كتبت – هلا العدوان - يضطلع الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بدور فاعل في توطيد العلاقات العربية العربية وعلى وجه الخصوص الأردنية العراقية بما يسهم في تعزيز مسيرة التضامن والتعاون العربي.
وتنطلق سياسة الأردن ملكا وحكومة وشعبا من اعتبارات عدة منها تعزيز روابط الاخاء التي تجمع شعبي وقيادتي البلدين وتقديم الدعم الى جانب الاشقاء العراقيين في أدق الظروف واحنكها الى جانب سبل تعزيز التضامن العربي المشترك في مواجهة مختلف التحديات الاقليمية.
وحظيت هذه العلاقة على مدى السنوات الماضية بحالة فريدة من التأخي والترابط حيث شكلت الزيارات الرسمية للمسؤولين من كلا البلدين منطلقا لتلك العلاقة الفريدة بين المملكة والجهورية العراقية.
جلالة الملك عبدالله الثاني اكد على العلاقة المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين باعتبار ان الاردن يشكل بوابة رئيسية للعراق الشقيق ومشددا على تطلعات المملكة في تحقيق الأمن والاستقرار للعراق الشقيق وإعادة بناء مؤسسات الدولة والعودة بالعراق إلى مكانته الطبيعية ودوره الرئيس في المنطقة. امام هذا حرص الاردن على الدوام على تقوية التعاون الاردني العراقي في شتى المجالات والارتقاء بها في مختلف الميادين وتقديم كل الدعم والمساعدة للحكومة العراقية حتى تتمكن من فرض الأمن والاستقرار.
المسؤولون العراقيون لطالما عبروا عن تقدير بلادهم لمواقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الداعمة للعراق وشعبه, مؤكدين حرص العراق على تعزيز علاقات التعاون مع الأردن والارتقاء بها في مختلف الميادين, وأهمية تشجيع المستثمرين في البلدين على إقامة مشاريع اقتصادية مشتركة.
وفي هذا الخصوص يثمن نائب رئيس الجمهورية العراقية طارق الهاشمي مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني لدعمه ووقوفه الى جانب الشعب العراقي وان ذلك الموقف يأتي استكمالا للدور الايجابي الكبير الذي لعبته المملكة الاردنية الهاشمية الى جانب اشقائهم العراقيين في ظل الظروف الحالية التي يعيشونها كما ان مثل هذه المواقف المسؤولة ستعمل بالتأكيد على تمتين العلاقات الأخوية بين العراق والاردن في مختلف المجالات بحسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي.
كما يقدر الهاشمي عاليا العفو الملكي عن المعتقلين العراقيين في الاردن واعفاء كافة العراقيين المقيمين من الغرامات التأخيرية التي عرقلت عودة الكثير منهم الى ارض الوطن, اضافة الى ذلك تسهيل عملية دخول وخروج العراقيين عبر المطارات والمنافذ الحدودية مع توفير خط ساخن لاتصال العراقيين عند حدوث اي مشكلة فيها وبالتنسيق مع السفارة العراقية في عمان وقبول الطلبة العراقيين المقيمين في المدارس الحكومية الاردنية وبشكل مجاني وتقديم الخدمات الطبية للعراقيين المقيمين في الاردن وبشكل مجاني ومستمر وبالتنسيق مع السفارة العراقية في عمان.
الى ذلك سعى البلدان الى تمتين وتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات فكان الزيارات المتبادلة والاجتماعات للجنة الاردنية العراقية العليا المشتركة تجسيدا للتعاون المشترك وسبل دعمه وتعزيزها في مختلف المجالات.
رئيس الوزراء معروف البخيت وخلال زيارته الاخيرة الى بغداد مطلع شهر حزيران الحالي على رأس وفد وزاري كبير شدد على ضرورة الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي على الاصعدة كافة، لافتا الى العلاقة المتينة التي تربط البلدين والشعبين وان الحكومة الأردنية ما زالت ملتزمة بتقديم الدعم بكافة أشكاله للشعب والحكومة العراقية.
واكد رئيس الوزراء ان المباحثات التي اجراها في بغداد سادتها اجواء ايجابية للغاية مشيرا الى ان من ابرز النتائج التي اثمرت عنها الزيارة والاجتماعات التي تمت تمديد العمل باتفاقية تزويد الاردن بالنفط وزيادة الكميات الموردة لتصبح 15 الف برميل يوميا بدلا من 10 الاف لافتا الى انه يجوز التقدم برفعها الى 30 الف برميل اذا تمكنت المصفاة من الاستيعاب.
وقال البخيت ان الجانبين اتفقا على تزويد الاردن ب 30 الف طن من الوقود الثقيل وبخصم تشجيعي يصل الى 88 دولارا للطن وانه تم بحث القضايا التجارية التي من شانها رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من خلال العمل على ازالة كافة المعوقات امام انسياب حركة التبادل التجاري.
ولفت البخيت الى انه تم بحث مسالة استشفاء العراقيين في المستشفيات الاردنية والاتفاق على زيادة اعدادهم حيث من المتوقع ان تصل الى 20 الف شخص عراقي حتى نهاية العام مؤكدا ان الاردن سيقدم كل التسهيلات اللازمة في هذا المجال.
وحول العلاقة المتميزة بين البلدين يشير البخيت الى التفاؤل الكبير لمستقبل العلاقات بين الاردن والعراق والجوامع المشتركة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها بالاضافة الى تقارب الرؤى والتطلعات لدفع التنمية الشاملة التي تلبي مطالب واحتياجات الشعبين الشقيقين لتحسين مستوى معيشتهما والتغلب على التحديات الاقتصادية.
فيما يشدد البخيت على اهمية الحرص على تقوية التعاون الأردني العراقي خصوصا في القطاعات الاقتصادية بما يعود بالفائدة المشتركة على البلدين بعد ان أتفق العراق مع الأردن على مد خط سكك الحديد بين البلدين، تصل طاقة نقله إلى 6 ملايين طن سنويا من البضائع على الرغم من كونه خطا انفراديا وسط توقعات أن يطلب زيادة صادراتها من النفط الخام إلى الأردن وذلك للمساعدة في تقليل فاتورة الطاقة.
وكان الاردن طلب رسميا من العراق في بداية العام الحالي تمديد مدة تزويده بالنفط وزيادة كمياته من 10 آلاف برميل يوميا حاليا, إلى 30 ألف برميل يوميا, وبالتدريج بعد الانتهاء من تهيئة مكان التحميل في العراق.
وتنتهي العام الحالي اتفاقية النقل الموقعة بين البلدين والتي تم تمديدها في العام 2008 لمدة ثلاث سنوات , وبموجبها تم رفع قيمة الخصم الممنوح للاردن من 18 دولارا الى 22 دولارا على ان يتم التحميل من منطقة بيجي بدلا من التحميل من كركوك , وقد وقعت مذكرة التفاهم الأصلية بين الجانبين يوم 15 آب 2006 المتعلقة بتجهيز الأردن بجزء من احتياجاته من النفط الخام العراقي.
ووفق معلومات رسمية فان اول شحنة من النفط العراقي تم تحميلها في شهر أيلول 2007 بموجب وبكميات محدودة تم رفعها تدريجياً إلى معدل (9800) برميل يومياً في عام ,2010 حيث بلغ حجم كميات التي تم استلامها منذ تحميل أول شحنه حوالي حوالي 5.5 مليون برميل حتى نهاية عام 2010.
وفي هذا الشأن قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن إمدادات النفط العراقية الحالية للأردن التي تبلغ 10 آلاف برميل يوميا عبر الشاحنات لا تلبي احتياجات عمان و ان بلاده والأردن اتفقتا من حيث المبدأ على إنشاء خط أنابيب لنقل الخام إلى مصفاة الزرقاء الأردنية، وأن البلدين ناقشا أيضا التطوير المشترك لحق غاز عبر الحدود.
وكان العراق قد أبرم في 2008 اتفاقا لتزويد الأردن بـ 10 آلاف برميل يوميا من الخام بشروط تفضيلية وتغطي الكمية نحو 10 % فقط من احتياجات المملكة من الطاقة.
ورغم ان الاردن يشكل بوابة ومنفذا رئيسا للعراق ورغم العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين فان حجم التبادل التجاري بينهما مازال متواضعا اذ لم يزد في العام الماضي عن مليار و300مليون دولار,في ما يبلغ حجم الاستثمارات العراقية في الاردن والمستفيدة من قانون تشجيع الاستثمار حوالي 250مليون دولار.
ولا بد من الاشارة الى انه يساهم الأردن في تقديم المساعدات الطبية والغذائية بالإضافة إلى تسهيل عمل ودخول المنظمات الدولية في الأردن لتقديم المساعدات بكافة أشكالها ورصد مبالغ للهيئات الخيرية الأردنية لتقديم المساعدات الطبية للشعب العراقي.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دلوعة بيا
المفضلات