أصدرت مجموعة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين السوريين مؤخرا نداءا حمل عنوان (نداء عاجل للحكومة السورية من أجل أطفال درعا)، وذلك عقب دخول وحدات من الجيش إلى المدينة، في وقت استنكرت بعض الجهات هذا النداء معتبرة إياه تضليل للواقع الحالي.
وفاق عدد الموقعين الـ 400 فناناً ومثقفاً من بينهم كندة علوش، ويارا صبري، والمخرجة رشا شربتجي، وماهر صليبي، والكاتبة ريما فليحان، والكاتبة ريم مشهدي، والسيناريست عدنان عودة، والكاتب الفارس الذهبي، والممثلة عزة البحرة.
وجاء في (النداء العاجل للحكومة السورية) أن "الحصار الغذائي المفروض على درعا أدى إلى نقص المواد التموينية والضرورية لاستمرار الحياة، وأثر سلبا على الأطفال الأبرياء الذين لا يمكن أن يكونوا مندسين في أي من العصابات أو المشاريع الفتنوية بكل أنواعها".
وأضاف النداء "نحن نطالب بدخول إمدادات غذائية من مواد تموينية وأدوية وأغذية أطفال بإشراف وزارة الصحة السورية أو الهلال الأحمر"، موضحا أننا "لا نريد لأطفال بلدنا أن يجوعوا أو يتعرضوا للأذى. نرجو الاستجابة بالسرعة الكلية، فأطفال درعا جائعون ويحتاجون للأغذية والأدوية بشكل عاجل وطارئ".
وكان وزير الاقتصاد والتجارة محمد نضال الشعار نفى مؤخرا ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن وجود مشكلة غذائية في درعا، مبينا أن هناك رقابة يومية لموضوع الخبز والخضار والفواكه واللحوم وأن هذه المواد متوفرة، في الوقت الذي تم إرسال 22 سيارة يوم الأحد الماضي إلى درعا محملة بـ600 طن من مادة الطحين.
وقالت الكاتبة ريما فليحان، التي صاغت النداء، لسيريانيوز إن "هناك اتفاق بين جميع مكونات المجتمع بما في ذلك الدولة أن هناك حالة أمنية صعبة في درعا، ما سيخلق حالة من الارتباك والفوضى تربك حركة المواطنين في المدينة"، موضحة أن "الهدف كان إنساني بحت وهو إيصال مساعدات من قبل الدولة إلى المواطنين في داخل درعا".
وأوضحت فليحان أن "النداء كان موجه إلى الدولة وليس إلى منظمات أممية أو عالمية"، مشيرة إلى أن "ما تتناقله وسائل الإعلام الخارجية هو ليس صحيح، بل هو استغلال للنداء كشكل دون مضمون، وذلك لأهداف تخص الوسيلة الإعلامية تلك وطريقة تعاملها مع الأحداث".
ويتعذر الاتصال مع مدينة درعا لليوم العاشر على التوالي بسبب قطع الاتصالات في المدينة، في وقت انتشرت فيها إشاعات عن قطع للماء والكهرباء ، لم يتم التأكد منها بسبب صعوبة التواصل مع الأهالي هناك.
من جانبها، قالت لارا ، صحفية وقعت على النداء، إن "النداء جاء لدعم الجانب الإنساني لواقع الأزمة التي تعيشها مدينة درعا، وليس لذلك أي مدلولات سياسية كما يشاع"، موضحة أن لا "أحد يستطيع أن يزايد على من وقع على هذا النداء في وطنيته وحبه لسورية، خاصة أن من وقع على هذا النداء أظهروا أسماؤهم بشكل واضح".
وأكدت الصحفية لارا أن "عدم قدرة الإعلام الرسمي على توصيل صورة الأحداث التي تجري في درعا بشكل واضح، تسبب في غباشة للصورة القادمة من هناك، حيث أكد لنا بعض الأشخاص القادمين من درعا أن الوضع هناك ملتبس إلا حد كبير".
ودخل الجيش إلى مدينة درعا استجابة لاستغاثة أهالي درعا بعض وحدات الجيش تدخل المدينة لإعادة الهدوء والأمن إليها، وذلك بحسب المصدر المسؤول.
وفي سياق متصل، استنكرت شركة الهاني للإنتاج الفني والتوزيع بإسم العاملين فيها والفنانين، في بيان ،وصل سيريانيوز نسخة منه، ما جاء في النداء الصادر عن بعض المثقفين و المخرجين و الفنانين السوريين
وفي محاولة للحصول على أسماء الفنانين، الذي شملهم هذا البيان كان الرد بأن البيان موقع فقط من قبل رئيس مجلس الإدارة هاني مخلوف ممثلا جميع العاملين في الشركة من موظفين وفنانين دون ذكر أي اسم منهم .
واتهم البيان المطالبين بفك الحصار الغذائي عن مدينة درعا "بالخضوع لتهديد بعض شركات الإنتاج المصرية بعدم التعامل مع أي فنان سوري ما لم يحسم أمره و يقف ضد الحكومة" مشيرا الى ما أسماهم "المترقبون لحسم النتيجة"، قائلا لهم "لا يمكن أن نسامحكم حتى تقدموا اعتذاركم لكل مواطن سوري عن بيانكم المقنع و الذي يهدد مصالحه و أمانه و وحدته الوطنية".
وكانت مصادر عسكرية أشارت في الأيام القلية الماضية عن إلقاء القبض على أعداد كبير من المسلحين في درعا والعثور على كميات كبيرة من السلاح والذخائر في أماكن متعددة من المدينة، واستشهاد عدد من أفراد الجيش في اشتباكات مع جماعات المسلحين.
وتشهد درعا منذ أكثر من شهر أحداثا اتسمت باستخدام السلاح وإطلاق النار على المدنيين والعسكريين، تزامنت مع تحركات شعبية في المحافظة ترفع مطالب سياسية ومعاشية وتنادي بالحريات.
سيريانيوز
رد مع اقتباس
المفضلات