عمان - بترا - فيروز مبيضين - ينظر الى المشروع الاحصائي الاسلامي العالمي الذي يترأس الاردن حاليا فريقا لتنفيذه على انه مشروع مهم ولا بد من توفير الآليات الكفيلة بانجاحه.
وينفذ المشروع الذي من المؤمل ان تظهر اولى نتائجه في نيسان المقبل في العالم الاسلامي بحيث ينتج ارقاما تشمل تعداد المسلمين في العالم وموضوعات اخرى تتعلق بالحج والزكاة والميراث.
ووفقا لمدير عام دائرة الاحصاءات العامة الدكتور حيدر فريحات فان الهدف من هذا المشروع انتاج احصاءات اسلامية يتم توفيرها لصانعي القرار وواضعي السياسات في العالم الاسلامي.
واوضح لوكالة الانباء الاردنية ( بترا) ان الاحصاءات المتوفرة حاليا عن المسلمين لا تنتج في الدول الاسلامية ولا يوجد توثيق رسمي يشمل العالم الاسلامي حتى ان اعداد المسلمين في العالم وهو من ابسط الاحصاءات واكثرها ضرورة تنتج بتقديرات غربية.
وعن فكرة المشروع تحدث فريحات قائلا: تم خلال العامين الماضيين البدء ببلورة فكرة اطلاق عائلة جديدة من الاحصاءات الاسلامية وتم عرض المقترح على اجتماع اللجنة الاحصائية التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي والتي تضم في عضويتها 57 دولة.
واضاف انه تمت الموافقة على المقترح الذي تقدم به الاردن من قبل اللجنة الاحصائية , وتكليف الاردن ممثلا بدائرة الاحصاءات العامة لترؤس فريق عمل لاعداد الصيغ الفنية لهذا المسار والذي يشمل احصاءات عن ممارسات الفرد المسلم كالزكاة والحج والميراث والوقف وغيرها من الامور الاسلامية.
وطرح الدكتور فريحات مثلا على اهمية الاحصاءات الاسلامية في موضوع الزكاة حيث تقدر ايرادات الزكاة بنحو 60 مليار دولار سنويا لا تخضع لاي نوع من المعلومات الاحصائية حولها لا بالكميات ولا بالاعداد ولا بالجهات التي تؤديها او الجهات التي تستفيد منها.
وبين انه تم اقتباس بعض افكار هذا الموضوع من مقترحات اردنية سابقة .
وتوقع مدير عام الاحصاءات ان يقدم الاردن تقريره النهائي حول موضوع الاحصاءات الاسلامية في اجتماع اللجنة العام المقبل حيث سيصار بعدها الى البدء بتطبيق توفير الاحصاءات الاسلامية من الدول الاسلامية المختلفة وبشكل طوعي وحسب اولويات هذه الدول.
عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد القضاة قال انه من الضرورة اجراء الاحصاءات المتعلقة بالعالم العربي والاسلامي حتى نصل الى تقدير يتناسب مع حجم دور الدول العربية والاسلامية في احداث التغييرات الايجابية في العالم وان نسعى الى نقلة من حيث النوع والكم.
واضاف انه لا بد من ان يتعرف المسلمون على آخر الاحصاءات المتعلقة بتعدادهم وما في دولهم من خيرات ولو تم استغلالها لسدت حاجة جميع جيوب الفقر والعوز في العالم الاسلامي.
وقال : آمل ان تسهم ايضا الارقام الاسلامية بمعرفة حجم اموال الزكاة , وحجم الانفاق على فريضة الحج وكذلك ما ينفق من ريعه على القضايا التي تعزز رفعة الاسلام والمسلمين.
وقال ان قاعدة بيانات هذا المشروع ستفيد الى جانب صانعي ومتخذي القرار الباحثين والدارسين في مجال العمل الاسلامي.
وعبر عن ثقته بان يتمكن الاردن من قيادة فريق عمل الاحصاءات الاسلامية العالمية مشيرا الى اهمية ايجاد مصادر تمويل مستمرة الى جانب الخبرات الادارية والعلمية . من جهته قال استاذ الاقتصاد والمالية في الجامعة الهاشمية الدكتور عاطف خليل ان تنفيذ مثل هذه المشروعات يلزم الاهتمام بالآليات والتمويل لتنفيذه واستمراريته.
واشار الى اهمية الاحصاءات وضرورتها عند صناعة أي قرار يتعلق بالتنمية , فالرقم الاحصائي لا يعرف هوية او اتجاها معينا , ودقته وصدقيته هما الاساس في تكوين القناعة حول أي أمر.
واشاد الدكتور خليل بمقدرة دائرة الاحصاءات العامة والخبراء فيها بالاسهام في انجاح مثل هذا المشروع المهم مشيرا الى ان الخبرات الاردنية في مجال الاحصاءات متميزة ومطلوبة على مستوى المنطقة.
وقال ان قاعدة بيانات اسلامية وفي هذا الوقت بالتحديد مع ما تشهده المنطقة من تغيرات واحداث سياسية واقتصادية واجتماعية تأتي في الوقت المناسب.
ونوه الى ان الاهتمام بالعالم الاسلامي وانتاج ارقام حول كل ما يتعلق به اصبح جزءا مهما من عمل مراكز دراسات عالمية مشهورة خاصة بعد احداث الحادي عشر من ايلول 2001 وما تبع ذلك من اتهامات للاسلام والمسلمين وعلاقات بعض الدول بجماعات ارهابية.
وقال : لا استغرب ان ينتج هذا المشروع اذا ما تم تنفيذه بالشكل الصحيح ارقاما قد تكون مفاجئة للبعض.
رد مع اقتباس
المفضلات