كشفت مصادر أردنية مطلعة أن الملك عبد الله الثاني حرص خلال زيارته للولايات المتحدة قبل أيام على إقناع الإدارة الأميركية بعدم القطع مع الرئيس السوري بشار الأسد.
ووفق المصادر فإن الملك الأردني ركز على ضرورة منح الأسد الفرصة لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وأن هذا ما حدث فعلا وتبيّن من خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما خيّر الأسد بين الإصلاح أو التنحي بمعنى منح الأسد فرصة للإصلاح، وفقا لمراقبين.
وتؤكد مصادر صحفية أن عبد الله الثاني أكد في لقاء جمعه بكتاب صحفيين قبيل سفره لواشنطن أن أحد أهداف زيارته معرفة الموقف الأميركي من الوضع في سوريا.
وقال مصدر حضر اللقاء للجزيرة نت إن الملك أبدى حرصا على أن لا تقطع واشنطن علاقتها مع نظام الأسد، ومنحه فرصة أخيرة لتنفيذ الإصلاحات التي تقود البلاد للاستقرار.
الخيار الأسوأ
ويرى رئيس تحرير صحيفة العرب اليوم فهد الخيطان –الذي حضر لقاء الملك قبيل سفره لواشنطن- أن الأردن سعى منذ اندلاع الأحداث في سوريا لمساعدة النظام هناك على تجنب الخيار الأسوأ وهو تنحي الرئيس أو سقوط النظام.
فهد الخيطان (الجزيرة نت)
وقال إن الملك عبد الله الثاني أجرى سلسلة من الاتصالات بالرئيس الأسد كما أرسل مبعوثين أردنيين لدمشق لمحاولة تقديم النصح بشأن الإصلاحات التي يمكن أن تنجّي سوريا من حالة الفوضى أو عدم الاستقرار.
وكانت مصادر أردنية كشفت عن زيارة سرية قام بها رئيس الديوان الملكي الدكتور خالد الكركي لدمشق نهاية الشهر الماضي وكانت نتيجة سلسلة من الاتصالات المتتابعة بين عبد الله الثاني والأسد.
وبرأي الخيطان فإن الأردن ينطلق من اعتبارات عدة في محاولته مساعدة النظام بسوريا على تجاوز المرحلة الحالية.
ومنها –وفقا للخيطان- أن سقوط النظام السوري أو عدم استقرار الأوضاع بسوريا ستكون له تبعات أمنية وسياسية واقتصادية على الأردن.
وتابع "من هذه الاعتبارات أن عمان لا تريد أن تصل الثورات العربية لحدودها".
ويشير الخيطان إلى أن الأردن وسوريا يتمتعان بعلاقات اقتصادية واسعة، كما أن سوريا هي الممر بين الأردن وتركيا التي تتمتع عمان معها بعلاقات اقتصادية مميزة، كما أنها الممر الوحيد مع لبنان.
تطلعات الشعب
غير أن النائب بالبرلمان وعضو التجمع الديمقراطي جميل النمري لا يحبذ أي موقف أردني لا يدعم تطلعات الشعب السوري.
وقال للجزيرة نت "هناك تفاعل شعبي كبير مع الثورة السورية والأصل بالموقف الرسمي أن ينحاز للشعب السوري الذي له تطلعات مشروعة نحو الحرية".
على الأرض تبدي عمان حذرا شديدا في التعامل مع التحركات الشعبية خاصة المؤيدة للثورة السورية.
ولم تمنع عمان الوقفات الاحتجاجية للجالية السورية إضافة لمتضامنين أردنيين أمام السفارة السورية والتي تتكرر أسبوعيا، وبنفس الوقت سمحت حتى الآن بثلاث وقفات لأبناء الجالية السورية أيضا أيدوا فيها الرئيس الأسد واعتبروا ما يجري من مظاهرات مؤامرة تتعرض لها سوريا.
الأردن لم يمنع الجالية السورية من التعبير عن موقفها إزاء ما يجري ببلادها (الجزيرة نت)
غير أن مصادر في الجالية السورية كشفت للجزيرة نت عن ضغوط مارستها جهات أمنية أردنية على قيادات بجماعة الإخوان السورية لمنع تحركاتهم الاحتجاجية ضد النظام السوري أمام السفارة في عمان.
وتشير المصادر إلى أن المخابرات الأردنية استدعت عددا من الإخوان السوريين الذين تظاهروا أمام سفارتهم، وذكرتهم بأنهم يتمتعون بوضع اللجوء الذي لا يمنحهم حق ممارسة أي نشاط سياسي بالأردن.
وبرأي سياسي مطلع فإن عمان أرادت من هذا الموقف إرسال رسالة لسوريا بأنها ترفض اللعب بورقة الإخوان الذين يعيشون في الأردن منذ أحداث حماة عام 1979 في ظل توتر بين النظامين الأردني والسوري في ذلك الوقت.
غير أن هذا التوتر غاب منذ تولي الملك عبد الله الثاني والرئيس بشار الأسد مقاليد الحكم نهاية القرن الماضي، حيث منع الأردن الإخوان السوريين من ممارسة أي نشاطات إعلامية أو سياسية انطلاقا من عمان، واضطر وقتها المراقب السابق للإخوان علي صدر الدين البيانوني لمغادرة عمان.
المصدر: الجزيرة
المفضلات