كتب - حاتم العبادي - شكل «الحراك» الذين تشهده المملكة للمطالبة بإصلاحات سياسية ومعالجة اختلالات إدارية وتصويب أوضاع وظيفية حالة «فريدة»، وتعكس حجم الإدراك بالمسؤولية والوعي لدى المشاركين، الذين يرسمون لوحة تمثل جميع أطياف المجتمع.
وعلى مدار، أكثر من شهرين، وهنالك مسيرات تخرج في شوارع العاصمة والمحافظات للمطالبة بإصلاحات على مختلف الصعد، واعتصام في العديد من المؤسسات الرسمية والخاصة للمطالبة بحقوق وظيفية ومعالجة اختلالات، ولم يحدث أي سلوكيات أخرجت تلك الفعاليات عن إطارها الصحيح، باستثناء ما بات يعرف بمسيرة «الحسيني»، قبل شهر تقريبا، حيث اعتدى أشخاص على مشاركين، وحرصت الحكومة على التعرف على هؤلاء وإحالتهم إلى القضاء.
هذا الحراك، لاقى تعاطياً ايجابياً وتضامن أحيانا، ليس فقط من مؤسسات المجتمع المدني او التيارات الحزبية، إنما من وزراء في الحكومة، فبالإضافة إلى أحقية المطالب التي ينادي بها القائمون على الاعتصامات او المشاركون في المسيرات، هنالك سبب أخر للتضامن والتعاطي الايجابي، تمثل بـ»التعامل بروح المسؤولية والأخلاقية» في ذلك الحراك.
ومثل هذا الحراك «الفريد» و»المثالي» قابله سلوك «حضاري» من قبل رجال الأمن، الذين تعاملوا، ضمن حدود حماية المشاركين في المسيرات وكذلك في الاعتصامات، وضمان سير مجرى الأمور، ضمن سياقها، الذي يسعى اليه القائمون عليها، وتناقلت وسائل الاعلام العالمية، حالة «التجاذب» بين المواطن والشرطي في احدى مسيرات «المسجد الحسيني»، عندما قاموا بتوزيع الماء والعصائر على المشاركين.
وبالتأكيد، فإن هذا الحراك، يقوم على اساس حق للمواطن، وليس «منه»، وانه يعكس حجم حرية التعبير، وفي الوقت نفسه يعكس مدى إدراك المواطن لحدوده في ممارسته لحقوق الدستورية، وتلك التي نصت عليها القوانين.
ما سبق، من صورة مثالية وجميلة للحراك المجتمعي، الذي انطوى تحت مظلة عامة تمثلت في مصلحة الوطن والمواطن، قد تتشوه، وقد يخرجها البعض عن إطارها القانوني، في بلد المؤسسات والقانون.
فقبل ايام، كانت هنالك دعوات من قبل مجموعة لتنفيذ اعتصام في احد المواقع الذي يشكل تقاطع يربط شوارع العاصمة وممر بين العاصمة وعدة محافظات، واختير موعد الاعتصام، في ساعة ذروة الأزمة، ليكون السؤال، لماذا؟
وتأتي منطقية السؤال، في ظل ان هنالك تعاطياً ايجابياً لغالبية المطالبة، وهنالك توجيهات وإرادة سياسة عليا، للاستجابة السريعة، والدليل على ذلك الرسالة التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني امس الاول لرئيس الحكومة، والتي حملت محاورها تفاصيل تصب في اغلبها لصالح المطالب التي ينادي فيها المواطنون.
وهذا يطرح، اسئلة على الداعين لهذا الاعتصام، ماذا لو كان هنالك مريض طفل او شيخ او مرأة في حالة صعبة، ولم يتمكن من الوصول الى المستشفى في الوقت المناسب، ومن سيتحمل المسؤولية.. ماذا سيستفيد الداعون، في حال تأخير مواطن من سكان الرمثا الوصول الى بيته في وقت مبكر... ماذا لو كان هنالك مواطن او سائح او زائر على موعد مع السفر ولم يتمكن من الوصول في الوقت المناسب؟؟؟ اسئلة كثيرة، الاجابة عليه تتطلب ان يتحلى الجميع بروح المسؤولية.
ومن الاسئلة، لماذا اختار الداعون الى الاعتصام هذا الموقع وهذا التوقيت.. ومن المستفيد.. وهل الفائدة أكبر من الخسائر... وهذا سؤال يجب على كل مواطن التفكير بالاجابة عليه.. وفي ضوء الاجابة ان يتصرف.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوردة الخجولة
المفضلات