عمان - طارق الحميدي- تحت رعاية رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري يفتتح اليوم مؤتمر «القدس حق انسان ومسؤولية أمة» الذي يعقده ملتقى القدس الثقافي بالتعاون مع نقابة المهندسين.
ويأتي المؤتمر الذي يستمر على مدى يومين في فندق الميريديان بمشاركة واسعة من باحثين عرب من أجل التأكيد على قضية القدس وأهلها ومواجهة المشاريع الاسرائيلية الراغبة في تغيير هوية المدينة وتفريغها من سكانها.
وقال رئيس المؤتمر الدكتور اسحق الفرحان إن فكرةُ هذا المؤتمرِ تاتي لتأكيدِ الحقِ وتوصيفِ الواقعِ المريرِ الذي تمرُ به مدينةُ القدس، ولإبرازِ أوجهِ المسؤوليةِ المختلفةِ المترتبةِ على الجميع وترجمتِها لمشاريعَ فعلية، علَّ أن يكونَ ذلك كلُّه خطوةً في طريقِ النصرِ والتحرير.
وأضاف الفرحان إن المؤتمرِ يأتي في فترةٍ تمرُّ فيها المنطقةُ بظروفٍ حرجةٍ دقيقة، وتشهدُ فيها الجماهيرُ العربيةُ تأجُجاً لمشاعرِ الثورةِ والحريةِ والكرامةِ والحقِ و تقريرِ المصير، ويأتي هذا المؤتمرُ بالتزامنِ مع ذكرى «النكسة»، والذي اعتبره يأتي كمحاولةٍ لنكْسِ النكسة، وقلبِ الواقع، وتعديلِ مسارِه الذي حادَ طويلاً عن وِجهتِه الصحيحة، ويأتي كمحاولةِ تصدٍ وتحدٍ في وجهِ الاحتلال، الذي لا يفتأُ يحاولُ تهويدَ المدينةِ وتغييرَ ملامحِها العربيةِ والإسلاميةِ التي تَصبِغُ معالمَها.
من جانبه اعتبر نقيب المهندسين المهندس عبد الله عبيدات أن المؤتمر ينعقد في فترة زمنية حرجة ودقيقة تمر فيها المنطقة بظروف استثنائية تعيد قضية القدس و فلسطين بعامة لوجه الصدارة من جديد، ونشهد فيها تغيراً ملحوظاً يبشر ببعث جديد للقضية.
وأكد عبيدات أهمية المؤتمر من خلال طرحه لمحاور مهمة مثل محور الثقافة المقدسية بفرعيه الواقع الأكاديمي و المعرفي لعلوم بييت المقدس، و إنشاء و تطوير مناهج ثقافية لعلوم بيت المقدس.
ويرى طرحاً مختلفاً للقضية من جانبها الثقافي الذي لا يقل أهمية عن الجوانب الأخرى المطروقة عادة كالجانب السياسي والعقائدي والإنساني، وقد زاد الاهتمام بهذا المحور مؤخراً وأصبحت علوم ودراسات بيت المقدس علماً مستقلاً يجد مكانه بين العلوم.
ويشارك عدد كبير من المتحدثين من فلسطين المحتلة بواقع21 متحدثاً من القدس و الضفة الغربية وأراضي 48، تجسيداً لحضور الذين يتعرضون بشكل مباشر لويلات الاحتلال، كما أن هناك عدداً من المشاركين من الدول العربية الشقيقة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت ومصر والجزائر.
ويشتمل المؤتمر على العديد من الأوراق البحثية بواقع23 ورقة بحثية و 11 تجربة عملية، في حين يستضيف ثلة من خيرة الباحثين وأصحاب التجارب في قضية القدس من أمثال الشيخ الدكتور عكرمة صبري مفتي القدس الذي يشارك عبر التصوير المسجل بسبب منعه من قبل سلطات الاحتلال من مغادرة القدس باتجاه الأردن، وشيخ الثورة المصرية الدكتور صفوت حجازي والدكتور رؤوف أبو جابر رئيس المجلس المركزي الأرثودكسي في الأردن وفلسطين، والرئيس الفخري للهئية الخيرية الاسلامية العالمية الشيخ يوسف الحجي من الكويت الشقيق والدكتور عبد الناصر أبو البصل رئيس جامعة العلوم الإسلامية وغيرهم.
ويناقش المؤتمر عدداً من المحاور الحساسة والهامة التي تسلط الضوء على الواقع الإنساني لمدينة القدس، مثل التهجير والتهويد والتعليم والظروف المعيشية وغير ذلك من المحاور التي تُعنى بالإنسان المقدسي وتُظهر أوجه معاناته المختلفة في صموده في وجه الاحتلال.
المفضلات