(حملة إنقاذ برقش) تبدأ برنامجا تصعيدياً وتنظم رحلة جماعية للموقع الجمعة

**محمد الدراوشه** · 08-06-2011, 08:00 AM

عمان – طارق الحميدي - أعلنت «الحملة الوطنية لانقاد غابة برقش من الإعدام» عن برنامجها التصعيدي الذي ستبدأه اعتبارا من الأيام القادمة لحماية الغابات وفي مقدمتها تنفيذ زيارة للمهتمين والإعلاميين لموقع الغابات يوم الجمعة القادم.
وأكدت الحملة أنها ستلجأ إلى المنظمات الدولية والمؤسسات الخيرية التي تقدم المنح البيئية إلى الأردن في حال مضي الحكومة بتنفيذ قرارها بإنشاء كلية عسكرية في الغابة من أجل إطلاعها على مخططات المشروع.
وحذرت الحملة من تدمير الغابات وأكدت أن الحملة وكل الغيورين على الوطن يدعمون إنشاء الكلية العسكرية وفي ذات المنطقة لكن بعيدا عن موقع الغابة.
من جانبه انتقد منسق الحملة الوطنية لانقاذ غابة برقش المهندس فراس الصمادي ما اسماه حالة التجييش التي تمارس لمساندة المشروع الذي سيدمر النظام البيئي وسيفقد المملكة رئتها التي باتت «مشوهة أخيرا».
وأكد «ان الحكومة تجاوزت القانون في قرارها ومازالت ماضية في التعبئة والتجييش ضد المدافعين عن الغابات الخضراء» .
وقال ان الحملة لن تسكت بل تصعد مواقفها الرافضة للقضاء على الغطاء الاخضر ، مشيرا الى انه سيتم الاستعانة بكافة المنظمات الدولية التي تقدم المنح البيئية للأردن .
وأضاف ان الغابات حق للشعب الأردني ولا يجوز التعدي عليها بحجج التنمية, مؤكدا أحقية أهل المنطقة باقامة كلية على أراضيهم إلا أنه طالب بإزاحتها عن موقع الغابة.
من جانبه قال نقيب المهندسين الزراعيين عبد الهادي الفلاحات « ان قيام هذه الحملة هو مؤشر شعبي على الرفض المطلق للتعدي على الغابات في الأردن «، محذرا من ان الأردن بات من أفقر دول العالم في الغابات حيث تشير الإحصاءات العالمية الى ان الغطاء النباتي يقل من 1% من مساحة الأراضي الأردنية.
وأضاف الفلاحات ان اعتراضنا على المشروع ليس عبثيا بقدر ما هو مبني على حقائق علمية حيث يمكن ازاحة المشروع ووضعه في مكان بعيد عن الغابة التي تضم الاف الأشجار الحرجية المعمرة.
واكد الفلاحات حرص الحملة ونقابة المهندسين الزراعين على اقامة المشاريع التنموية وتقديرها العالي لدور القوات المسلحة .
امين سر جمعية مكافحة التصحر الأردنية المهندس أسلام مغايرة أكد ان الأردن يخسر سنويا قرابة الـ35 الف دونم من المساحات الخضراء ، محذرا من التمادي في ما قال انه «التعدي الغير قانوني على حق أساسي من حقوق الأردنيين».
وأشار مغايرة الى ان الحملة ستمضي في طريقها حتى النهاية للدفاع عما تبقى من الغابات الخضراء .
وقال «على وزارة الزراعة ووزارة البيئة واللجان المختصة في مجلس النواب تحمل مسؤوليتها في هذا الشأن».
وكانت «الحملة الوطنية لإنقاذ غابات برقش من الاعدام» بعثت رسالة الى منسق الامم المتحدة المقيم في الارن ستيفنس لوك امس الاول حذرت فيها من ان الاردن يعتبر من الدول التي لا يوجد بها مساحات واسعه من الغابات وتعتبر غابات عجلون وبرقش اهمها لأنها تشكل نظاماً بيئياً متكاملاً وأصولا وراثية للعديد من النباتات الطبيعة المهمة, وهي جزء رئيسي من المساحة الكلية لغابات الأردن التي لا تزيد على (1%) من المساحة الكلية للمملكة وهذه النسبة قليلة جدا إذا علمنا بأن نسبتها لا تصل إلى النسبة المقبولة عالمياً والتي لا يمكننا أن نحققها إلا إذا استمرت وتيرة التحريج في التصاعد واستمر تفعيل القوانين الوطنية التي تحمي الحراج ويعتبر التنوع النباتي والحيواني في المنطقة غنياً.
وتصل كثافة الغطاء النباتي في غابات برقش وفق رسالة الحملة إلى (90%) وعدد الأنواع في غابات برقش يزيد على (100) نوع نباتي منها (13%) نوع نادر و (4%) نوع مهدد و (13%) ذات أهمية طبية.
هذا إضافة إلى وجود العديد من الأنواع الحيوانية كالثدييات والطيور المقيمة والمهاجرة. وتعد بعض الأنواع النباتية والحيوانية الموجودة في المنطقة مهددة إما على المستوى الوطني أو على المستوى العالمي وبالتالي بحاجه إلى حماية دائمة.
واشارت الحملة الى ان الحكومة قد اتخذت قرارا اعلن عنه بداية العام الحالي بانشاء اكاديمية عسكرية تدريبية على مساحة تقارب 1600 دونم منها 981 دونما من غابات برقش تبلغ الكثافة الحرجية فيها من80-90% وتحتوي على اشجار معمرة تصل اعمارها الى 500 عام ومعظمها من اشجار البلوط والبطم والقيقب, ويعتبر هذا القرار مخالفا للقانون الذي يحظر قطع الاشجار النادرة والمعمرة باي شكل من الاشكال وقد سبق ان اعلنت الحكومة انه تم بعض التعديلات للتقليل من الاشجار التي سيتم قطعها في الموقع الا اننا خاطبنا الحكومة بهذا الخصوص واكدنا ضرورة الالتزام الكامل بالقانون وعدم تعريض النظام البيئي في الغابة للخطر ونقل موقع المشروع بعيدا عن الغابات.
وبينت الحملة «اننا وحتى الان لم نلمس تجاوبا رسميا بهذا الخصوص لذلك فقد قررنا مخاطبة الهيئات الدولية كافة المعنية بالشأن البيئي وفي مقدمتها الامم المتحدة ولأننا في عام الغابات الدولي فإننا نتطلع اليكم للقيام بدور فعال في مخاطبة الحكومة الأردنية بهذا الخصوص وحثها على وقف تنفيذ المشروع في الغابة, وكذلك تكليف وفد من المختصين لزيارة الغابة وتوثيق الاشجار المعمرة الموجودة في الموقع».