عمان - سهير بشناق- رعت جلالة الملكة رانيا العبدالله المناصرة البارزة للأطفال في اليونسيف اطلاق المكتب الاقليمي لليونسيف في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا اصداره السنوي «وضع الاطفال في حول العالم « الذي يركز هذا العام على موضوع «المراهقة: مرحلة الفرص» بحضور سمو الامير فيصل بن الحسين وسمو الاميرة سارة الفيصل وسمو الاميرة سمية بنت الحسن وعدد من الوزراء.
المديرة الاقليمية لليونسيف بالانابة شاهدة اظفر قالت ان التطورات الاخيرة في منطقتنا اثبتت بشكل واضح الحاجة للأستثمار في الجيل الصاعد وخاصة اليافعين الذين تتراوح اعمارهم بين 10-19 عاما حيث تمر في العديد من المناطق حول العالم ومن ضمنها منطقتنا تغيرات ديمغرافية حيث اصبحت النسبة الاكبر من السكان في الكثير من البلاد من فئة الشباب واليافعين حيث تقل اعمار 20% من السكان في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا عن عشرين عاما وهذه ارباح ديمغرافية يمكن ان نقطفها اذا تم الاستثمار في تنمية وتطوير هذه الفئة.
مشيرة الى ان الامم المتحدة قد اعلنت عامي 2010 و2011 العام العالمي للشباب ادراكا منها باهمية دور الشباب.
واضافت: ان اصدار اليونسيف السنوي وضع الاطفال في العالم 2011 الذي يحمل عنوان « المراهقة: مرحلة الفرص « يبين بشكل واضح اذ ما اردنا الخروج من حلقة الفقر والفروقات واللامساواة من اجل ضمان السلام والازدهار في المنطقة علينا ان نركز على اليافعين
واشارت الى ان التقرير يلقي الضوء على ضرورة العمل على استدامة المكاسب التي تحققت للأطفال والمتمثلة بزيادة القدرة على الوصول الى الرعاية الصحية الجيدة والتعليم الابتدائي والمياه الامنة مما ادى الى الحد من معدلات الوفيات بين الاطفال الذين تقل اعمارهم عن الخمس سنوات وتوفير التعليم الاساسي خلال سن المراهقة من اجل ضمان تطور اليافعين والشباب ليتكمنوا من تحقيق اقصى ما بامكانهم الامر الذي يعتبر ضرورة لضمان تنمية المجتمعات ورفاها بالمستقبل.
وبينت اظفر ان حوالي نصف اليافعين في العالم لا يذهبون الى المدارس الثانوية حيث تعتبر منطقتنا من المعدلات المتدنية حيث لا تتجاوز 54 % و51 % للفتيات
والملتحقون في المدرسة لا يحصلون على تعليم جيد يكفل لهم القدرة على الحصول على عمل منجز في المستقبل حيث تضم منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا اعلى نسبة من الشباب العاطلين عن العمل حول العالم حيث يعاني كل شاب من اصل اربعة شباب من البطالة في عام 2009
وبينت ان نسبة عمالة الاطفال مرتفعة حيث ينخرط طفل واحد من كل عشرة اطفال في سوق العمل مما يجعلهم اطفالا دون طفولة وقد اجبر الالاف من الاطفال على العمل كجنود وجواسيس كما تم استغلالهم جنسيا مما عرضهم للعنف والى الاستخفاف بانسانيتهم
وبينت ان 90 % من الاطفال واليافعين يعانون من الاساءة الجسدية والنفسية في المدارس والمنازل الامر الذي يهدد النمو الجسدي والعقلي السليم ويؤثر على ثقتهم بانفسهم فيما بعد
مشيرة الى ان 70 مليون يافعة حول العالم تعرضت للختان ولا تزال العديد من الدول في المنطقة تشهد ممارسات تقليدية خطيرة كالزواج المبكر وجرائم الشرف والعنف الاسري كما تعاني اليافعات الى حد ما بسبب الطبيعة الذكورية والفئات المهشمة كالمعاقين من اليافعات من عوامل اخرى كالفقر والانعزال الجغرافي.
واكدت اظفر ان التعليم الثانوي الجيد هو احد المفاتيح التي تساعد في كسر دائرة الفقر واللامساواة والعنف والتميز بين الجنسين مؤكدة اهمية استكمال الاستثمار بالتعليم وتغير العادات الاجتماعية خاصة في الشرق الاوسط مبينة انه بدون احترام النساء والفتيات ودون احداث تغيير حقيقي في الممارسات التي تضطهدهم وتنتهك حقوقهم ستبقى قدرتهم على المساهمة الفاعلة كمواطنين بالمجتمع محدودة.
وبينت اظفر ان التقرير قد حدد خمسة مجالات رئيسية يمكن للشركاء ان يعملوا فيها سويا للأستثمار في اليافعين متمثلة في حمع البيانات لتحديد اعداد وطبيعة وموقع نقاط الضعف والفروقات والتحديات التي تواجه اليافعين الى جانب التعليم الجيد والتدريب وايجاد الفرص وماسسة المنصات التي يمكن للشباب المشاركة من خلالها وايجاد بيئة تدعم حقوق اليافعين والتصدي للفقر وعدم المساواة من اجل دعم اليافعين في تطوير مهاراتهم وقدراتهم.
مؤكدة على اهمية الاستثمار في اليافعين وتزويدهم بالمهارات والمعرفة والقدرات بهدف تمكينهم من تحقيق اقصى ما بوسعهم والاستفادة من الفرص المتوفرة ومساعدتهم على خلق فرص اخرى بانفسهم ليصبحوا مواطنين مهتمين قادرين على التعامل مع جميع التحديات الحديثة كتغير المناخ والتحضر لمتغيرات سياسية وللبطالة التي من المتوقع ان تزيد في العقد القادم.
سفير النوايا الحسنة لدى منظمة اليونسيف في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا محمود قابيل اكد على اهمية هذا الملتقى حيث للمرة الاولى تدعو اليونسيف الاستماع الى اليافعين ليس بسبب انها لا تدرك مسبقا اهمية هذه الفئة بل لان هذه الفئة كانت تعزل عن باقي الفئات فهي حلقة ضائعة بين مرحلة الطفولة ومرحلة الرشد.
واشار الى اهمية هذا التقرير « وضع الاطفال في العالم « حيث بات تقريرا سنويا تطلقه اليونسيف ويتطرق الى وضع الاطفال والنساء واليافعين في العالم ويشكل مرجعية هامة لوسائل الاعلام وللسياسين ولصناع القرار لانه يحتوي على معلومات ونسب هامة عن اوضاعهم بالعالم وهو وسيلة لليافعين للتعبير عن انفسهم وطرح مشاكلهم.
وخلال حفل اطلاق الاصدار السنوي للمكتب الاقليمي لليونسيف في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا قدم مجموعة من اليافعين في دول مجاوراة رؤيتهم لاوضاعهم وللتقرير
فقد شارك عمرو احمد من فلسطين ويبلغ من العمر 16 عاما في برنامج الباحث الصغير التابع لمؤسسة النيزك للتعليم المساند والابداع العلمي الذي تدعمه منظمة الامم المتحدة للطفولة « اليونسيف « حيث اجرى عمرو بحثا غطى موضوع التسرب من المدارس في اوساط القدس الشرقية وبنى نموذجا يصف مشكلة التسرب من المدارس بين هؤلاء الطلبة ونفذ حملة لرفع وتيرة التوعية وصلت ميدانيا الى المدارس والمراكز في القدس الشرقية واستهدفت زيادة مستوى وعي هؤلاء الطلبة بهذه القضية.
عمر العمري من الاردن يبلغ من العمر واحد وعشرين عاما شارك اليافعين في تقديم رؤيته الى مستقبلهم حيث ينحدر عمر من اسرة كبيرة تتكون من سبعة اخوة واخت واحدة وهو الان احد اعضاء الفريق الوطني لليافعين واليافعات الذين يتلقون التدريب من منظمة الامم المتحدة - اليونسيف - والمجلس الوطني لشؤون الاسرة على اعداد تقرير اليافعين واليافعات عن اتفاقية حقوق الطفل وهو متطوع في احد المراكز الصحية بمدينة اربد كما يعمل حاليا مع منظمة الصحة العالمية في عملية اطلاق جمعية لرعاية الامراض العقلية تستهدف الافراد من كل الفئات العمرية.
حنين سمرين من الاردن تبلغ من العمر 19 عاما - عضو في الفريق الوطني لليافعين واليافعات وتتلقى في الوقت الحالي تدريبا على صياغة واعداد مسودة تقرير اليافعين واليافعات عن اتفاقية حقوق الطفل الذي تنظمه منظمة الامم المتحدة للطفولة - اليونسيف - والمجلس الوطني لشؤون الاسرة
وتضطلع حنين الى الاستمرار في العمل الاجتماعي والمجتمعي وتامل ان تكون قادرة على منح الاطفال واليافعين والشباب الاردنيين الفرص التي يطمحون اليها
.عمر شامي - من لبنان - يبلغ من العمر عشرين عاما نقل وعبر عن صوت وراي اقرانه منذ ان بلغ السادسة عشرة من خلال تقديم مسلسلات واحداث بارزة وتحريرها وتصوير مشاهد الافلام الوثائقية القائمة على التجربة لبرنامج صوتنا وهو برنامج تلفزيوني لمنظمة الامم المتحدة للطفولة - اليونسيف - جرت العادة على بثه عبر المؤسسة اللبنانية للأرسال الدولية
وقد فاز عمر عن الفيلم الذي انتجه بعنوان « سنة اولى حرية « بالجائزة الاولى في مسابقة الافلام القصيرة التي نظمتها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة « يونسكو « عام 2009
اميرة شندي من القاهرة تبلغ من العمر 18 عاما طالبة في المرحلة الثانوية التحقت بالعديد من المشروعات العاملة في مجالات التنمية وحقوق الانسان مع المؤسسات الحكومية
وقد شاركت في الاونة الاخيرة بدورة عمل تدريبية عن الاعلام عقدتها اليونسيف انتجت خلالها مقطوعة متلفزة مصورة بالفيديو والصور وقد كانت احد الوفودين اليافعات والشباب المصريين الذين شاركوا في مؤتمر قمة مجموعة الثماني الذي عقد في روما في عام 2009 وقد اسهمت في اعداد تقرير اليافعين واليافعات المرافق لتقرير وضع الاطفال في العالم 2011 بعنوان «المراهقة مرحلة الفرص».
هؤلاء اليافعون قدموا رؤيتهم لمستقبل ومشاكل اليافعين خلال حفل اطلاق تقرير اليونسيف في شمال افريقيا ومنطقة الشرق الاوسط.
ويدعو التقرير الى الاستثمار في مجالات تحسين نوعية جمع المعلومات والتاكد من دقتها لزيادة فهم واقع اليافعين وضمان حقوقهم والاستثمار في نوعية التعليم والتدريب ليكون لدى اليافعين الوسائل اللازمة لانتشال انفسهم من حالة الفقر والمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني الى جانب زيادة الفرص المتاحة للشباب المحلي والانخراط في العمل الناشط عبر شبكة المعلومات وغيرها من المجالات التي تتيح للشباب التعبير عن ارائهم وتعزيز القوانين والسياسات اللازمة لحماية حقوق اليافعين وتمكينهم من تجاوز الحواجز التي تحول دون توفير الخدمات الاساسية اضافة الى رفع مستوى محاربة الفقر وعدم المساواة من خلال البرامج المعدة للأطفال لتجنب انخراط اليافعين في حياة الكبار
وقد بين التقرير ان عدد اليافعين واليافعات من عمر (10-19) عاما في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بلغ حوالي 84 مليون نسمة ويشكلون 20% من مجموع السكان (414) مليونا وتصل نسبتهم اعلى مستوياتها في اليمن بنسبة (25)% والاراضي الفلسطينية المحتلة (24)% وجبيوتي والعراق والسوادن (23) %.
واشار التقرير الى ان الزواج المبكر يؤثر على 15% من اليافعات بالمنطقة حيث تصل معدلات اليافعات االمتزوجات الى 1 من كل 4 في السودان وحوالي واحد من كل 5 في العراق واليمن
كما تعتبر معدلات التسجيل في المدارس الثانوية منخفضة في المنطقة حيث لا تتجاوز 64 % وتسجل في السودان اقل معدلات الحضور الفعلي بالمدارس الثانوية كما ان معدلات التسجيل في المدارس منخفضة في جبيوتي والمغرب واليمن واعلى النسب توجد في البحرين (98) % والاراضي الفلسطينية المحتلة (87)% والامارات العربية المتحدة (84) % والاردن ( 82 ) %
وتبعا لمنظمة العمل الدولية فان معدلات البطالة تعتبر بين الشباب باعمار ( 15- 24 ) عاما في المنطقة هي الاعلى على مستوى العالم وتنتشر البطالة بين الشابات اكثر من الشباب
كما يقدر ان طفلا من كل عشرة اطفال تتراوح اعمارهم بين 5-14 عاما منخرطون بعمالة الاطفال ويقدر ان 90% من الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 2-14 عاما تعرضوا للتاديب بالعنف بما فيه التعسف النفسي والعقاب الجسدي
كما ان معدلات معرفة القراءة والكتابة بين الشباب (15- 24) عاما تصل الى 92% للشباب و86 % للفتيات
رد مع اقتباس
المفضلات