مادبا - بترا - جمعة الشوابكة - قالت سمو الاميرة ريم علي ان التطورات اللامتناهية للتكنولوجيا والمتاحة للاعلام تدفع بمهنتنا نحو المزيد من المشاركة والتفاعلية ليس فقط في وسائل الاتصال الاجتماعية وخصوصا ما يعرف فيس بوك وانما في المواقع الاخبارية التي تشجع الجمهور على المشاركة والتعليق بوجود الانترنت كوسيلة ووسيط.
واضافت سموها خلال رعايتها فعاليات اليوم العلمي لكلية الاعلام في جامعة الشرق الاوسط امس الاثنين بعنوان الاعلام الاردني وتحديات المرحلة الراهنة ان من المبكر جدا تقييم اثر الاعلام الجديد الاجتماعي فهو يشكل اداة فعالة وقوية في التحريك وطريقة المشاركة في الافكار وحتى الاحداث، لافتة الى ان اهم جوانب الاعلام هي الديمقراطية الاتصالات.
وبينت سموها ان صحافة المواطن هي اثمن مصدر للتقارير التي يمكن بناء عليها البحث عن الحقائق والروايات التي يطلقها اصحاب المدونات وخاصة ان الصحفيين لا يمكنهم التواجد في كل مكان وفي حالات عديدة اصبح الصحفيون يتنافسون مع الاعلام الجديد بدلا من استخدامه كوسيلة فقط.
واشارت سموها الى اهمية الادوار الجديدة للصحفيين في المشهد الحديث لوسائل الاعلام من مساعدة الجمهور التمييز بين ما يمكن تصديقه وما يمكن الوثوق به واستخلاص المعاني مما يدور في العالم وكيفية التعامل مع الرواية اضافة الى مساعدة الجمهور في المشاركة والدخول في منافسة مبنية على معرفة ما يستدعي ان يعمل الصحفيون في بيئة اوسع وعلى مستوى عال من المهارة والقدرة على التحكم وادارة النص المقروء والمسموع والمرئي على مستوى التلفزيون ومواقع الشبكة العنكبوتية.
من جهته اكد وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال طاهر العدوان أهمية الدور الهاشمي في عملية الاصلاح والبناء والاستجابة للمتغيرات وهذا ما تميز به النظام الهاشمي عن غيره من الانظمة، مشيرا الى ان الاصلاح السياسي لا يمكن ان يتحقق دون ان يتطور الاعلام الوطني ليكون اعلام دولة لا اعلام حكومة أو اتجاهات.
وقال ان النظام الهاشمي نجح منذ نشأة الدولة الأردنية وعلى مدى تسعة عقود في كسب الثقة والشرعية من قبل بنى اجتماعية قوية ومتجذرة كانت دائماً وعند منعطفات تاريخية حاسمة تلتحم بالنظام وتمثل قوة دافعة له من أجل التغيير والتجديد في بنية الدولة. واضاف ان عملية بناء الاجماع الشعبي والوسطية في سياسة الدولة الاردنية اعتمدت دوما على حق جميع الاردنيين في تطوير نظامهم السياسي فنحن شعب ظل في طليعة المسيرة التاريخية للامة منذ الثورة العربية الكبرى وحتى اليوم.
وبين العدوان ان الحكومة تعمل حاليا على اعداد استراتيجية وطنية للاعلام والمسؤولية هنا تقع على عاتق جميع الاعلاميين والمؤسسات الاعلامية لاعداد استراتيجية تلبي متطلبات المرحلة والمستقبل المنظور، لافتا الى انه يوجد في الأردن 42 محطة تلفزيونية وفضائية و8 صحف يومية و42 صحيفة و29 اذاعة محلية أردنية وأجنبية، مشيرا الى ان هذا الكم الكبير من وسائل الإعلام الأردنية لا يعطي صورة حقيقية عن واقعه فالكثرة لا تدل على ان صناعة الإعلام تتطور في الأردن او أنها تجتذب رؤوس الأموال الوطنية، فالواقع شيء مختلف ووسائل الإعلام بمختلفها تواجه ضغوطات مالية وتعاني من عجز في القدرة على التوسع والتطور واستخدام تكنولوجيا جديدة.
وقال العدوان ان تهرب رأس المال الحكومي والقطاع الخاص من الدخول في استثمارات كبيرة ترتقي بمستوى الاعلام جعل الرأي العام مكشوفا أمام التنافس الذي يحمله الأثير ممثلا بفضائيات عربية وعالمية تتمتع بقوة مالية هائلة تسمح لها بتوظيف الحد الاعلى من الكفاءات وحشدها لجذب المشاهد الأردني والعربي واستقطابه، حتى ان فضائيات الخارج اصبحت حاضرة في البنى القائمة للرأي العام وهي تساهم سلبا وإيجابا في تشكيل الوعي الوطني والتأثير في المجتمع المدني .
واضاف ان التحدي الاول الذي يواجه قطاع الاعلام في هذه المرحلة هو في القدرة على احداث تحول وتغيير جذري في نظرة الدولة من صناعة الاعلام ودفع الحكومة والرأسمال الخاص الى الاستثمار فيه لتطويره وانشاء فضائيات وصحف واذاعات قادرة على المنافسة في كسب عدد من المشاهدين، لافتا الى ان المنافسة بين الاعلام الاردني والاعلام الخارجي يجب ان لا تدور حول تغطية الاحداث العربية والعالمية انما على كسب ثقة الرأي العام الاردني بالتركيز على الشأن المحلي ليكون الخبر رقم واحد.
وبين العدوان ان الصناعة الاعلامية لم تعد ترفا او وسيلة للدعاية الحكومية انما اصبحت السلاح الحديث المتطور في يد الدولة والمجتمع من اجل ابقاء خلافات وحوارات التعددية في الدولة والمجتمع داخل اطر ديمقراطية وضمن حدود امنة تحافظ على وحدة الشعب وامنه واستقراره.
وعن الصورة الأخرى لواقع الاعلام قال العدوان ان هذا النوع الجديد الذي يوصف احيانا بالاعلام الالكتروني واحيانا اخرى بالاعلام المجتمعي مثل الفيسبوك والتويتر وغير ذلك من تداول الصور والاخبار بين ملايين الناس من خلال الانترنت اصبح خارج سيطرة اي دولة في هذا العالم ولنعترف ان الكثيرين لم يعودوا يعتمدون في قراءاتهم وفي تلقي المعلومات على وسائل الاعلام التقليدية.
وعن دور الإعلام في ثورات الفيس بوك قال ان هذا المشهد التاريخي الذي يحتل فيه الشباب الصدارة في الحركة والتغيير أظهر مفاجآت لم تكن متوقعة عند أكثر أصحاب الخيال جموحاً وسط قناعات شبه مسلّم بها عربياً وعالمياً والتي تصف الشباب العربي بأنه سلبي لا يبالي بالسياسة، فقد نجح إعلام الانترنت في خلق تيارات شبابية قوية أظهرت رغبتها في الانخراط بالشؤون السياسية والمشاركة في رسم مستقبل الدول والأوطان.
وبين عميد كلية الاعلام في الجامعة حلمي ساري ان كلية الاعلام في الجامعة تسعى انطلاقا من اهدافها الاساسية على رفد المجتمع الاردني وتزويده بخبرات اعلامية مدربة ومؤهلة في تغطية سوق العمل المحلي والاقليمي من خلال البرامج التي تقدمها الى طلبة الكلية عبر استخدام احدث التقنيات العلمية في مجال الاتصال والاعلام نحو صحافة ذات جودة في ظل الدور المتغير للصحافة العالمية في الاعلام.
واشتمل برنامج اليوم العلمي على كلمات بين فيها مدير عام هيئة المرئي والمسوع الدكتور امجد القاضي والدكتورة رولا الحروب مديرة البرامج في قناة جوسات والزميل يحيى شقير اهمية دور الاعلام في تقصي الحقائق ومحاكاة حاجيات المواطنين ومتابعة الاحداث بكل شفافية ومصداقية.
رد مع اقتباس
المفضلات