كلمة الدكتور معروف البخيت في احتفال عشائر عباد بمناسبة ميلاد جلالة الملك يوم السبت الموافق 5/3/2011 م في دابوق
بسم الله الرحمن الرحيم .الاهل والاخوة الاعزاء من ابناء عشائر بني عباد وضيوفهم من اصحاب المعالي والعطوفة والمشاركين الكرام ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تغمرنا مشاعر السرور ونحن نحتفل بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الاردنيين ، عيد ميلاد صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه ، وأعز ملكه وبارك في عمره ،،
وقد تشرفت اليوم بتلبية دعوة ابناء عشائر بني عباد الكرام وجموع المشاركين ، لانقل تحيات جلالة الملك عبد الله الثاني ،ولكي اعبر عن سعادتي بالتواجد بينكم ، وهي مناسبة نؤكد فيها بيعتنا كأردنيين لراعي المسيرة وسيد الوطن وعميد آل البيت الكرام ، ونزكي الخطى المباركة للقيادة الهاشمية المظفرة بقناعة لا يشوبها التردد.
الحضور الكريم ,,,
نقول في هذه المناسبة ما يحبه الاردنيون في ابي الحسين ، وما يحبه ابو الحسين في الاردنيين ...منبت الكرام ، اهل العزم والنخوة ، المنتمين إلى وطن قوي بعقيدته ودينه وجيشه العربي المصطفوي ، و نِعم الأبطال بما قدموا فداءً لامتهم ، من أرواح ودماء زكية وأمكانات ..بسخاء غير حدود. .
تلك هي قصة الاردن ... شعب يفيض حبا لله ورسوله وامته العربية والاسلامية ، وقيادة من سلالة الهاشميين الأطهار اللّذين أنجبوا رسول البشرية محمدا صلى الله عليه وسلم ، وحملوا من بعده الرسالة وأدوا الامانة باخلاص لتوحيد العرب وتاسيس اركان الامة الواحدة المتواصلة مع الشعوب بمنهج الاعتدال والوسطية .
فقد تجاوز الوطن التحديات الكبيرة والعواصف والمحن، التي توارت امام عزم الاردنين واعتزازهم بهويتهم والتفافهم حول قيادتهم الملهمة ،وبرغم قلة الموارد وشح الامكانات ، تغلب الاردن على الصعوبات كافة في إطار من التفاهم والتلاحم الوطني والنظرة المتفائلة إلى المستقبل.
واليوم ونحن نحتفل بعيد ميلاد قائد المسيرة نجدد العهد بان نحافظ على انجازات الوطن ، ونزيل كافة الشوائب التي واجهت مسيرة الاصلاح ، انطلاقا من احترام الدستور وتطبيق القانون وفرض العدالة وحماية حقوق المواطن وكرامته الانسانية وصيانة الامن والاستقرار ، والحفاظ على المشروع النهضوي للأردن والدفاع عن قضايا الامة .
الحضور الكرام ..
تعلمون جميعا بان الحكومة واجهت صعوبة في نيل ثقة البرلمان الموقر ... لكنها كانت مواجهة محمودة ...ولاشك بان الجرأة الادبية التي تمتع بها اعضاء مجلس النواب في مداولات بيان الثقة ساهمت في انجاح التجربة ، فبدون شخصيات تتحدث بوضوح وبعقل وبانصاف ...وتتصدى للمخطئ وتدعم المصيب، لن تكتمل الحياة الديموقراطية.
ومن حق نواب الوطن المساءلة في السلوكيات الحكومية من أكبر رأس فيها الى أصغر الموظفين ضمن ضوابط الدستور، انطلاقا من واجبهم في دعم الدولة واحترامها وابقائها فوق الخلافات .
وعلينا كحكومة في الوقت نفسه ان نتفهم ونحمي وسائل التعبير السلمي وبخاصة تلك التي سادت مناطق متفرقة من البلاد وعبر المواطنون خلالها عن الشكوى من زيادة اعباء الحياة وضياع الفرص والشعور بعدم العدالة ، التي أدت إلى الاحباط وخيبة الامل من التجاوزات والعثرات التي ابطأت مسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي ، ولابد ان يستند ذلك إلى ادراك الفارق الشاسع بين محاسبة الحكومات وبين انتقاد الدولة .
وواجبنا جميعا ان نتعامل مع الاختلاف على قاعدة حب الوطن لنزيل كل اسباب الخلاف ، وبرغم ان ذلك لن يضمن ان نتفق في الراي دائما ، لكنه سيسهم في إذابة الجليد والجلوس للحوار احتراما للآراء كلها ، فإن صلحت النوايا تلاقت الأهداف وتحقق التوافق الذي يرضي الجميع لصالح الوطن .
وعلى القاعدة ذاتها لابد ان نجدد التأكيد على إن الهوية الاردنية ، كل لا ينفصل، ومن يتطاول على الدولة (كائنا من كان) فقد تطاول على شعبها وسيادتها و أمنها وقلل من شأن هويتها بما فيها من تاريخ وتراث وقيم وتقاليد ورسالة ،وهذا ما لا نسمح به على الاطلاق ، فالمسؤولية ملقاة على الجميع في صون العقد الدائم مع الدولة وتمتينه والتمسك به وتحصينه من الاندفاع والاستهداف من اي جهة ولاي غاية مشبوهة .
امامنا فرصة عظيمة لتوحيد الجهود وتبادل الافكار ، من خلال الحوار الشامل الذي امر به سيد البلاد ، ونعمل على بلورته ، فمن يريد ان يسمع رايه لابد ان يذهب إلى الاردنيين ويستمع إليهم ويقنعهم برايه بدلا من الاتكال على قنوات اخرى .
فالمملكة ليست شارعا او ساحة واحدة في عمان وليست بضع ألاف يعتصمون هنا وهناك ، انها سحاب وام البساتين والفحيص وشفا بدران وناعور وام العمد والموقر ، والشونة الشمالية واربد والكرك والرمثا ومعان وجرش ومادبا ووادي موسى والمفرق والعقبة والازرق والطفيلة والسلط وعجلون والزرقاء ، وكل قرية اردنية بمن فيها من النشميات والنشامى المخلصين .
الاخوات والاخوة الحضور
دعوني اعترف لكم بانني خلال بضع سنوات مضت ، وفي الاسابيع والايام التي اعقبت تكليفي بتشكيل الحكومة ، جلست مع عدد كبير من الناس ، حزبيين وسياسيين ولجان مراة ونقابات ومتقاعدين عسكريين ومعلمين وغيرهم ....وقد ترددت كلمة جامعة اتفق عليها الجميع هي العدالة .
وإذا كانت العدالة المنشودة تعني المساواة فقط ، فان الدستور ساوى بين المواطنين في الحقوق والواجبات وعلينا ان نحترم الدستور ونهتدي به في كل شيء ، في توفير فرص العمل ، وفي توفير فرص التقدم الوظيفي ، وفي توزيع مكاسب التنمية ، في التعليم والصحة وميادين كثيرة .
، لكن العماد الاخر للعدالة هو الانصاف ، فتقدير الكفاءة المتميزة انصاف ، واعطاء الاولوية لاوائل الخريجين انصاف ، وانشاء نقابة للمعلمين انصاف ، وتكريم المتقاعدين العسكريين وذوي الشهداء انصاف ... كما ان تعظيم الانجازات الوطنية انصاف ، فانصاف الاردن لا يتم بمساواته او مقارنته مع غيره من الدول التي فقدت المبادرة وانحرفت عن مبادئها ، وإلا سيكون ذلك ظلما وجريمة نرتكبها بحق انفسنا .
وفي الختام ...نعلنها من هذا المنبر الاصيل .. وهاماتنا لا تنحني إلا لله عزل وجل ، بان الروح الاردنية غنية بالكرامة والخصال العربية الشريفة وبعشق الوطن ،وبالحب والولاء الخالص لجلالة الملك عبد الله الثاني ، الذي يحمله الاردنيون في قلوبهم وضمائرهم لما يرونه رأى العين وما يعلمونه علم اليقين من جهود جلالته العظيمة التي تسبق الأمل إلى العمل لتحقيق طموح الاردن نحو التقدم والازدهار .
تلك الجهود الهاشمية المباركة اولها شكر وأخرها ذكر ودعاء يلهج به أبناء الوطن بان يحفظ عبد الله الثاني قدوتنا ومليكنا المفدى وقائدنا العظيم الذي سلمت نيته وصفت سريرته فأمدّه الله بعونه وقواه بعزمه وأيده بنصره .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,
المفضلات