احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: خدعة مسيرة لم الشمل، وضرورة الحفاظ على مسار الثورة/ إبراهيم محمد طاهر.

  1. #1
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    خدعة مسيرة لم الشمل، وضرورة الحفاظ على مسار الثورة/ إبراهيم محمد طاهر.

    ما بين خطابات القذافي المسعورة، المليئة بالتهديد والوعيد الهستيري، يحاول هذا الإله المتهاوي أن يجد أي مفر يخلص منه إلى النجاة، فيلجاء بعد كل مسرحية تهديد إلى الدفع بأزلامه للدعوة إلى الصلح ومبادرات الوفاق الوطني ولم الشمل، وهي هراءات تتزامن مع خطاباته التي تخلو من أي نوع من أنواع الصلح، فلا يخفى علينا أنها فقط محاولات فاشلة لتغطية تحركاته الدموية. وبلا شك سنسمع غداً أحد أتباعه يدعو الثوار إلى (مسار) لتناول وليمة صلح يؤكد فيها على عدد المقاعد (خمسة، خمسة) على وزن تهديدات القذافي بملاحقة الشعب (زنقة، زنقة)! وآخر ما تم طبخه من خطط (صُلح) خادعة، هي هذه المسيرة التي يرغبون في إرسالها إلى المناطق المحررة. وهي حيلة لا تنطلي على أحد، فبعد كل المجازر، بعد كل جرائم القتل الجماعي مع سبق الإصرار والترصد، بعد كل ما فعله القذافي، لا يمكن لأي إنسان عاقل أن يصدق بأن هذا الرجل المتعطش للدماء يرغب في الصلح. هذه المسيرة، بالرغم من ثقتنا في ثورة 17 فبراير، تبقى مقلقةً للغاية. فأغلب الظن هي مجرد مناورة عسكرية في لباسٍ مدني، وهو أمر لم يغفل عنه أحد، ولا أرى أحداً يستبعده؛ خاصةً وقد حدث هذا في مصراته حيث دخلت بعض قوات القذافي بملابس مدنية. كما أن التجهيز لهذه المسيرة تزامن مع تصريح الحكومة الأمريكية بأن القذافي يقوم بتسليح (متطوعين) ليحاربوا في صفوفه. هذا التصريح من جانب أمريكا مُخيف ومطمئن في نفس الوقت. هو مخيف من ناحية أن العمليات الاستخباراتية الأمريكية بالتأكيد ستُميز بين الخداع والواقع – إذا كان القذافي يحاول إخفاء قواته في هيئة (متطوعين) فلا أظن أن أمريكا ستنخدع بذلك. وهنا يكمن الجزء المُخيف وهو أن يكون القذافي قد تمكن بكذبه وخداعه من زرع الفتنة في صدور أبناء الشعب الليبي في المناطق الرهينة، فيكون قد أقنعهم بأن الثوار يريدون (احتلالهم) و(التنكيل بهم) و(سبي نسائهم)! ومع ذلك، لا أظن بأنه سيكون لديه متطوعين، أي أشخاص يتطوعون للدفاع عنه، بل الراجح أنه يُسلح الناس ليخيفهم من دخول قوات أجنبية، أو لترويعهم من الثوار. وأما الجزء المُطمئن في التصريح الأمريكي فهو أن صدور هذا البيان من الحكومة الأمريكية يعني بطريقة ضمنية أن هؤلاء (المتطوعين) سيشكلون تهديداً، وفي حالة كون هذه المسيرة هي مجرد (حصان طراودة)، فهذا يعني أن القوات الأمريكية لن تتوانى عن ضرب هذه القوات المختبئة خلف قناع (لم الشمل). كما أننا نذكر بأنه إن كانت هذه المسيرة هي بالفعل مسيرة (عسكرية) متخفية، فلن تتمكن على أي حال من الأحوال عبور إجدابيا ومعاقل الثوار هناك؛ فهي فقط لخداع العالم الذي يراقب ليبيا من الخارج بحذر، أما أهلنا في الداخل فنحن على ثقة بأنهم مستعدون تماماً لكل ما يحاول القذافي رميهم به. نحن لسنا متخوفين جداً إذا كانت هذه الوفود هي مجرد جنود يرتدون ملابساً مدنية على سبيل الخداع، فالثوار موجودن والحمد لله، وأسلحتهم جاهزة، ونرجو من قوات التحالف أن لا تسمح بعبور أي (تهديد للمدنيين). ولكن التهديد الحقيقي هو في وجود أناس مدنيين أبرياء – رهائنٌ مُرغمين، يقودهم القذافي أمام قواته لإرباك العالم، ولنشر الفوضى بين صفوف الثوار أيضاً. تواجد المدنيين الأبرياء في هذه المسيرة هو أمرٌ خطيرٌ للغاية. لقد تمت الإشارة عدة مرات إلى فكرة الدروع البشرية وتعطيلها لهجمات قوى التحالف على قوات القذافي. ومسيرة مُتحركة تعني درعاً بشرياً مُتحركاً، وهو بلا شك رد فعل دفاعي من القذافي بسبب ضرب أرتاله وكتائبه التي كانت تتحرك باتجاه المدن وتحيط بها، فهو بهذه المسيرة يوفر درعاً لأي قوات يرغب في تحريكها، مع إيهام العالم الخارجي بأنه يسعى للصلح والسلم. ومن زاويةٍ أخرى، فبعيداً عن الجانب العسكري هذه المسيرة ستساهم كثيراً في حرب القذافي الإعلامية: أولاً من حيث الادعاء بأنه لديه أنصار ومواليين، وثانياً للترويج لفكرة الانفصال في ليبيا وأن هذه حرب أهلية تتطلب الصلح، وهو أمر خطير للغاية خاصةً في داخل ليبيا حيث قد يزيد من إقناع الليبيين الموجودين في المناطق غير المحررة بأن هذه بالفعل حرب بين الشرق والغرب، وثالثاً إن تعرض هذه المسيرة لأي هجوم، من الثوار أو قوات التحالف، أو حتى القذافي نفسه، سيصب في صالح القذافي؛ حيث سيوفر له ذلك ما يُحاول به تشويه نزاهة الثوار أو التحالف الدولي. هذا الأسلوب السلمي – ظاهرياً – هو أكثر ما فاجأنا من القذافي. بعد (الميم–طاء)، والمرتزقة، والمدفعية، والطائرات، هذه (المسيرة) هي أكثر ما يثير القلق؛ ففي باطنها هي تبدو كمحاولة جديدة لإعادة احتلال المناطق المحررة وإبادة شعبها، وأما الظاهر الذي يروج له القذافي هو أنها مسيرة مدنية كاملة البراءة! ولكن، فكما ذكرنا سابقاً، فإن غالبية الاحتمالات لها وسائل لتداركها: فإن كانت قوة عسكرية متنكرة، فقوات التحالف لن تُغفلها، وإن أغفلتها فبنادق الثوار جاهزة. وإن كانت مسيرةً مدنية، فهي بالتأكيد ستفشل؛ لأن الشعب الليبي لا يحتاج إلى (لم شمل)، فأي تمزق كان موجوداً بين أبناء ليبيا تم رقعه بكُرههم للقذافي، وتوحد صف الشعب الليبي كله في مواجهة جنون هذا السفاح. وتبقى لدينا فقط مشكلة الدروع البشرية... أن يحمي القذافي قواته وتحركاتها بالمدنيين الأبرياء، وهو انحطاط دموي لا نستغربه من هذا الطاغية. ومع أن الدم الليبي غالٍ جداً، ومع أن هدف الشعب الأساسي هو حقن الدماء، المتمثل في طرد السفاح القذافي الذي يستنزف ليبيا وشعبها منذ 42 عاماً، إلا أن هذه المعضلة لا مفر فيها من سفك دماء الأبرياء... وهنا، لا أجد منطقاً نعالج عبره هذه المحنة إلا المنطق الديني؛ فهو يجمع المنطق الأخلاقي والعسكري معاً. نحن الآن أمام عدو يستخدم إخواننا دروعاً بشرية – وهو ما يُصطلح عليه في الفقه بالتترس – وقد تعددت الآراء الفقهية في ذلك، وسمعنا منذ أيام الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي وقد اختصر الحديث عن موقف الشرع من الدروع البشرية بأن قال: (إذ كنا نحتاج إلى قتل بعض منهم نقتل البعض ولا نقتل الأكثر... الضرورات تُقدر بقدرها) وهو كلامٌ كافٍ، ويوضح جوهر الفكرة، ولا أريد التعقيب على كلام عالم جليل، ولكنني أود أن أزيد من تفصيله ليزداد فهمنا لهذا المبدأ... تضاربت الآراء في الفقه الإسلامي عن جواز قتل الدروع البشرية، ومع ذلك فنحن نجد أن غالبية العلماء يميلون إلى الرأي الذي يقول بجواز ذلك في حال تترس العدو بإخواننا ودعت الضرورة إلى قتلهم، وأذكر من أشهر العلماء الذين يُرجحون هذا الرأي: الإمام الشافعي، والإمام أبو حنيفة، وسفيان الثوري، والنووي، والقرطبي، والغزالي – رحمهم الله جميعاً – والكثير غيرهم من أئمةٍ وفقهاء من كل المذاهب. ومع ذلك فهنالك شروط لهذا الجواز؛ فهي تبقى أرواح إخواننا، ومن هذه الشروط: أن يكون هنالك تهديدات بالهزيمة أو الغزو، أي بأن يؤدي عدم قتلهم إلى هزيمة الجيش (الثوار)، أو إلى دخول العدو إلى البلاد (المناطق المحررة). وأن يكون قتلهم هو بنية قتال العدو وليس قتل هذه الدروع البشرية. ومن هذه الشروط فنحن نستطيع أن ندرك تماماً موقف الشرع من جواز قتل الدروع البشرية. ديننا لا يشجع ذلك، ونحن لا نريد ذلك ولكن يجب أن نُدرك بأنه في حالة الضرورة فالأمر مُباح – بقيود – لتحقيق الغاية والمقصد. أرجو أن لا تُقرأ هذه الكلمات على أنها تشجيع على سفك دماء الليبيين... أنا لا أرغب في رؤية أي ليبي يموت، ولكنني أقول هذه الأمور لأنه لا يمكننا تجاهل ظروفنا غير العادية، فنحن يجب أن نعترف بأننا نُثمن أرواح أهلنا، ولكن كلها تهون وترخص في سبيل الوطن، ويجب أن لا ننسى أن كل شهداء الأسابيع الأولى كانوا مدنيين عزل، وإلى اليوم مازال المدنيون يستشهدون في كل مكان، وأن أي مدني، من هذه الدروع البشرية، يسقط فهو أيضاً شهيد في سبيل الثورة والحرية. وأعود وأذكر، هذا ليس تشجيعاً على قتل أهلنا الليبيين، ولكنه (عذر) في ظرف طارئ في حالة التحام الفريقين في معركة يتم فيها استخدام الدروع البشرية... منذ بداية هذه الثورة والقذافي يُرغم الشعب الليبي على اللجوء إلى عدة أمور لم يكن ينويها، أرغمنا على التغير من ثورة سلمية إلى ثورة مُسلحة، وأرغمنا على قتال إخواننا في الكتائب الأمنية، وهو الآن سيُرغمنا على أسوأ من ذلك... ولكننا يجب أن لا ننسى أن كل شهداء ليبيا قتلهم القذافي، دماء الليبيين كلها تلتف حول رقبة القذافي قطرةً قطرة لتكون له حبل مشنقة... وربما يكون أفضل الحلول حقناً للدماء هو التغطية الإعلامية. أشك في أن القذافي سيوفر تغطيةً إعلاميةً صادقة لهذه المسيرة، خاصةً وأننا جميعاً نجزم بأنها مجرد خطة عسكرية خبيثة، ولكننا يجب أن ندعو الثوار لتوفير تغطية أعلامية من جانبهم. الوضع في الجبهة حساس، ونحن نعلم ذلك ولا نريد منهم المخاطرة بكشف تحركاتهم، ولكن يجب عليهم أن يجتهدوا لتوفير فريق إعلامي على الجبهة، ربما يكون فريقاً ليبياً يتبع للمجلس العسكري الوطني وينسق مع الجهات الإعلامية العربية والدولية المتواجدة داخل ليبيا؛ فمع تواجد التغطية الإعلامية الصادقة لن يكون هنالك أي مجال يسمح للقذافي بالكذب والخداع، فإن كانت هذه المسيرة (عسكرية) فلن تكون الكاميرات معمية عن الأسلحة، وإن كانت دروع بشرية لحماية قوات القذافي فسيرى العالم كله قسوة أساليب القذافي وهمجيته، وإن كانت بالفعل مسيرة مدينة صلحية، فسيرى العالم إما فشلها في إنقاذ القذافي، أو نجاحها في الانضمام إلى ثورة 17 فبراير. إن هذه المسيرة قد أثارت خوف الكثير منا؛ فجميعنا نعلم أن القذافي لا يتكلم لغة الصلح والسلم، ولا ينطق إلا بالقتل والدمار، وهذا الواقع يهد مضاجعنا ويؤرقنا بتوقع أن هذه المسيرة ما هي إلا مجزرة جديدة في طريقها إلى المناطق المُحررة، محرقة تحتمي خلف دروعٍ بشرية. ومع كل ما يُصر عليه أتباع القذافي من كذب عن الصلح، وتلفيق عن لم الشمل، فكلنا نعلم بأنها خدعة، كيفما نظرنا إليها فهي خدعة، مسيرةً عسكريةً كانت أم مدنية، ولعل الدليل القاطع على ذلك هو أنها مبادرة صدرت من القذافي وأتباعه. ولذا فيجب علينا التفكير في كل جوانب الأمر، يجب علينا أن نحافظ على مسار الثورة نحو الحرية، وأن لا نخشى الحديث عن الدماء البريئة التي قد تُسفك.. فيا إلهي لقد فاضت بها شوارع ليبيا طيلة الشهر الماضي، ولا يمكننا أن نسمح لكل هذه الدماء الطاهرة بأن تضيع هدراً.. لا يمكننا أن نتوقف الآن خوفاً من الدماء بعد أن غرق فيها الشعب الليبي... كفاحنا حُكم عليه بالخوض في بحار الدماء... قوافل الشهداء لن تتوقف... حريتنا حمراء... ولم يعد ثمة مفر من ذلك... سوى الاستسلام... فهل سنرضى بالاستسلام؟...
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669



    شكرا لنقل الخبر
    يعطيك الف الف عافية

    اختكم بالله


  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

المواضيع المتشابهه

  1. ميسي يتوّج بجائزة دي ستيفانو
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الرياضة العربيه والعالميه
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-10-2011, 11:47 AM
  2. حملة (تخضير) في ميناء الحاويات بمناسبة يوم الأرض
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-04-2011, 09:09 PM
  3. كيف يتصرّف أهالي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؟
    بواسطة القصــراوي في المنتدى منتدى الاسرة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-10-2008, 01:41 PM
  4. قصيده من تأليف صديقه لعضوه في المنتدى........
    بواسطة love princess في المنتدى عذب الاماكن والمشاعر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24-04-2008, 09:50 PM
  5. صورة استغرقت 500 ساعة لتلوينها لجعلها كالحقيقة .!!!
    بواسطة بريق الأمل في المنتدى منتدى , صور , فوتغرافيات
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 22-12-2007, 07:23 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك