ديرابي سعيد - ناصر الشريدة
لم تكد فرحة مأمون الشريدة تكتمل بعد ان رزقه الله بتوأمين ذكور حتى تلاشت وذهبت ادراج الرياح في ظل عجز مستشفى الاميرة بديعة للنسائية والتوليد التعليمي في مدينة اربد عن توفير حاضنات خداج لانقاذ حياتهما وادى ذلك الى وفاتهما لاحقا .
وقال الشريدة انه ادخل زوجته تهاني وهي في مرحلة ولادة مبكرة الى قسم الطوارىء في مستشفى الاميرة بديعه بموجب تحويل رسمي من مستشفى الاميرة رآيه في ديرابي سعيد , لكن المستشفى احتج بداية لان التحويل لم يسير وفق الية التنسيق بين الاطباء وان المستشفى يفتقر الى وجود حاضنات خداج منذ ايام .
وجاء في كتاب التحويل الى مستشفى الاميرة بديعة بتبرير من مستشفى الاميرة راية بعدم توفر حاضنات خداج ودم لديها .
وبعد جدال طويل مع الطبيبة المسؤولة حسب قوله طلبوا منه التوقيع على ورقة تتضمن احدى فقراتها نص مفاده « تم ابلاغ الاهل بعدم توفر الحاضنات .. « الامر الذي دفعه لرفض ذلك والطلب منهم اعطائه كتاب تحويل الى مستشفى اخر كونه مؤمن صحيا .
وحسب الشريدة كانت المفاجأة مذهلة حين شاهد بام عينه اطفاله مسجيين على طاولة في غرفة الخداج وليس في حاضنات بعد إجراء عملية قيصرية لوالدتهم كونها في نهاية الشهر السابع من حملها وهذا مخالف لما ابلغوه به عندما طلبوا منه عمل ملف دخول لها عوضا عن اعطائه كتاب التحويل .
واضاف ان حالة اطفاله بدأت تسوء وفقا لكشف طبيب الاطفال الذي طلب منه ضرورة الاسراع في تحويلهم الى مستشفى الملك المؤسس لان حالتهم لا تسمح ان يبقوا على هذا الوضع منتقدا بطء وطول اجراءات نقلهم والوسيلة المتبعة في ذلك .
ورغم المحاولات الكبيرة التي قام بها اطباء اختصاص مستشفى الملك المؤسس لانقاذ حياتهم الا انها لم تفلح بسبب عدم استجابتهما للعلاج حيث توفي الطفل الاول جراء توقف عضلة القلب وعدم اكتمال الرئه ما ادى الى نزيف في الدماغ وفقا لتقرير الوفاة الصادر عن المستشفى ثم توفي الاخر بعده بعدة ايام .
وحمل الشريدة مستشفى الاميرة بديعة المسؤولية القانونية عن وفاة طفليه لعلمهما المسبق انهما لم يبلغا بعد فترة الحمل الطبيعي وان اجراء عملية قيصرية لوالدتهم تتطلب وجود حاضنات , مشيرا الى احقيته في الحصول على ملف زوجته الذي رفضت ادارة المستشفى تسليمه صورة عنه لمتابعة علاجها حيث تعاني اعراض مرضية جراء ما حصل.
ويعتزم الشريدة مقاضاة المتسببين عن وفاة طفلية امام القضاء وتسجيل قضية لدى هيئة حقوق الانسان ونقل قضيته للجهات الرسمية .
بدورة اكد مدير مستشفى الاميرة بديعة الدكتور ناجح الغزاوي انه تم التعامل مع حالة الولادة بطريقة سليمة وطبية وفق الاجراءات المتاحة رغم محدودية عدد حاضنات الخداج البالغ عددها (31) حاضنة وضغط المراجعين القادمين من محافظات اقليم الشمال .
وقال ان زوجة الشريدة كانت في حالة ولادة مبكرة وان نمو اجزاء جسم الاطفال في مثل هكذا حالة غير مكتمل وقد وفرنا لهم حاضنات في مستشفى الاميرة رحمة ومن بعد تم نقلهم الى مستشفى الملك المؤسس لمواصلة علاجهم .
واستغرب الدكتور الغزاوي من قيام اطباء النسائية والتوليد في مستشفى الاميرة راية في ديرابي سعيد بتحويل حالات ولادة بشكل لافت للمستشفى بذريعة عدم وجود حاضنات متوفرة وقلة الاطباء رغم ان المستشفى وجد ليخفف الضغط عن مستشفى الاميرة بديعة .
المفضلات