شهدت عدة مناطق من مدن سورية، يوم الجمعة، خروج مواطنين يقدر مجموعهم بالآلاف في تظاهرات تطالب بالحرية وتنادي للشهيد وبعض المناطق التي شهدت أحداثا في سوريا على مدى الشهرين الماضيين، تزامن ذلك مع سقوط 5 على الأقل، بينهم شرطيان، وجرح 6 آخرين في حمص ودرعا بإطلاق نار مجهول المصدر.
وأكد مراسلو سيريانيوز في حمص ودرعا واللاذقية والبوكمال والقامشلي والحسكة ومحيطها وبانياس وادلب والسويداء، وبعض ضواحي مدينة دمشق، خروج مظاهرات، فيما نقلت مواقع انترنت ومحطات فضائية صورا لتظاهرات في مناطق أخرى لم يتسن لنا التأكد من صحتها من مصدر مستقل.
وحول الأوضاع في مدينة حمص، أفاد مراسلنا، نقلا عن مصادر متعددة، وفاة 4 أشخاص، بينهم شرطيان، كما جرح 6 آخرون برصاص مسلحين.
وقال المراسل، نقلا عن مصدر طبي في المشفى لعسكري بحمص، أن "شرطيين توفيا وجرح 6 آخرون بعدما تعرضوا لإطلاق نار من مسلحين مجهولين".
وعن المدنيين من المتوفين، أوضح المراسل، نقلا عن مديرية الصحة في حمص، أن "شخصا توفي جراء تعرضه لإطلاق نار من مسلحين يستقلون سيارة بيك آب"، مضيفا أن "بعض الأهالي أشاروا إلى أن مدنيا آخر توفي بإطلاق نار مجهول المصدر".
وكان مراسلو قنوات رسمية في حمص أفادوا في وقت سابق أنه سقط قتيلان في حادثة إطلاق نار من قبل سيارة مجهولة.
وتدخل الجيش في أكثر من منطقة للتصدي لـ "مجموعات إرهابية" تتهمها السلطات بأنها كانت وراء الأحداث، وتم بث اعترافات عبر التلفزيون الرسمي لأفراد قدموا معلومات عن قيامهم بأعمال قتل وترويع لمدنيين وعسكريين بالاتفاق مع قوى خارجية معادية.
وأفاد المراسل في وقت سابق بأن العشرات خرجوا من جامع النور في حي الخالدية، وفي حي جورة (العرايش)، نادوا بالحرية ودرعا، وانتهت التظاهرات دون أي مواجهات مع القوى الأمنية.
وأشار إلى أن "مجموعة مكونة من 9 أشخاص قاموا بإحراق سيارة شرطة عند دوار قلعة حمص وألقت القوى الأمنية القبض عليهم، كما قامت مجموعة في حي الوعر بتكسير عدد من سيارات الإطفاء".
وفي مشهد يعد الأول من نوعه في الحراك الشعبي الذي تشهده سوريا منذ اكثر من شهرين فقد قال مراسل سيريانيوز بان "أهالي حي كرم اللوز في حمص أطلقوا بعد صلاة الجمعة مئات البالونات بين تحت اسم (حملة بالونات المحبة) التي كتب عليها شعارات وطنية ( التسامح، والعيش المشترك، واللحمة الوطنية)".
أما بالنسبة لمحافظة درعا، أفاد مراسل سيريانيوز، نقلا عن أحد سكان مدينة الصنمين بدرعا، أن "شخصا توفي في المدينة إثر تعرضه لإطلاق نار مجهول عندما كان يهم بفتح متجره، وتم دفنه عصر اليوم، كما جرح 4 أشخاص آخرين على الأقل"، مضيفا أن "المدينة شهدت اليوم تظاهرة ضمن نحو 200 شخص هتفت للحرية والشهيد ولدرعا، لم تدم لأكثر من 10 دقائق سرعان ما انفضت".
وعن الوضع في البوكمال بمحافظة دير الزور، شهدت المدينة أكبر مظاهرة منذ بدء حركات التظاهر في سورية، حيث خرج المئات بعد صلاة الجمعة يهتفون للحرية والشهيد والمدن التي شهدت أحداث، وانفضت بعد اكثر من ثلاث ساعات على انطلاقها حيث تخلل عملية التظاهر عملية اعتداء على مخفر للشرطة واشعال النيران في سيارات امنية.
وبحسب احد الأهالي الذي اتصلنا بهم فان احد عناصر الشرطة أطلق "رصاصات تحذيرية في الهواء ما استفز كثيرين ودفعهم للانضمام إلى المظاهرة"، وأكد أهالي في المكان بأن المتظاهرين "قاموا بتكسير مخفر الشرطة وسط المدنية".
وقال اهالي من سكان المنطقة بان المتظاهرين قاموا " باقتحام مخفرا للشرطة في المدينة وتحطيم بعض الاثاث كما تم كسر باب مقر التوقيف في مخفر البوكمال مع انباء عن اطلاق سراح بعض الموقوفين فيما "تم إشعال النيار في سيارات أمنية".
وحسب المصادر نفسها فإن "جريحين أو ثلاثة جرحى سقطوا بحوادث إطلاق رصاص وتم إسعافهم".
ولم يتسنى لسيريانيوز التأكد من مصادر رسمية من هذه المعلومات.
وانضمت البوكمال الى مجوعة من المدن تشهد احتجاجات منذ اكثر من شهرين ، حيث خرجت مظاهرة محدودة في البوكمال الجمعة الماضية وانفضت بدون وقوع اي اشتباكات.
وعن الأحوال في بانياس واللاذقية، أفاد مراسل سيريانيوز في اللاذقية إلى أن عشرات الشبان لا تتجاوز أعمارهم (16) عاما خرجوا من جامع ياسين في الصليبة وهتفوا لدرعا وبانياس وتلكلخ، كما تجمع حوالي 35-40 شخص في حي السكنتوري وتفرقوا في وقت سريع.
فيما أشار مراسل سيريانيوز في بانياس أن بضع مئات من الشباب خرجوا من عدة جوامع وتجمعوا في ساحة القبيات وهتفوا "الجيش والشعب يد واحدة".
وشهدت بانياس مؤخرا تظاهرات تنادي بمطالب عامة كالحريات وتحسين الوضع المعيشي، تخللها أحداث إطلاق نار أدت إلى مقتل متظاهرين من جهة، وعدد من ضباط وعناصر الجيش في كمين بالقرب من بانياس من جهة أخرى، فيما حملت السلطات مسؤولية سقوط قتلى إلى جماعات مسلحة.
وبالنسبة لمحافظة ادلب، أفاد مراسلنا أنه خرج العشرات في ريف ادلب ومدينة جسر الشغور يهتفون بالحرية والشهيد.
وأضاف المراسل أن "آلاف المتظاهرين في مدينة معرة النعمان في المحافظة خرجوا في تظاهرة فيما انضم إليهم المئات الذين قدموا من بلدات وقرى قريبة من المدينة".
وأردف أن المتظاهرين رددوا عبارات تطالب بالحرية وفك الحصار عن درعا وتل كلخ ورفعوا لافتات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين".
وتوجه المتظاهرون إلى اوتستراد حلب دمشق وقطعوه كما جرت العادة ظهر كل جمعة منذ خمسة أسابيع ولم تتدخل القوى الأمنية حتى ساعة إعداد الخبر.
وكان متظاهرون في معرة النعمان أحرقوا الأسبوع الماضي عربة نقل تابعة للتلفزيون الرسمي احتجاجاً على تغطية الإعلام الرسمي للأحداث التي تشهدها سورية.
وفي محافظة حماة، أفاد مراسلنا أنه "خرجت في مدينة حماة عدة مظاهرات، حاولت قوات الأمن تفريقها بالغاز المسيل للدموع، وهناك أنباء عن وقوع جرحى من دون أن يسن معرفة العدد بالتحديد".
وأوضح المراسل أن "أكبر هذه التظاهرات خرجت من جامع السرجاوي بالمدينة حيث يقدر عددها بآلاف، فيما خرجت في منطقة الحاضر بتعداد أقل"، مبينا أن مظاهرة جامع السرجاوي اتجهت إلى نزلة الجزدان، حيث هتفت للحرية والشهيد ومدن درعا وبانياس وتلكلخ، إلى أن قام الأمن بتفريقها بالغاز المسيل للدموع، فيما رد المتظاهرون بالحجارة".
فيما تظاهر المئات في مدينة السلمية بمحافظة حماة، حيث تركزت التظاهرة في شارع المركز الثقافي وسط المدينة، وهتفت للحرية والشهيد والمدن التي شهدت أحداثا دامية في الآونة الأخيرة، سرعان ما قوبلت بمسيرة "مؤيدة" ضمت 300 شخص قامت بالاشتباك مع المتظاهرين ورمي الحجارة من الشارع ومن أسطح الأبنية أسفرت عن وقوع عشرات الجرحى بين المتظاهرين، بحسب الأهالي تم الاتصال بهم في السلمية
كما "قامت سيارة إطفاء برش المتظاهرين بالمياه , ولوحظ توجه سيارة إسعاف إلى مكان التظاهرة"، بحسب الأهالي.
وذكر المراسل بانه لوحظ تواجد أمني كثيف في المنطقة دون تدخل لفض الاشتباكات، وأعداد المتظاهرين تزايدت حتى وصلت لأكثر من ألف متظاهر، وتفرقت المظاهرة عند الساعة الرابعة بعد قدوم قوات مكافحة الشغب من مدينة حماة.
ودأب مواطنون من اهالي السلمية على التظاهر منذ اكثر من شهر بالتزامن مع خروج تظاهرات مماثلة في اكثر من مدينة سورية.
وكان المئات خرجوا في أيام الجمعة الماضية بمظاهرة تردد هتافات مماثلة في مدينة السلمية، يهتفون للحرية والشهدي ودرعا.
أما في مدينة حلب، أفاد المراسل أن "عدد من الأشخاص حاولوا التظاهر انطلاقاً من جامع الرحمن في شارع النيل ورددوا هتافات تدعو للحرية وتحيي درعا والشهيد، إلا أنه تم تفريقهم خلال دقائق".
وأضاف أنه "خرج العشرات في حيي سيف الدولة وصلاح الدين وهتفوا مطالبين بالحرية وفك الحصار عن درعا وتم تفريقهم".
وشهدت أيضا بعض مدن الحسكة كالقامشلي والدرباسية وعامودا خروج المئات بعد الانتهاء من صلاة الجمعة في تظاهرات هتفت لدرعا وللحرية والشهيد دون أن يحصل أي مواجهات مع قوى الأمن المتواجدة، بحسب مراسلنا.
وكانت القامشلي شهدت خلال الفترة الماضية مظاهرات للمئات تهتف للحرية والشهيد ودرعا وضد الإعلام السوري، حيث لم يحدث أي احتكاك مع القوى الأمنية.
رد مع اقتباس
المفضلات