عمان - بترا - بلال العقايلة - قال سمو الأمير رعد بن زيد كبير الأمناء رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين ان جائزة القيادة العالمية أضفت على عاتقي مسؤولية كبيرة في المضي قدماً في خدمة ذوي الإعاقة والارتقاء بمستوى الخدمات والبرامج المقدمة لهم.
واضاف سموه ان الجائزة التي حصل عليها من منظمة الشباب اليافعين للأشخاص ذوي الإعاقة الاميركية (واي أ آي) جاءت بعد عمل استمر طيلة أربعة عقود في خدمة ذوي الإعاقة تكلل بتحقيق حلم طالما تمنيته وهو دمج الأشحاص ذوي الإعاقة ضمن بيوت جماعية مستقلة تمكنهم العيش باعتمادهم على أنفسهم بعيدا عن الأنماط الايوائية والرعائية.
واعتبر ان هذه الجائزة تكريم لكل من ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في هذا الحقل الإنساني الذي يشكل العمل فيه مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع.
واضاف سموه في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) «إننا ماضون في سعينا نحو تذليل العقبات وإزالة المعوقات التي تعترض ابناءنا وبناتنا من الاشخاص المعوقين، داعيا الى منحهم الفرصة لتحقيق طموحاتهم في العيش ضمن مجتمع يتساوون فيه مع اقرانهم».
وتحدث سموه عن تجربته الطويلة في مجال خدمة الاشخاص ذوي الاعاقة، ورئاسته لجمعية الصداقة للمكفوفين في سبعينيات القرن الماضي وكذلك حقبة الثمانينيات التي تأسس فيها الاتحاد الاردني لرياضة المعوقين الذي كان يحظى بدعم ورعاية جلالة الملك حسين رحمه الله، مشيرا الى ان الانفتاح على الدول الغربية ومنها المانيا والسويد آنذاك اسهم بتنشيط تلك الرياضات ونقلها من إطارها المحلي الى العالمية.
وبين سموه ان تأسيس المجلس الأعلى لشؤون الاشخاص المعوقين كان ثمرة جهود متراكمة، على صعيد رياضة ذوي الإعاقة وما تحقق من نجاحات في هذا المضمار، ومكاسب معنوية في ميادين اخرى كلها دفعت نحو البحث في خضم الحقل التشريعي لتأطير هذا العمل، فانبثق عنه قانون رعاية ذوي الإعاقات عام 1992.
واضاف سموه انه وبعد حوالي عقدين من الزمان، وفي سياق ازدياد الاهتمام العالمي بالاشخاص ذوي الإعاقة، لا سيما في الجانب الحقوقي، وجدنا ان القانون المعمول به آنذاك لا يكفي لإنصاف ذوي الاعاقة فبادر حينها جلالة الملك عبدالله الثاني بإنشاء استراتيجية خاصة لحقوق الاشخاص المعوقين تمخض عنها قانون حقوق الأشخاص المعوقين رقم 31/ لعام 2007 بحيث تكون مهمة تنفيذه ضمن اختصاص المجلس وصلاحياته.
وقال سموه الى ان ما تحقق في الاردن من انجازات في هذا الصعيد على مدى عقود طويلة سجلت صفحات من الماضي زاخرة بالانجازات، لافتا الى تطور عمل المجلس اليوم وفتحه قنوات اتصال مع اصحاب القرار من المسؤولين في الدولة وهذا شيء لم نكن نحلم به سابقا، لاسيما وان وسائل التواصل كانت سابقا ضمن لجنة تتبع وزارة التنمية الاجتماعية ترعى حقوقهم وتقدم لهم الخدمة، فنحاور اصحاب القرار في هذا الصدد ونتدارس قضايا ذوي الإعاقات معهم لنتقاسم المسؤولية.
وبين سموه ان المجلس سينظم نهاية الشهر الحالي مؤتمرا وطنيا حول الاستراتيجية الوطنية للاشخاص ذوي الاعاقة، يتدارس فيه الشركاء جل القضايا التي تخص الاشخاص ذوي الإعاقات، مبينا ان المؤتمر سيطرح مع المعنيين محاور التشريع والصحة والاعاقة والتربية والتعليم الدامج والتسهيلات والرياضة والترفيه والحياة العامة، اضافة الى التعليم العالي والبحث العلمي.
ويؤكد سموه ان العمل في هذا الحقل يتطلب حسا إنسانيا يكون حافزا للعاملين فيه لتحمل المسؤولية ومواجهة جميع الظروف، الى جانب تطوير الذات نحو كيفية التواصل واكتساب الخبرة، ودراسة الجوانب الاجتماعية والإنسانية لهذا الاختصاص بغية الخروج بمعادلة منصفة يسير عليها جميع ابناء المجتمع.
وحول خطط المجلس وآليات تطبيق كودة البناء الخاص بالاشخاص ذوي الاعاقة، قال سموه ان ثمة جهودا يبذلها المجلس في هذا الاتجاه عقدت لأجلها لقاءات حوارية في عدد من المحافظات بحضور مسؤولين من القطاعين العام والخاص وبمشاركة مؤسسات المجتمع المدني شكلت على اثرها لجان في كل محافظة على حدة لوضع خطة عمل متكاملة، اضافة الى حصر المباني المؤهلة لذلك وغير المؤهلة.
ولفت الى انه تم تزويد معظم المكاتب الهندسية والاستشارية بكتيب كودة البناء بالتعاون مع نقابة المهندسين مثلما تم اعتماد ختم خاص من قبل نقابة المهندسين لإجازة المخططات لأغراض الترخيص.
ووصف سموه التسهيلات البيئية في الفنادق والمواقع السياحية والمطاعم بالجيدة لكنها دون مستوى الطموح لان العديد من المرافق يفتقر للتسهيلات البيئية التي تعين الشخص ذا الإعاقة على الوصول لتلك المواقع، مشيرا الى ان هناك شراكة بين المجلس ومشروع تطوير السياحة في الاردن وجمعية المطاعم السياحية لربط درجة التصنيف بمدى اتخاذ التدابير اللازمة في التسهيلات البيئية.
واشار الى تعدد التسهيلات البيئية واشكالها، لتشمل الاشخاص ذوي الاعاقة البصرية، وفي هذا السياق يقول سمو الامير ان ثمة اتفاقية تعاون ابرمت مع امانة عمان زودت خلالها المكتبات بالحاسوب الناطق وتم تركيب اشارات ضوئية ناطقة الى جانب التعاون مع جمعية الصداقة للمكفوفين لتطوير الخدمة المقدمة، مبينا ان العمل يجري حاليا لإعداد لوائح الطعام في بعض المطاعم بطريقة (إبرايل) اضافة الى تجهيز الصراف الآلي الناطق من قبل البنك الاردني الكويتي.
ومن المشروعات الريادية التي أسسها المجلس في عدد من مدن وأرياف المملكة برنامج التأهيل المجتمعي الذي يقدم خدمات الزيارات المنزلية والوصول الى ذوي الإعاقات في منازلهم وتدريبهم وأسرهم، وكذلك مسح الحالات والتعرف على واقعها الديموغرافي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والصحي لبناء قاعدة معلومات، وتمكين الهيئات التطوعية اداريا وفنيا وماليا للاستمرار في تبني المشروع.
وحول البرنامج يقول سموه ان وجوده يشكل خدمة نوعية للاشخاص ذوي الإعاقة واسرهم ويقدم لهم مختلف الخدمات، لا سيما الأجهزة التأهيلية والتدريب المهني المناسب وصولا الى تشغيلهم، اضافة الى توفير المشروعات الإنتاجية الصغيرة لهم وفق ما أمكن.
وعن تطبيق المادة الرابعة الفقرة (ج) من قانون الاشخاص المعوقين والتي تلزم مؤسسات القطاع العام والخاص بتوظيف 4 بالمئة من إجمالي العاملين فيها من الاشخاص ذوي الاعاقة قال سموه ان الالتزام ما زال دون المستوى المطلوب، وهو بحاجة الى مبادرات من المسؤولين لإقراره، لافتا الى تدني نسبة العاملين من ذوي الإعاقة في القطاع الخاص رغم الجهود التي يبذلها المجلس بالتعاون مع وزارة العمل ما يدعو الى تفعيل جهاز التفتيش في الوزارة.
وحول قاعدة البيانات ونظام المعلومات الخاص بالاشخاص ذوي الإعاقة يقول سموه ان فكرتها جاءت بدافع الحاجة لهذه القاعدة التي تحوي معلومات عن متلقي الخدمة من الاشخاص ذوي الاعاقة ليكون متاحا للشركاء من خلال شبكة الانترنت ليصلوا اليه بكل يسر وسهولة، مؤكدا استمرارية العمل حاليا لتغذية النظام الجديد بالبيانات والخدمة المقدمة.
وفي إجابة عن سؤال حول موضوع الاعفاءات والنصوص التشريعية قال سموه ان الاعفاءات جزء من الحقوق الممنوحة لذوي الاعاقة، لكن هناك معوقات تشريعية ومالية تجعل الموضوع يحتاج الى حوار، نأمل ان تتكلل نتائجه بتحقق مطالبهم خلال العام الحالي.
وحول ما يقدم المجلس من خدمات ومدى تلبيتها لطموح المتلقين أعرب سموه عن امله بأن ينظر الجميع لما انجز بتفاؤل وطموح، ليروا النصف المليء من الكأس، مشرعين ابواب الحوار امام الطروحات والافكار التي تجتهد لتقدم شيئا جديدا، تكون حصيلته نعمة يتفيأ ظلالها جميع ابناء الوطن لاسيما الاشخاص ذوي الاعاقة.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات