السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هديتي لهذا الصباح~~
الأشقياء بكل معاني الشقاء هم المفلسون من كنوز الإيمان ومن رصيد اليقين،فهم أبدا في تعاسة وغضب ومهانة وذلة
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)
فلا يسعد النفس ويزكيها ويطهرها ويفرحها ويذهب غمها وهمها وقلقها إلا الإيمان بالله، تأملي ما أخرج البخاري16) (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)
* * * * *
ما أجل أن تعرفي عند أهل السماء! فهناك أناس يعيشون معنا في الأرض وأملاكهم في السماء عظيمة، تشتغل ملائكة الجنة ببناء قصورهم وغرس بساتينهم، وتسميها باسمهم، بين ذلك الرسول بقوله ( دخلت الجنة، فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت لمن هذا القصر؟ قالوا:لشاب من قريش، فظننت أني أنا هو، فقلت:ومن هو؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، قال: فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته، فقال عمر: عليك يا رسول الله أغار؟
فهلا قدمت عملا صالحا ليكون لك في الجنة قصور!
* * * * *
الكريم الأكرم اسمان عظيمان من أسماء الله تأتي معانيهما بردا وسلاما على قلب كل مؤمن؛لأنه ـ سبحانه ـ دائم الخير كثيره، خيره سهل التناول قريبه،إذ ليس بينه وبين عباده حجاب، يستحي أن يرد الكريم يد عبده صفرا إذا رفعها ولا ينزلها العبد حتى يضع فيها الأكرم خيرا،وهو المعطي لغير سبب, بدأ الخلق بالنعم وختم أحوالهم بالنعم،يعطي من غير عوض،ويعطي من احتاج ومن لم يحتج، ويزيد في عطائه لعبده.
سليه وأنت موقنة بكرمه سبحانه!
* * * * *
مهما كبرت حاجتك، أحسني الظن بالكريم، واعلمي أن تأخير الإجابة،
أو منع الحاجة لا يقدح في كرم الله وجوده، بل إن منعه سبحانه قضاء حاجة عبده المؤمن هي في ذاته كرم منه ورحمة،إذ قد يكون في قضاء الحاجة التي يلح العبد في قضائها هلاك له في دينه أو دنياه، والله بكرمه ورحمته لا يستجيب له لما يعلم من ضررها عليه لو حصلت له،
وتأملي(وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفراً فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا)
* *
تتفاوت درجات الناس في الثبات أمام المثيرات،فمنهم من تستخفه التوافه فيستحمق على عجل،ومنهم من تستفزه الشدائد فيبقى على وقعها الأليم محتفظا برجاحة فكرة وحسن خلقه، والمرأة العظيمة كلما حققت في آفاق الكمال اتسع صدرها،وامتد حلمها،والتمست المبررات لأغلاط الناس،
وفي الحديث الصحيح ( وإن امرؤ شتمك وعيرك بأمر يعلمه فيك ، فلا تعيره بأمر تعلمه فيه،فيكون لك أجره و عليه إثمه ولا تشتمن أحدا)
الصحيحة (770)
المفضلات