احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ثرثرة نسائية

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Nov 2009
    الدولة
    inside u
    العمر
    35
    المشاركات
    7,346
    معدل تقييم المستوى
    358

    ثرثرة نسائية


    ثرثرة نسائية


    في بيت شيخة وفي غرفة المجلس الواسعة:
    - يا سلام!! فعلا شكلك خرافة، من يراك يظنك ابنتي.
    - دعينا نتجمل قليلا، أصبحنا مثل أكياس الخيش نمشي في المدرسة، والله لقد سقطنا من أعين الطالبات.
    - ولون شعرك أيضا رهيب، أخبريني.. أهذه صبغة أم حناء؟
    - صبغة والله صبغة، الشيب فضحني، إنه يتناسل في شعري كالوباء، وزوجي طوال الوقت عينه ملتصقة بذلك البياض، واللؤم يقفز من مقلته الساخرة.
    (مالت برأسها): على ذكر الشيب، ألا تعرفين لماذا دعتنا شيخة؟
    - علمي علمك، إنها المرة الأولى التي تفعلها هذه الغولة.
    - غريبة.. أيكون عيد ميلادها؟
    (ضحكة مستهزئة): عيد ميلاد؟! وكم شمعة ستضيء؟ أربع دستات(48 عاما)؟؟
    - وما الذي يهمها؟ من تتزوج شابا في عمر أبنائها لن تتورع عن فعل أي شيء.
    - ربما يكون عيد زواجها.
    - هه!! دمك خفيف، أتسمين هذا زواجا؟! إنه بيع وشراء، أكاد أموت قهرا، من يصدق أن هذه العانس المتوحشة تتزوج شابا وسيما كأبطال السينما؟!
    - الدنيا حظوظ، هي تزوجت شبابا وهو أخذ مالا.
    - بصراحة، بت أشعر بالحرج من هذا الموضوع، كلما ذهبت إلى مكان تحلّق من حولي الفضوليون ليسألوني: أحقا تزوجت مديرتك العانس ابن العشرين؟! هل أخذته لتتبناه أو لتحل له الواجبات؟ أف! جننوني.. ماذا أقول لهم؟
    - فعلا!! حتى طالبات المدرسة أخذن في التغامز والتندر، سمعت إحداهن تقول الحمد لله أن أخي لم يأت ليسأل عني، فلا أتصور أن تكون هذه الذئبة زوجة له.
    - معها حق، ألا ترين كيف خطفت الشاب من أول لقاء؟ المسكين جاء ليستفسر عن درجات أخته، وما هو إلا شهر واحد وأصبح زوجا لها، كيف؟! لا أدري.
    - البركة في إخواننا السفليين!
    - ماذا تقصدين؟
    - هذه الإنسانة سرّها عميق، لا أستبعد أن تكون قد عملت سحرا أسودا للمسكين، وإلا فما الذي سيجذبه إليها ؟! حول عينيها، أم تكشيرة وجهها التي تستقبلنا بها كل صباح؟! أم براطمها التي تشبه براطم الخرتيت؟!

    في زاوية ثانية وحوار بين اثنتين:
    - فعلا بيتها جميل.
    - انظري إلى هذه التحفة، رأيت مثلها في محلات الملوك، أتعرفين كم ثمنها؟ عشرون ألف درهم.
    - معقول؟! عشرون ألف درهم تضعها في جرة؟! هذا والله حرام..هذا لعب.. تبذير.
    - اخفضي من صوتك فضحتنا، إنه أمر عادي عند المستويات الراقية، أما أشكالنا فكثير عليها مزهرية من دكان (بوعبود).
    - من أين يأتي هؤلاء بكل هذا المال؟! أمضيت عشر سنوات أعمل وأكدح، حتى أصابني الضغط والروماتيزم وتصلب الشرايين، وفي النهاية لا يغرد في رصيدي سوى مئة درهم يتيمة.
    - صاحبتنا ورثت عن أبيها ملايين الدراهم.
    - فعلا حظوظ، الناس ترث قصورا وملايين، وأنا لم أرث عن والدي إلا صداع الرأس وحبة الخال المطبوعة على أنفي، حسن.. ما دامت مديرتنا غنية إلى هذا الحد فلماذا تعمل؟
    - هؤلاء لا يعملون من أجل المال، بل للوجاهة والتسلية، مكتب ضخم وسكرتيرة مطيعة، وأناس تلقي عليهم الأوامر، أين ستجد كل هذه الإثارة إلا في مدرستنا المنحوسة.
    - على العموم هي مديرة جيدة وأفكارها متطورة.
    - بل أفكارها قديمة متحنطة، تتسلط بقراراتها وكأنها الوحيدة التي تملك عقلا في جمجمتها، انظري إلى جهاز الحاسوب المتربع على مكتبها كيف أصبح مزرعة للنمل والعناكب، أحضرته فقط لتكمل به ديكور الغرفة، إنها لا تعرف كيف تضغط زرا أو تطبع حرفا، وجاهة يا أختي.. وجاهة.
    - وطبعا زادت وجاهتها الآن بهذا العريس الوسيم، يقولون إنه يذوب في حبها، ومن أجل عينيها خاصم أهله كلهم لينعم بالزواج بها.
    - أم م م.. جائز.. الله أعلم.
    - ما بك؟
    - لا شيء.. أنت تعرفيني، لا أحب النميمة ولا الكلام عن الناس، ولكن شيخة وعلى الرغم من طباعها الغليظة إلا أنها تثير شفقتي، مسكينة لا تستحق ما يحدث لها.
    - وماذا حدث؟
    - سمعت أنها غير سعيدة مع زوجها، فكثيرا ما يختلق المشاكل كي يترك لها المنزل، ولا يعود إلا بعد أن تسترضيه بهدية ضخمة تملأ عينه، وآخر تلك الهدايا سيارة (بورش) آخر موديل.
    - ولماذا يغضب ؟! ما الذي ينقصه؟!
    -هه!! لا تضحكيني، بل قولي ما الذي لا ينقصه، بالله عليك! كيف يلتقي الربيع مع الخريف؟
    - لم يجبره أحد على الزواج منها.
    - المصيبة أن عينه زائغة.
    - معقول؟!
    - صدقيني، رآه زوجي ذات ليلة يتسكع مع فتاة في المركز التجاري.
    - مسكينة شيخة، لا تتصورين مدى تعلقها بهذا الزوج، سينفطر قلبها إن عرفت.
    - أرجوك لا تخبريها بشيء.
    - طبعا.. طبعا..هل أنا مجنونة؟؟

    في زاوية ثالثة وحوار بين اثنتين:
    - حقيبة يدك رائعة.
    - شكرا، اشتريتها من السوق الحرة بخمسة آلاف درهم، آخر موديل، لم تطرح بعد في أسواق البلد.
    - ماذا ؟ صح النوم، خادمتي الفلبينية لديها نفس الحقيبة.
    - مستحيل.
    - سأحضرها لك كي تصدقي، لا بل و اشترتها بخمسين درهما فقط من محل البقالة المجاور لنا.
    - أف!! هذا تقليد رخيص، لعنة الله على النصابين الجشعين، لا بد أن أشتكي عليهم، أنا لا أتصور أن تلبس خادمتي نفس ساعتي أو تقتني نفس حقيبتي وتناطح رأسها برأسي.
    - دعينا الآن من حقيبتك وأخبريني ترى ما سر هذه الحفلة؟!
    - وما أدراني ؟! اجلسي وتفرجي، ثم املئي بطنك وارحلي.
    - لكنها دعت المدرسة كلها، ولم يبق إلا أن تدعو الحارس.
    - هذه المرأة تصرفاتها غريبة، أتصدقين؟! منذ فترة قريبة رأيتها بمفردها تلوح بيدها في الهواء وتتمتم بكلمات غريبة.
    - مسكينة أطار عقلها هذا الزوج.
    - بل جننها كلام الناس، امرأة تزوجت وانتهى الأمر، لا أدري لماذا لا يدعونها تعيش بسلام؟! لقد جعلوا من زواجها قصة ولا الروايات العالمية.
    - أخبريني، أحقا ما يقولونه، بأنه سيطلقها وسيتزوج من أخرى رغبة في الذرية؟!
    - بل العكس هو الصحيح، إنه يعشق التراب الذي تسير عليه، صحيح أنه كثير الأسفار، لكنه حين يعود، يسبح معها في بحور الشوق، ويدللها كعروس في شهر عسل دائم، حسرة على بختنا.. لا نرى من أزواجنا إلا العبوس، ولا نسمع منهم إلا التبرم والانتقاد، أحاسيسهم ماتت، تحجرت.
    - ما رأيك لو تفعلين مثلها؟ يسافر زوجك ولا يأتيك إلا في الشهر مرة واحدة، لعل أحاسيسه تلين.
    - أخاف أن ينتهزها فرصة، ولا يأتيني إلا مرة كل سنة.
    - صه! لقد جاءت شيخة، انظري ماذا تلبس..ياه.. فستانها خطير!
    - والعقد الذي في رقبتها.. رووووعة!

    وقفت شيخة أمام الجميع، وقد تلألأ الفرح في عينيها:
    - يسعدني أنكن لبيتن الدعوة، وهذا شرف كبير لي أن أجتمع معكن في بيتي المتواضع، أنا لن أنسى الأوقات التي قضيتها بينكن، وجدت منكن الانضباط والإخلاص، وحب العمل، ولذلك حرصت أن تشاركنني الفرحة اليوم.
    - تستحقين كل خير يا شيخة.
    - والله إنك لنعم المديرة التي تتشرف بها أي مدرسة.
    - لا تتصورين مدى معزتك في قلوبنا، وألسنتنا دائما تذكرك بالخير!!
    أشرق وجه شيخة عن ابتسامة واسعة وقالت: أنا واثقة من شعوركن الطيب، ولهذا جمعتكن اليوم لأخبركن أنني.. أنني قد قدمت استقالتي.
    (شهقات عالية)
    - مستحيل، أنت لا يعوضك أحد.
    - المدرسة بدونك ظلام .
    - لن نجد مثل طيبة قلبك ولا ابتسامتك.
    - لن نجد مثل إبداعك، وعقلك المتطور.

    أردفت قائلة: أعلم أن المفاجأة شديدة عليكن، لكنني لم أجد غير هذا الحل، خاصة وأن الطبيب قد نصحني بالراحة، بعد أن عرف أنني.. أنني حامل، ولهذا قررت أنا وزوجي أن نذهب في رحلة استجمام طويلة، وقد أخذ إجازة من عمله ليكون بجانبي، وسنسافر بإذن الله إلى النمسا وسنقضي هناك كل شهور الحمل في زاوية خفية..
    - أسمعت؟ معقول؟! في هذا العمر؟!
    - سبحان الله.. يخلق العظام وهي رميم..!
    - فعلا .. الدنيا حظوظ!

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669




    يعطيك الف الف عافية
    لا حرمنا ما طرحت
    دمت بكل خير وبركة

    اختكم بالله


  3. #3
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874
    أخي موودي

    تحية لك واطلالة جميلة في هذا الموضوع الذي نستطيع القياس عليه بمختلف نواحي الحياة الاجتماعية التي

    نحياها في هذه الايام من أحاديث لا تنم الا عن هدف واحد الا وهو النميمة والاستغابة والظهور بعدة وجوه

    ملونة وحسد ما بعده حسد وعينٌ ذابلة لا ترى الا ما يوسوس لها الشيطان ان تراه ...

    ولتسمح لي بنقل التالي لجهة بيان عِظم عذاب اهل النميمة عند رب العباد سبحانه وتعالى

    قال الله تعالى : (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) ....(القلم/11)

    قال أهل التفسير نزلت في الوليد بن المغيرة .

    وقال تعالى : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) .... (المسد:4)

    قيل إنها نمامة حمالة للحديث .

    وعن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " لا يدخل الجنة نمام " .

    وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مر بقبرين فقال : "إنهما يعذبان

    وما يعذبان في كبير : أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله "

    (رواه البخاري ومسلم)

    قال بعض العلماء : " وما يعذبان في كبير " أي كبير في زعمهما وقيل كبير تركه عليهما .

    وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ألا أخبركم بشراركم ؟ قالوا : بلى ، قال : المشاؤون بالنميمة ، المفرقون

    بين الأحبة ، الباغون للبراء العنت " (رواه أحمد) .

    وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه قال : " ألا أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس "(رواه مسلم) .

    جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الهام والذي ومن أهدافه رسم صورة واقعية لمسارات النميمة بين الناس

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 13-12-2016, 07:12 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-03-2013, 07:26 AM
  3. بين الماضي والحاضر
    بواسطة ملكة الاحزان في المنتدى عالم السيارات
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 15-02-2009, 07:54 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك