اجتمع عددا من علماء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي في مدينة اللاذقية إضافة لجمهور كبير من المهتمين والمصلين والإعلاميين يوم الأحد، وذلك للصلاة سوية من أجل دوام المحبة والأخوة في سورية.
جاء الاجتماع بدعوة المركز الإعلامي " بانوراما" اجتمع أكثر من عشرين شخصا من علماء و رجال الدين الإسلامي والمسيحي في اللاذقية، إضافة لجمهور كبير من المهتمين والمصلين والإعلاميين في جامع الإمام الحسن العسكري في الزقزقانية للصلاة سوية من أجل دوام المحبة والأخوة في سورية.
وقال أحد المسؤولين في مركز "بانوراما" الإعلامي لسيريانيوز إن "اللقاء جاء إيمانا بضرورة إقامة بعض النشاطات الاجتماعية والفكرية تهدف إلى لقاء الشباب السوري على أرضية الأخوة والمحبة، وتجاوز بعض الإشكالات التي مرت بالوطن، حيث تأتي هذه الصلاة كبداية لهذه الأنشطة، وستليه نشاطات متعددة، أولها لقاء فني وفكري جماهيري في متحف اللاذقية".
وشهدت مدينة اللاذقية مؤخرا تظاهرات تطالب بإصلاحات تزامنت مع وقوع أحداث أمنية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين ورجال الأمن بعد صدامات مع مسلحين، عقب خروج العشرات للمطالبة بإصلاحات ومحاربة الفساد، وذلك بحسب مصادر رسمية.
وخلال هذا اللقاء، قال الشيخ ذو الفقار غزال إننا "نصلي اليوم من أجل الوطن ومن أجل شهدائه الذين سقطوا من أجل أمان الوطن واستقراره، فاجتمعنا اليوم لنقول الكلمة الطيبة التي تقرب القلوب الطيبة وتضغن التفرقة والفتنة"، مضيفا أن "هذا اللقاء الأخوي لم يكن اللقاء الأول إنما هو حصيلة عدة لقاءات وزيارات قام بها الأهل في اللاذقية متحابين فيما بينهم رافضين الفتنة ومن حللها على أرضنا".
من جانبه، قال الأب جهاد ناصيف إننا "نحن المؤمنون نقف اليوم أمام الله الديّان ليس في اليوم الآخر وحسب، وإنما هنا في هذا المسجد المبارك أنا أدعوكم على مستوى الوطن لنقف وقفة مصالحة وليكن صوت المحبة أعلى من أصوات نواقيس الكنائس وآذان الجوامع لأن المحبة والمصالحة مطلب وطني".
وكان مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون أشار في وقت سابق إلى أهمية الدور الذي يلعبه رجال الدين في بناء المجتمع وتقدمه وتربية الأجيال وتنشئتهم على القيم وحب الوطن والمبادئ النبيلة والأخلاق الفاضلة التي تدعو لنشر العلم والمعرفة، كما شدد على أن مواجهة الفتنة واجب شرعي وديني وأخلاقي من أجل الحفاظ على حرية الوطن وكرامة المواطن التي كفلتها الشرائع السماوية.
بدوره، قال الشيخ راجي ناصر إن "وجودنا هنا اليوم هو ترجمة هذا الإيمان على أرض الواقع ونحن أخوة، جسدنا فكر الإسلام الحقيقي عندما قبل الواحد الآخر فالإسلام مبني على التعددية ولا يجوز لأحد أن يلغي الآخر، الإيمان مسؤولية وعهد وأمانة ما بين الإنسان وما بين الله".
أما الشيخ عيسى غدير فأكد أنه "ضمن مسيرة الإصلاح التي تشمل كل جوانب الحياة أتوجه إلى الأخوة الخطباء لتكون خطبتنا دعوة لتحرر الفكر من التبعية لمن شوهوا الإسلام ومفهموه ، فالخطاب الديني يجب أن يكون حضاريا، لأن المذاهب بالأصل واحدة"، موضحا أن "المشكلة في المتعصبين الذين لا يرضاهم الله ورسوله، من هنا علينا أن نكون يدا واحدة، والتكفير خطأ في السابق واليوم هو جريمة، فمن كفر مؤمنا هو كافر".
من جانبه, قال الأب آليان خوري "علمنا السيد المسيح المحبة لننشرها بين أبنائنا، و أي تفريق وانفصال عن باقي أطياف الوطن هو تخريب لتعاليمه، وأن مواطنتنا تدفعنا كي نكون مع كل مواطن في هذا البلد، ومع السيد الرئيس بشار الأسد، ضد أي عدوان كان لوأد كل مخططات تسعى لتفريق وحدتنا".
وكان وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد، أشار خلال لقائه علماء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي في محافظة اللاذقية منذ أيام ، الى الدور الرائد الذي لعبه رجال الدين في وأد الفتنة التي تستهدف النيل من سورية وتمزيق وحدتها الوطنية وبنيانها الاجتماعي، لافتا إلى أن سورية تجاوزت المحنة بفضل وعي الشعب السوري والتفافه حول وطنه وقيادته.
وتشهد العديد من المدن السورية، منذ حوالي شهرين، عدة مظاهرات تنادي للحرية والإصلاح، فيما تزامن خروج بعض المظاهرات بحوادث إطلاق نار من قبل جماعات مسلحة راح ضحيتها عشرات القتلى من المواطنين وعناصر في الأمن والجيش، إضافة إلى قيام البعض بأعمال تخريبية.
عاطف عفيف- اللاذقية- سيريانيوز
رد مع اقتباس
المفضلات