كتبت - سهير بشناق - لم تفارق الابتسامة وجهها البريء ولم تحاول ان تخفي احزانها لوضع مدرستها المتردي فهي ترى المستقبل من خلال حروف كتابها وتدرك ان ما تتعلمه اليوم
هو سلاحها الوحيد في حياة قد لا تقدم لها كل ما تحتاجه لتعيش حياة طفولية هانئة.
الرغبة بالتعليم وتحدي الصعاب التي تواجه المعلمات والطلاب في ان بمدارس محافظة المفرق هو العنوان الرئيسي الذي لمسناه خلال اطلاق المرحلة الرابعة من مبادرة مدرستي الاسبوع الماضي والتي جاءت بوجود جلالة الملكة رانيا العبدالله التي تفقدت عددا من المدارس بالمحافظة والتي شملتها المبادرة في مئة مدرسة وسيستفيد منها 22 الف طالب وطالبة ونحو 1400 معلم ومعلمة.
فاوضاع هذه المدارس متردية للحد الذي يتساءل الزائر اليها اذا كانت هذه مدرسة ام لا !! اذا ما ادركنا ان العملية التعليمية ليست فقط معلومات تزج بعقول الطلاب دون ان يرافقها بيئة مدرسية ملائمة وبنية تحتية مناسبة للطلاب الذين يرتادونها يوميا ،فعدم وجود مرافق صحية للطلاب وعدم وجود ساحات مدرسية مناسبة لهم ليمارسوا انشطتهم في ظل سوء اوضاع الصفوف المكتظة بالطلاب جميعها عوامل تؤدي الى شعور الطالب بالنقص الذي يقوده تدريجيا الى الاحباط وعدم الرغبة بالابداع.
الا ان حال طلاب المفرق وفي المدارس التي شملتها المبادرة بالرغم من اوضاع مدارسهم كان مدعاة للفخر فعدد كبير منهم متفوق في دراسته لكنهم جميعهم يحلمون بمدارس مختلفة عن التي يرتادونها ولا يترددون في طرح مطالبهم التي هي حق لهم وطالبوا بها منذ سنوات مضت لكن لم يكن لها من مجيب الا ان جاءت مبادرة مدرستي في مرحلتها الرابعة بمحافظة المفرق لتعيد الامل في نفوس طلابها كما اعادته لطلاب اخرين عملت المبادرة منذ اطلاقها في عام 2008 على تحقيقيها.
مديرة مبادرة مدرستي دانة الدجاني اشارت الى ان المبادرة تمكنت من خلال متابعة وتوجيهات جلالة الملكة رانيا العبدالله والشراكة بين القطاع الخاص والمجتمع المحلي ووزارة التربية والتعليم وعدد من الشركاء من صيانة 300 مدرسة في عمان والزرقاء والبلقاء وجرش وعجلون ومادبا ومعان والطفيلة والعقبة والكرك، وبلغ عدد الطلاب المستفيدين 110 الاف طالب وطالبة و 7000 معلم ومعلمة، كما تم تشكيل 270 لجنة مجتمعية.
وبينت ان المبادرة تمكنت ايضا من استقطاب النوادي الصيفية الى 2500 طالب وطالبة، شاركوا خلالها بنشاطات رياضية وفنون جميلة وموسيقى ودراما وأنشطة بيئية وغيرها.
جلالة الملكة التي تجولت في عدد من مدارس المفرق التي شملتها المبادرة في مرحلتها الرابعة استمعت لطلابها وتلمست معاناتهم وفرحهم في ان واحد فهم بطفولتهم عبروا لجلالتها عن احلامهم بمدارس افضل تنقلهم من حال الى حال افضل لكنهم ايضا عبروا عن فرحهم الكبير بشمول مدارسهم بالمبادرة التي ستحدث تغييرا واضحا بالمدارس ، وتساءل الطلاب هل سنرى مدارسنا بشكل افضل في العام الدراسي القادم ؟
فجاءت اجابة جلالتها ان « مدرستي « لا تهتم بترميم المدارس فقط بل تعمل على تعزيز التواصل والحوار بين جميع الاطراف للأرتقاء بالعملية التعليمية.
فرسالة مبادرة مدرستي تحمل في طياتها اهدافا كبيرة لا تتوقف عند حدود ترميم المدارس وصيانتها على الرغم من اهمية هذا الجانب الا ان الارتقاء بالعملية التعليمية والوصول بها الى افضل المستويات هو هدف جلالة الملكة منذ اللحظة الاولى لاطلاق المبادرة التي جاءت بعد ان قامت جلالتها بتبني محور التعليم ومساعدة المدارس في اصلاح بنيتها التحتية التي تقود في نهاية الامر الى عطاء اكبر من قبل المعلمين وتفتح افاقا اوسع للطلاب للتفوق والابداع وتساعدهم على الشعور بالراحة النفسية عندما يرون ان مدارسهم تلبي احيتاجاتهم الاساسية.
ولعل ما يميز مدرستي بانها تقوم على الشراكة بين الطلاب والمعلمين والمجتمع المحلي والقطاع الخاص ووزارة التربية والتعليم لتفعل دورها حيال هذه المدارس فالقائمون على المبادرة يجدون المدارس ويبداون باجراء صيانات شاملة لاعادة البنية التحتية للمدارس بمسارها الصحيح لكنهم في نهاية المطاف يغادرون المدارس بعد ان وضعوا اسس النجاح الاولية بها لتبدأ مسؤولية المعلم والطالب والمجتمع المحلي للمحافظة على ما تم انجازه لتبقى العملية التعليمية عملية تشاركية اذا أردنا لها النجاح.
واشارت جلالة الملكة الى ذلك من خلال تاكيدها على أهمية فتح قنوات الحوار والنقاش عن التحديات والاحتياجات بين المعلم والطالب ووزارة التربية والتعليم والأهل والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية لتشكيل فريق واحد والوصول الى عملية يشارك بها الجميع، والذي بدوره سيؤثر على نوعية التعليم.
فالطالب الذي يجلس على مقعد مكسور وينظر من نافذة قد يتطاير زجاجها في اي لحظة من اللحظات ، ويحدق في ساحة مدرسته... يحلم بالكثير وقد تاخذه احلامه الى تصور مدرسته بصورة مختلفة لطالما حلم بها لكنها بقيت مجرد احلام ينقلها يوميا الى حقيبته المدرسية والى اقلامه واوراقه فيرسم صورة لمدرسة نظيفة خالية من جميع النواقص التي يعيشها يوميا.
واليوم لم تعد هذه الاحلام اسيرة الاوراق تخطها يد طالب بل ستصبح في بداية العام الدراسي القادم واقعا سيدخل الفرح لألاف من طلاب محافظة المفرق لتستمر مدرستي في انارة شموع الخير لطلاب لم يعرفوا خلال سنوات تعليمهم السابقة الا الالم والحزن والشعور بالنقص.
في مدرسة حي الملك عبدالله الأساسية المختلطة التي يدرس فيها 283 طالبا وطالبة، تجولت جلالتها يرافقها وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي، ومدير عام دائرة الابنية الحكومية في وزارة الاشغال العامه والاسكان المهندس أسامة مغايضة ومديرة المدرسة صباح فراج، ومديرة «مدرستي» دانة الدجاني.
وتبادلت الحديث مع المعلمات والطلاب حول احتياجات المدرسة وما تعانيه من اكتظاظ ونواقص في البنى التحتية.
وتجولت جلالتها في مدرسة حي الإسكان الأساسية المختلطة التي يدرس فيها 125 طالبا وطالبة، مستمعة الى شرح من مديرة المدرسة سحر العموش و مدير دائرة المشاريع في الديوان الملكي المهندس سري ناصر عن احتياجات المدرسة التي يدرس طلبتها في مبنيين منفصلين يفتقران الى اساسيات البيئة المدرسية، وعن التدخل والبرامج التي ستنفذها «مدرستي» هناك.
وفي مدرسة المفرق الثانوية الشاملة للبنات والتي تدرس فيها 375 طالبة، شاركت جلالتها في عدد من الورشات الحوارية التي نظمتها «مدرستي» بحضور مديرة المدرسة فايزة الخزاعلة.
وشهدت المدرسة مجموعة من الانشطة التطوعية لطلبة المدارس، وورش عمل تدريبية شارك فيها كل من مؤسسة نهر الاردن واكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين ومبادرة التعليم الاردنية والجمعية الملكية للتوعية الصحية وضباط الارتباط في مديريات التربية والتعليم في المفرق.
وفي جلسة حوار الاجيال حول التعليم والتي شارك فيها 55 طالبا ومعلما ومعلمة، اعربت جلالة الملكة رانيا العبدالله عن سعادتها بوجودها في المفرق التي يحرص أهلها على التعليم وتطويره الامر الذي سيساهم في بناء شراكة فاعلة مع مبادرة «مدرستي».
واستمعت الملكة الى مجموعة من الطلاب المشاركين في جلسة حوارية حول الصحة المدرسية تنظمها الجمعية الملكية للتوعية الصحية بهدف زيادة الوعي بالعادات الصحية السليمة.
كما انضمت الى مجموعة من المعلمين المشاركين في جلسة حول مهارات العصف الذهني من خلال نشاطات تفاعلية.
وشاركت جلالتها عددا من المعلمات والطالبات مأدبة غداء اقيمت في ساحة المدرسة وتبادلت الحديث معهن، كما اقيمت مأدبة غداء ايضا للمعلمين والطلبة.
ومنذ إطلاقها في نيسان عام 2008، عملت «مدرستي» على صيانة 300 مدرسة في عمان والزرقاء والبلقاء وجرش وعجلون ومادبا ومعان والطفيلة والعقبة والكرك، وبلغ عدد الطلاب المستفيدين 110 الاف طالب وطالبة و 7000 معلم ومعلمة، كما تم تشكيل 270 لجنة مجتمعية.
واستقطبت النوادي الصيفية التي اقامتها «مدرستي» 2500 طالب وطالبة، شاركوا خلالها بنشاطات رياضية وفنون جميلة وموسيقى ودراما وأنشطة بيئية وغيرها.
وتفتقر معظم المدارس المشمولة في المرحلة الرابعة لاسوار ولساحات لعب آمنة، ودورات صحية ومشارب والى نقص في عدد الغرف الصفية.
رد مع اقتباس
المفضلات