استقبل المشفى العسكري في مدينة حلب دفعة جديدة من العسكريين، الذين تعرضوا لإصابات خلال عمليات الجيش في مواجهة المسلحين في كل من أريحا ومعرة النعمان والمناطق المحيطة بها.
ونقل عدد من العسكريين المصابين، من ضباط وصف ضباط وعناصر، والذين تم نقلهم إلى المشفى، مشاهداتهم لسيريانيوز، مؤكدين جميعهم على "تعرضهم لكمائن وهجمات مفاجئة بأسلحة ثقيلة".
وبرزت على ساحة الاحداث منذ بداية حركة الاحتجاجات في سوريا جماعات مسلحة قامت باعمال قتل وترويع واعتداء على المواطنين والعسكريين في اكثر من منطقة.
وروى ضابط قيادي لسيريانيوز، ويدعى علي مصطفى، قصة إصابته في مدينة أريحا التابعة لمحافظة إدلب قائلاً "أثناء أداء المهام الموكلة إلينا، وبينما كانت الأمور تبدو على ما يرام، فوجئت بوابل من الرصاص هطلت علينا كالمطر، من داخل عدد من المنازل في المدينة، فأصيبت بطلقة في الصدر".
ومصطفى، الذي لم يعد يتذكر ما حصل بعدها أكد على أن "عنصر المفاجأة تسبب في ازدياد عدد الجرحى والشهداء بين زملائه، وخاصة أن المصدر مدني ومجهول".
وعرفت السلطات الرسمية على هذه الجماعات من خلال روايات افرادها بثت على التلفزيون الرسمي بانها عناصر تعمل بدعم من قوى خارجية حيث اتهم بداية الامير السعودي بندر بن سلطان ومن ثم بعض اعضاء تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري ، لتنتقل الى اتهام جماعات اسلامية وسلفية واخيرا قالت انها "تنظيمات ارهابية مسلحة"
ورغم ان مرجعية هذه التنظيمات غير معروفة بعد الا انه وبحسب المصادر الرسمية فان تعدادها يقدر بعشرات الالاف تواجدت في اكثر من منطقة في سوريا.
وقال المجند فريد بركات، باننه تعرض هو الآخر لإصابة، في مدينة معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب "حين قام أشخاص يستقلون سيارات ومواتير، بمحاصرة مركزهم، وبدؤا بإطلاق النار العشوائي الكثيف، ثم فروا هاربين"، حسب روايته.
وانضمت معرة النعمان الى قائمة المدن التي سيطرت عليها "التنظيمات المسلحة" يوم الجمعة الماضية بعد ان سيطرت على جسر الشغور في وقت سابق بحسب المصادر الرسمية.
ودخل الجيش الى جسر الشغور قبل يومين وفرض سيطرته على المدينة التي نزح اكثر من 50 الف من سكانها الى قرى مجاورة والى مخيمات اقامتها الحكومة التركية على الجانب الاخر من الحدود.
وقال صف الضابط بسام حميدو في روايته عن هذه الجماعات بانه "تعرض لإطلاق النار، من قبل مجموعة كبيرة من المسلحين، أثناء تأدية مهمته على حاجز للآليات، هدفه كما شرح، التأكد من خلو الآليات العابرة من الأسلحة والذخائر".
وروى حميدو لحظة إصابته قائلاً "في لمح البصر، انهال علينا وابل من الرصاص من كرم موجود على حافة الطريق الذي أقمنا عليه الحاجز، ولم استطع سوى مشاهدة ملثمين قاموا بإطلاق النار من بين الأشجار، مستهدفين عناصر الحاجز من ضباط وأفراد فأصيبت وتم إسعافي إلى هنا".
ماهر راغب البديوي، وهو سائق دبابة، "أصيب أيضاً في كمين تم نصبه لدبابته، حيث استشهد رفيقه، في حين أصيب هو برصاصة في الصدر".
ويؤكد ماهر على أن "كمائن نصبت لهم، وفتح عليهم النار من شرفات منازل، توحي للناظر في الوهلة الأولى، أنها آمنة لاحتوائها على أطفال ونساء".
وتأتي هذه الروايات في وقت دأبت فيه وسائل اعلام ووكالات انباء غربية عن نشر روايات تقول انها على لسان "فارين" من مدينة جسر الشغور تشير الى استخدم للعنف والقمع ضد المحتجين ، كما تمت الاشارة من قبل هذه المصادر الى وجود عمليات اشتباك بين افراد من الجيش والامن.
ورواية ماهر أكدها ضابط رفيع الرتبة ، ويدعى جمال جامع تدلل على استخدام المسلحين للنساء والاطفال لمهاجمة عناصر الامن والجيش ، وقال جامع لسيريانيوز، والذي "أصيب أيضاً في كمين لإحدى الدبابات"، حيث أكد على "وجود مسلحين يستخدمون الدراجات النارية لتنفيذ هجمات مفاجئة، في حين أن القسم الآخر منهم يتحصن في منازل بين المدنيين، بينهم أطفال ونساء".
وبين مصدر طبي مسؤول في المشفى لسيريانيوز أن "الإصابات الوافدة إلى المشفى تعتبر خطيرة، وغالبيتها العظمة في الصدر والرأس، وبعضها قد تكون مميتة إذا لم يتم تقديم الرعاية اللازمة".
وعن حالات المصابين الـ 5 قال المصدر "تنوعت الإصابات بين طلق ناري في الصدر أدى إلى نزف دموي شديد وإصابات متعددة في الأطراف أدت إلى كسور إضافة إلى رضوض عامة، وتم إجراء الإسعافات اللازمة لهم، وحالتهم مستقرة والبعض شبه متماثل للشفاء".
ونقلت وسائل اعلام رسمية واخرى مستقلة يوم الاحد مشاهد قالت بانها لمقبرة جماعية لرجال الامن والجيش قتلتهم التنظيمات المسلحة ، فيما لم يتسنى لنا الوصول الى النازحين من جسر الشغور الى الاراضي التركية للوقوف على روايتهم لما جرى بسبب منع السلطات التركية اتصالهم بوسائل الاعلام.
سركيس قصارجيان-سيريانيوز-حلب
رد مع اقتباس
المفضلات