عمان - بترا - اكد رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ان مؤسسة الاذاعة والتلفزيون تشكل صرحا اردنيا عريقا مثل خطاب الدولة الاردنية منذ ستين عاما ونيف.
وقال رئيس الوزراء لدى زيارته امس الاحد مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ولقائه العاملين فيها ان الاذاعة الاردنية التي بدات بواكير عملها التي انطلقت عام1948 من القدس الشريف ، فكانت أول صوت للإذاعة باسم الإذاعة الأردنية الهاشمية من القدس، ثم حدث عام1950 تغيير طفيف على اسمها وهو الذي تحمله حتى الان: إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية مثلت عزم القيادة الهاشمية على اظهار الاردن ورسالته العروبية الاسلامية والانسانية.
واشار البخيت خلال اللقاء الذي حضره وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال طاهر العدوان ان الاذاعة حققت انجازا آخر في عهد جلالة المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال عام1956 بانشاء محطة ثانية في عمان ليتم بعد ذلك إرساء حجر الأساس لمبنى التلفزيون الاردني ليبدأ العمل بأربع ساعات بث يوميا، وتتسع لاحقا إلى كامل ساعات اليوم.
وقال ان هذه المعلومات عن نشاة الاذاعة والتلفزيون قد لا تكون جديدة «لكنني اردت ان أذكر بها كونها تمثل ذاكرة الوطن وارثا كبيرا بدأه الرعيل الاول في الاذاعة والتلفزيون، بامكانات ضئيلة، ولكن بهمم عالية وطموح منقطع النظير، حتى غدت مدرسة في الاعلام، صدر منها رجال متميزون في سلك الدولة، وقوافل من الادباء والشعراء والاكاديميين والدبلوماسيين وغيرهم ممن واصل الخدمة بكفاءة وقدرة في مجالات اخرى».
واضاف رئيس الوزراء عندما كان جهازا الاذاعة والتلفزيون على موعد للاندماج معا عام1985 وفق قانون مؤسسة الإذاعة والتلفزيون كان الهدف من ذلك إحداث تكامل بينهما وتوحيد الخطاب الاعلامي بينهما، وفي تلك الاثناء وصل هذا الصرح الاعلامي إلى ذروة المنافسة على الصعيد الإقليمي حتى عام1992 ،حيث تأثرت المؤسسة بتراجع الامكانات المادية الذي رافق مؤسسات عديدة في الدولة نتيجة الاجراءات الاقتصادية نحو تقليص النفقات.
واشار الى ان مفاهيم جديدة في فترة التسعيينيات دخلت على ادارة المؤسسات الاعلامية في مواجهة انتشار القنوات الفضائية، التي استقطبت المشاهد المحلي والمعلن المحلي، وزادت العبء على المؤسسة وبخاصة التلفزيون الاردني في الموائمة بين دوره كتلفزيون وطني شامل الاهداف وبين قدرته على منافسة القنوات الفضائية المختصة.
وبين انه لم يكن باستطاعة التلفزيون ضخ الاموال على الانتاج الدرامي والبرامجي وفق امكانات الاخرين، لكنه واصل ضخ الكفاءات التي انتقلت بشكل سريع إلى الفضائيات الاخرى، بسبب وجود القواعد المهنية الصحيحة ومناهج التدريب الاعلامي رفيعة المستوى وقال «للاسف ،حتى هذه الميزة تقلصت في السنوات الاخيرة».
واكد رئيس الوزراء ان احدا لا يستطيع انكار او تجاهل الانجازات الكثيرة التي سجلتها مؤسسة الاذاعة والتلفزيون في المناسبات والفعاليات والاحداث الوطنية، إذ كانت المرآة المشرقة للوطن، بفضل كفاءاتها من الشابات والشباب المخلصين، واصفا العاملين فيها «بالمرابطين في مهنة الاعلام المرئي والمسموع نسبة إلى الرواتب المتواضعة التي يتقاضونها مقارنة بنظرائهم في دول عربية اخرى، رغم الزيادة التي طرأت على رواتبهم بعد اعادة هيكلة الرواتب وفق النظام الخاص للمؤسسة قبل سنوات».
واوضح البخيت ان اختلال التوازن بين انفاق المؤسسة ومدخولها الاعلاني ساهم بصورة كبيرة في اعاقة نموها، على حساب النفقات الراسمالية والتطوير الهندسي وصيانة وإدامة الاجهزة، بالأضافة إلى استمرار التعيينات العشوائية وتضخم كادر الموظفين وما تبعه من عبء مالي فضلا عن بعض القرارات غير المدروسة، التي أدخلت المؤسسة في خسائر وفرص ضائعة تركت اثرا كبيرا على قدرتها على المنافسة.
واعرب رئيس الوزراء عن رفضه جميع الاحباطات التي تحاول جهات مشبوهة زرعها بين العاملين في المؤسسة التي ما زالت صامدة بهمة العاملين فيها على مر السنين وتقدم أفضل ما لديها وما زالت تزخر بكفاءات متميزة في مجال التحرير والتقديم الاخباري الاذاعي والتلفزيوني والإخراج والتصوير والمونتاج والرسم الإلكتروني وغيرها من التخصصات التي تتطلب تدريبا ومثابرة لصقل المواهب والإبداع، ويضاف إلى ذلك الإخلاص والمهنية العالية، مشيرا إلى طاقم المهندسين الذين تمكنوا من احياء وانعاش اجهزة وانظمة تلفزيونية وإذاعية تجاوزت اعمارها الافتراضية منذ سنوات.
وقال «لا يحق لاحد ان يزاود على ابناء مؤسسة الاذاعة والتلفزيون في المهنية الاعلامية فهي من اعمدة الإعلام الوطني الذي نرفض التطاول على هويته أوالتشكيك بمصداقيته، ونرفض التشكيك بكفاءة ابناء مؤسسة الاذاعة والتلفزيون والقائمين عليها».
واضاف البخيت «بالنسبة للاصوات العالية والشكاوى والاعتراض على القرارات الادارية، فنحن نصغي باهتمام ولدينا القدرة على تمييز المطالب العادلة والاراء المحقة من غيرها، ولا نخجل من مساءلة ومحاسبة كل مسؤول عن قيامه بواجبه على أكمل وجه، ما دمنا نسعى للارتقاء بالاداء، وفي الوقت ذاته لابد ان يعرف الجميع باننا لا نقبل بالاساءة للمؤسسة او العبث بدورها الوطني لغايات انانية او لتصفية حسابات تتعارض مع منظومة الاهداف والقيم التي تعمل بها ومن اجلها».
ودعا رئيس الوزراء العاملين في المؤسسة كاعلاميين مهنيين، وإداريين ومهندسين مؤمنين برسالتهم، للتعاون مع إدارة المؤسسة من أجل العمل كفريق واحد باعتباره اساس نجاح العمل الإذاعي والتلفزيوني، مؤكدا ان الانانية والسلبية ستدفع باصحابها إلى خارج هذا العمل ،»وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون». وابدى البخيت قناعته بان بعض مطالب وآراء الموظفين محقة، وتحتاج إلى النظر بعين الاهتمام، لافتا الى انه اوعز الى ادارة المؤسسة بتفهم ظروف الموظفين، وتحفيزهم على العمل استنادا إلى قاعدة الثواب اولا، والنظر في اي مظلمة او شكوى تتعلق بالعدالة والانصاف استنادا إلى المعايير والاسس القانونية والمهنية، وقال»وفي الوقت ذاته فإننا ندعو الجميع إلى التنبيه إلى مواطن الخلل انطلاقا من الرغبة بالاصلاح وليس تشويه صورة المؤسسة».
واشار رئيس الوزراء الى ان الاستراتيجية الوطنية للاعلام التي تعكف لجنة مكلفة على اعدادها تستهدف تحديد اطار مستقبلي واضح لاهداف الاعلام الوطني ومسار اصلاحه والنهوض به، مؤكدا ان مؤسسة الإذاعة والتلفزيون هي احدى ادوات الاستراتيجية التي نعول عليها في احداث التغيير المامول لتطوير الاعلام.
واكد ضرورة الاستثمار بالكفاءات التلفزيونية والاذاعية من خلال الاعداد الجيد والتدريب المتنوع والمتواصل والاستفادة من الكفاءات المخضرمة وتوطينها، فكل كفاءة نخسرها تحتاج إلى سنوات طويلة من التدريب والعمل الشاق لاستبدالها بكفاءة إعلامية تعمل باحتراف ومهنية.
واستمع رئيس الوزراء خلال اللقاء الى عدد من الملاحظات والمطالب والاحتياجات التي تقدم بها الموظفون، كما اجاب على اسئلتهم واستفساراتهم.
وكان مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون عدنان الزعبي اكد ان اذاعة المملكه الاردنيه الهاشميه هي ام الاعلاميين في وطننا الغالي ثم جاء التلفزيون ليكون ابنا بارا لهذه المؤسسة التي تعتبر مؤسسة شعبية ساهمت الى حد كبير في حمل رسالة الوطن ورسالة قيادته كما اسهمت في العديد من الدول العربية الشقيقه في بناء مؤسساتها الاعلامية.
وتجول رئيس الوزراء في استوديوهات التلفزيون حيث اطلع على استوديو(1 )الذي تبث منه نشرات الاخبار كافة، وتفقد اجهزة البث الموجودة فيه، واطلع على سير العمل في استوديو محمد كمال الذي تبث منه معظم البرامج المنوعه اضافة الى استوديوهات الاذاعه والمراقبة الرئيسية فيها.
واستمع البخيت خلال الجولة الى ايجاز حول البنية التحتية المتمثلة بالاستوديوهات والاجهزة المستخدمة فيها والتحديثات التي جرت عليها اضافة الى خطط المؤسسة لتحديث اجهزة ومعدات الاستوديوهات والمراقبة الرئيسية واستراتيجيات المؤسسة لتوسيع قاعدة الارسال عبر تقوية البث الاذاعي والبث الفضائي التلفزيوني.
رد مع اقتباس
المفضلات