحافظ على حريته".
وأضاف أن الشعب هو مصدر السلطات، فالناس هم الذين ولّوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأعطوه السلطة وقال يومها: "إني ولّيت عليكم ولست بخيركم"، وقالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضا: "من رأى فيّ اعوجاجا فليقوّمه"، وقال: "أخطأ عمر وأصابت امرأة".
وتابع: "نريد الإصلاح لأننا نحب بلدنا وإلا تراكم الفساد وازداد، ولأن الإصلاح واجب شرعي ولأنه مصلحة الوطن ومستقبل أولادنا لأن الذي لا يُصلح وهو مسؤول عن الناس يدمّر نفسه ويدمّر أهله وإنّ القرى تخرب وهي عامرة إذا علا فجّارُها أخيارَها وأبرارَها، فلماذا نحن مشردون في الأرض وعندنا ممتلكات هائلة".
وحول مسؤولية الحاكم أشار الى "أن السلطة متلازمة مع المسؤولية، وقد حاسب الناس عمر بن الخطاب لارتدائه ثوبا أطول من ثيابهم فرد عليهم بأنّ ابنه عبدالله قد أعطاه من ثوبه، فالذي يتولى السلطة يجب أن يخضع للمحاسبة والمساءلة، والذين تولّوا السلطة حمّلونا ديوناً تقرب من 20 مليار دولار.
الفلاحات قدم رؤية الحركة الإسلامية في الإصلاح السياسي وأوضح "أننا نريد نظام حكم نيابي دستوري ملكي مثل بقية ملوك الدنيا، وأن يبقى الملك ملكا ورأساً للدولة وليس رأساً للسلطات الثلاث، وأن يكون في الأردن ملك واحد وليس وزير الخارجية ملك ومدير المخابرات ملك ومدير المخفر ملك، فالملك لا يستطيع أن يقوم بكل مهام السلطات الثلاث.
وتابع نريد أن تكون هذه السلطات حرة ومفصولة ولا يبغي بعضها على بعض، والسلطة التشريعية تأتي من قانون انتخاب فنحن بحاجة إلى قانون انتخاب يختاره العقلاء وليس قانون يفصله أشخاص لحسابهم والدستور يكتبه الشعب للحاكم ولا يكتبه الحاكم للشعب.
ولفت الى أن "الفساد أخطر من السرطان حتى إنّ رئيس هيئة مكافحة الفساد قال: لقد تعاملنا مع 891 قضية فساد في العام الماضي وتقرير وزير المالية لرئيس الوزراء يبيّن أنّ 270 وظيفة راتب الموظف فيها أكثر من 4 آلاف دينار و160 وظيفة من هذا النوع موجودة بوزارة واحدة هي ووزارة الخارجية".
وختم الفلاحات قائلا: "نريد أن يحس المواطن بالكرامة ولا يصير شحاداً، إنّ الضريبة التي ندفعها للتحرر والسيادة هي أقل بكثير من الضريبة التي ندفعها اليوم للفساد، وإن الحركة الإسلامية منخرطة في عملية الإصلاح وهي جزء من الشعب.
إلى ذلك، قال مدير اللقاء الدكتور رامي عياصرة: "إنّ الأردن اليوم يعيش أزمة حقيقية سببها الفساد الشامل مما يحتاج إلى إصلاح حقيقي وسريع وشامل، وإنّ الحديث عن الإصلاح في هذا الوطن ليس ترفا فكريا وليس لعبة سياسية ولا هي أوهام من نسج الخيال بل هو ألم يشعر به الأردنيون جميعاً وواقع يلمسه المواطن ويراه بعينه. (جريدة السبيل)
المفضلات