كتب - احمد النسور - تصل قيمة مخالفة قيادة مركبة تنفث دخانا ومواد ملوثة بنسب أعلى من المسموح به (40) دينارا ولا تقل عن 60.
وتشير أرقام مديرية الأمن العام أن حصيلة مخالفات المركبات المخالفة خلال شهر واحد تصل إلى (800) مخالفة انبعاث دخان ملوث للبيئة ويضر بصحة الإنسان.
والنسب العالمية لانبعاث الغازات العاملة بالبنزين والتي تنفث غاز أول أوكسيد الكربون يجب ان لا تتجاوز نسبة 5% أو أقل وفق اجهزة دقيقة متخصصة لقياس نسب هذه الغازات الضاره اما غاز الهيدروكربون بنسبة ppm 600 جزء بالمليون أو أقل، وغاز الأوكسجين بنسبة 6% أو أقل، وأخيرا غاز ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 10% أو أكثر أما بالنسبة للمركبات العاملة بالديزل يجب ان لا يزيد اعتماد كثافة الدخان العادم على 7%.
وتعد منطقة ماركا / شرق عمان أكثر المناطق تلوثا بعوادم السيارات ووجدت دراسات صحية متنوعة إن نسبة التلوث وتركز ماده الرصاص المضرة بالصحة تسجل بماركا أعلى النسب.
وتجاوز عدد السيارات المجمركة والمرخصة داخل المملكة حتى نهاية العام الماضي 2010 حوالي ( 1.07 ) مليون مركبة.
وترتفع نسب تلوث عوادم السيارات سنويا بشكل كبير مع زيادة عدد مقتني السيارات ويتضاعف عددها صيفا مع عودة المغتربين الأردنيين من الخارج بسياراتهم لقضاء الإجازة السنوية ودخول غالبية السياحة العربية وتحديدا الخليجية إلى الأردن بسياراتهم الخاصة أيضا إلى 40%.
ويعتبر فصل الشتاء سببا دائما في كشف المركبات المخالفة ويجبر السائقين على اجراء صيانة فنية لمركباتهم تجنبا لحدوث الأضرار والأعطال بالإضافة أنها تضمن أداء سليما للمركبة يخفف من آثار العوادم.
وتؤكد الجمعية الأردنية للأمراض الصدرية أن انبعاثات عوادم السيارات تعد من أهم المشاكل وأكثرها خطورة لما لها من تأثيرات سلبية على البيئة والسائقين والمارة الذين يتعرضون لاستنشاق الغازات والعوادم السامة بشكل مباشر مما يؤثر على صحتهم وسلامتهم.
وتؤدي الغازات السامة المنبعثة وخاصة من مركبات الديزل الى الاصابة بنوبات ضيق تنفس وتهيج لبعض الإمراض المزمنة والمستعصية على المدى البعيد.
وتعتبر الغازات والأدخنة المنبعثة من عوادم السيارات من أكثر المواد سمية التي تسبب تلوث الهواء وبخاصة غاز أول أكسيد الكربون الذي يعد من أكثر ملوثات الجو في المدن ويزداد تركيزه في أوقات الازدحام, إضافة إلى الكبريت وأكسيد الرصاص واكاسيد الكبريت لما لها من أضرار بالجهاز التنفسي للإنسان.
وتشير دراسات علمية محلية أن «أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكربون الناتجين عن احتراق البنزين يعدان من أهم مسببات الاحتباس الحراري الذي يسبب ارتفاع درجة حرارة المياه وارتفاع درجة حرارة سطح الأرض، مما قد يتسبب في الفيضانات وجفاف وموجات حارة مثل التي تعرضت لها البلاد الصيف الماضي حيث ارتفعت درجة الحرارة لاكثر من (50) درجة وكانت موجات متتالية خلف بعضها البعض.
وترى الدراسة أن «أكاسيد النيتروجين، يتسبب في تكوين الأمطار الحمضية التي تؤدي إلى القضاء على الثروة السمكية في البحيرات والأنهار، وإلى القضاء على الثروة النباتية، والتسبب في صعوبة الرؤية، خاصة للطيارين، لتكوينها ما يعرف بالضباب الحمضي».
كما أن بعض المعادن الضارة المذابة في المطر الحمضي، والتي تمتصها الفاكهة والخضراوات وأنسجة الحيوانات «تصل بالتالي إلى الإنسان عند تناولها، مما يؤدي إلى تخلف عقلي لدى الأطفال وإصابة الكبار بمرض (الزهايمر) وأمراض الكلى.
وتشير مديرية الأمن العام التي تنظم حملات مرورية منتظمة للكشف على صلاحية عوادم السيارات التي تعمل على الديزل بشكل عام هي على الأغلب التي تتصدر المرتبة الأولى في قائمة الملوثات يليها السيارات التي تعمل على البنزين.
ويتساءل الباحث في القطاع الخاص الدكتور خضر الصيفي عن المسؤول مباشرة عن سلامة البيئة مشيرا ان المركبات التي تنفث الدخان والسناج حتى تحيل صفاء الجو إلى غمام اسود «ألا يوجد من يوقفه «.
وقال «هل انشغالنا بمكافحة التدخين في الأماكن العامة اغفل الانتباه لتدخين المركبات ونفث ما يزيد عن (200) ماده ضاره من عوادم السيارات حتى صار هذا النفث في كل الاتجاهات وتتسم حافلاتنا به على الطرق؟».
ويتساءل الدكتور الصيفي ايضا عن من يوقف ويحاسب أصحاب هذه المركبات وكيف يرخص لها وهي في هذه الحالة من انعدام الصيانة؟ ثم الادعاء بان الديزل لدينا ليس بالجودة المطلوبة هو من باب تقبل الأمر الواقع وتعزية النفس وإذا كان هذا صحيحا فانه يثير تساؤلات حول جودة ما نستورد هل نستورد ديزل «منضب» مثلا أم الخلل في مركباتنا.
وقال الا يفترض بوزارتي الصحة والبيئة وإدارة السير اتخاذا إجراءات حازمة بإظهار حجم ومخاطر الضرر من عوادم المركبات مدللا انة قبل عدة سنوات كانت دوريات السير تلاحق المركبة التي تنفث دخان ليحرر لها مخالفة أو ربما يحجزها إلى حين إصلاحها.
رد مع اقتباس
المفضلات