كتبت - ريم الرواشدة- تستدعي حالة تلوث آبار الهيدان في محافظة مادبا قبل 20 يوما وقفة مراجعة باتجاهين:الأول يتعلق بمراقبة صهاريج النضح والثانية حول مسؤولية المواطن في الحفاظ على مصادر المياه.
فحماية المصادر المائية لم تعد حكرا على أجهزة الدولة بل هي مواطنة تستدعي تعاون المواطنين باعتبارهم المتضرر الأول ولما سيعانوه من انقطاع للمياه و كلفة مالية تجعلهم تحت رحمة أصحاب صهاريج المياه.
تعود بدايات القصة،إلى الخامس من الشهر الجاري،إذ بعد فحوصات لمختبرات سلطة المياه ووزارة الصحة تأكد تلوث مياه سيل الهيدان الذي يمر ويقود إلى 9 آبار مخصصة لمياه الشرب،بمياه خارجة عن المواصفة، وأظهرت النتائج أن أكثر من60% من تلوثها سببه مياه ملوثة مصدرها إنساني ،وهي حادثة تقع لأول مرة في تاريخ الآبار العاملة منذ عام 1989.
النتائج تلك تشير إلى حجم كمية المياه التي أدت إلى تلوث الآبار والتي تجزم ضمنا أنها لم تأت إلا من خلال حمولة كبيرة لا يتيحها إلا صهريج نضح يستطيع تحمل تلك الكميات،فضل سائقه توفير تنكة ديزل بعشرة دنانير ليفرغ حمولته في السيل دون أن يدري التبعات المالية والمعاناة والجهد التي تكبدها المواطن والأجهزة المعنية بعد ذلك.
في هذا الصدد، يقول أمين عام سلطة المياه أن «السلطة لن تسمح بأي حال من الأحوال بضخ مياه للمواطنين خارجة عن المواصفات حتى لو لم يتم تزويدهم لأيام أو أسابيع، فنوعية المياه خط احمر لا مجال فيه للمساومة تحت أي حال من الأحوال».
ويزيد «أنه للأسف ما حصل في أبار الهيدان قبل نحو أسبوعين،أمر محزن و مؤسف فغياب الرقابة تسبب في تلويث مياه السيل وعطب عمل 9 آبار تغذي محافظة مادبا و جزء من العاصمة عمان يبلغ إنتاجها 1400 متر مكعب في الساعة».
ويلفت إلى أن العلاقة مترابطة بين تغذية المياه السطحية للمياه الجوفية فأي مياه سطحية ملوثة يؤثر مباشرة على المياه الجوفية فتوقفت الآبار عن العمل لمدة أيام ،توقف معها تزويد المواطنين في محافظة مأدبا بالمياه وفق برنامج التوزيع الأسبوعي واضطروا لشراء المياه من الصهاريج وبكلف مرتفعة».
ويزيد :«حماية المصادر المائية يجب أن تكون مسؤولية مشتركة من قبل أجهزة الدولة المعنية بالبيئة وتقع على عاتق المواطن مسؤولية كبيرة في عدم السكوت على من يلوث مياه السيول بشكل عام».
واستطرد :»فنحن وحدنا لا نستطيع أن نراقب كل المصادر المائية السطحية ،وأدعو المواطنين للتبليغ عن كل من تسول له نفسه لتلويث المياه الجارية من سيول و ينابيع بأي شكل من أشكال الملوثات وحادثة الهيدان كان سبقها تلوث في عجلون بفعل مياه الزيبار وقد كبد المواطنين و الأجهزة المعنية جهدا وكلفة مالية كبيرة».
ويشير مواطنون من محافظة مادبا إلى أن المعاناة كانت كبيرة لعدم تزودهم بالمياه وفق برنامج التوزيع الأسبوعي ،ورغم شكواهم المتكررة لسلطة المياه إلا أنهم انتظروا نحو 12 يوما لتصلهم المياه،تكبدوا فيها شراء صهاريج المياه وكانت فرصة لأصحاب الصهاريج للتحكم بهم ليرتفع سعر المتر المكعب إلى6 دنانير،مشيرين إلى انه لا بد من مراقبة المياه الجارية مراقبة حثيثة لمنع تكرار الحادثة.
ويتساءلون إن كان دور وزارتي المياه والصحة مراقبة نوعية المياه التي تضخ لهم فأين دور وزارة البيئة في مراقبة صهاريج النضح التي باتت تفرغ حمولتها في المكان الأوفر لها وضرورة تشديد الرقابة والعقوبات على المخالفين.
ويقترحون أن تخضع صهاريج النضح لنظام مراقبة وتتبع الآليات المعمول به في أكثر من مؤسسة،يمكنهم من معرفة اتجاهات هذه الآليات ومسار طريقها ويحصرها لتفريغ حمولتها في المكبات المخصصة لذلك وليس في مجاري الأودية والسيول.
قبل 6 أيام، عادت الآبار الـ9 للعمل تباعا بعد أن استقرت نوعية مياهها وغسلت،وفرغت خزانات تجميع المياه في الواله،لب،مادبا وتم تعقيمها وانتهى التلوث إثر نتائج فحوصات مكثفة مشتركة بين المياه والصحة ،وأعطت الأخيرة قرارا بإعادة تشغيلها فانتظم برنامج توزيع المياه الأسبوعي،لكن السؤال يبقى مطروحا:من يضمن عدم تكرار الحادثة مرة أخرى في ذات المكان و باقي مناطق المملكة؟.
رد مع اقتباس
المفضلات