حميد دبوان، نيوزيمن:
وسط ما تشهده المحافظات اليمنية لليوم التاسع على التوالي من مظاهرات ومسيرات سلمية مطالبة بالتغير وما تقابله تلك المسيرات من أعمال عنف و صل حد إطلاق الرصاص الحي وإلقاء القنابل على المعتصمين سلميا، وجد بعض النواب في الحزب الحاكم أنفسهم محصورين في زاوية محدودة داخل البرلمان الذي تفتقر جلساته لتطبيق نصوص لائحته الداخلية بخصوص النصاب.
فقرر(10) من نواب الحاكم اليوم الخروج عن صمتهم وتبين مواقفهم المناوئة لاستخدام العنف في قمع المتظاهرين سلميا، بدلا من إقرار قوانين تسهم في تأجيج الوضع.
البرلمان عقد جلسة اليوم السبت بحضور (50) نائبا فقط، رغم اعتراف رئيسه (يحيى الراعي) بأن النواب ""تزالوا إلى دوائرهم"، مطالبا نواب المجلس على التصويت برفع جلساته لمدة أسبوعين، لكن طلب الراعي لم يبدو مقنعا من وجهة نظر النواب، لا سيما في ظل ما تمر به الساحة المحلية حاليا من أعمال عنف متصاعد في وجه حرية التعبير، فطالبوه بافتتاح الجلسة.
النواب اعتبروا بأن رفع جلسات المجلس حاليا يعطي صورة سلبية عن المجلس "بتخليه عن حماية الناس من البلاطجة" كما قال النائب علي ألمعمري، الذي قرر الانسحاب من جلسة اليوم احتجاجا على رفض الراعي السماح له الحديث عن ما تمر بها البلد.
ألمعمري أكد ضرورة أن يلتئم المجلس في هذه الظروف وأن يواصل جلساته، وان تستدعي اللجنة الدائمة للمؤتمر نوابها في المجلس للحضور يوميا، مطالبا المجلس الوقوف بحزم أمام الأحداث الدامية التي تشهدها المحافظات اليمنية.
النائب (عبد السلام زابية) تمنى بأن يسهم النواب الذين نزلوا إلى دوائرهم بالتهدئة من الوضع الراهن بدلا من التحريض على المسيرات والمظاهرات السلمية، من خلال تنظيم مظاهرات مؤيدة (لصالح).
لكن ما يتعرض له المتظاهرين سلميا في عموم محافظات الجمهورية من أعمال قمع وبلطجة كما يصفها النائب (عبد بشر) تستدعي إدانة البرلمان وشجبه إضافة للاعتداءات التي طالت صحفيين وطلاب جامعات-حسب تعبيره- منتقدا من قال بأنهم يريدون جنائز يلطمون قيها ومن يستأجرون بلاطجة للاعتداء على المتظاهرين سلميا بهدف التجمل مع الرئيس صالح، مشيرا إلى أن الرئيس صالح حكم البلاد لأكثر من (33) عاما لانه لم يكون دمويا حينها، وأنه في غنى عن التجمل بضرب الطلاب والصحفيين والأبرياء.
واعتبر (بشر) إلإعتداء على الصحفيين من قبل الحاكم يتناقض مع مطالبتهم بتغطية أحداثه، مستشهدا بنقل فعالية تعز التي لم تنقلها سوى الفضائية اليمنية، وتعرض مراسل العربية للضرب وتكسير سيارته قائلا" مدير مكتب العربية رغم ولائه تعرض أمس للضرب والتكسير".
وأكد (بشر) وقوفهم مع الرئيس صالح لكنه اشترط مغادرة من وصفهم " عائلة الطربلسي في صنعاء" من ميدان التحرير والتحريض على المتظاهرين سلميا وكذا محاسبتهم.
وانتقد (بشر) ترديد مسئولي الدولة شعار (لسنا مصر وتونس أو ليبيا) قائلا "السنا دولة عربية وإسلامية لشعبها حقوق مشروع وبقى أن نقول بأننا ارحم الراحمين". الراعي الذي حاول أكثر من مرة مقاطعة بشر، أشار إلى أن المجلس "سيعمل بيان نشجب فيه أعمال العنف والشعارات التي تسيء للمسئولين".
ليغلق ببيانه باب الحديث عن أوضاع اليمن والشروع في التصويت على مشروع قانون الحجر النباتي. غادر بعده قاعة المجلس عدد من النواب احتجاجا على البيان الذي اعتبروه ساوى بالإدانة بين من يطرقون أبواب التغيير سلميا من خلال ترديد الهتافات والشعارات المطالبة بالإصلاحات وبين من تعمدوا التعرض لهم بالعصي والحجارة. وقد أعلن النواب من خارج قاعة المجلس عن استقالتهم من الحزب الحاكم وتشكيل كتلة برلمانية مستقلة للدفاع عن القضايا الوطنية كما رد النائب (عبد العزيز جباري) على سؤال لـ(نيوزيمن) حول ما إذا كانوا سيستقلون من الحاكم قائلا" نحن سنشكل كتلة مستقلة هدفها الوقوف مع القضايا الساخنة وأنت افهم الباقي". النائب (عبد بشر) قال لـ(نيوزيمن) بأن عدد أعضاء النواب الذين قرروا الانسحاب من المجلس يتجاوزون العشرة أعضاء، مشيرا إلى أنهم سيجتمعون اليوم لإصدار بيان تضامني مع ما يتعرض له طلاب الجامعات والمعتصمين سلميا في عموم محافظات الجمهورية. مشيرا إلى أن انسحابهم يأتي احتجاج على رفض الراعي لمناقشة قضايا الوطن واستبدالها بالحجر النباتي، ورفض المجلس لمطالبهم بالوقفة الجادة تجاه ما يتعرض له المواطنين. واعتبر (بشر) ما يحدث في ميدان التحرير وإلقاء القنابل بأنها أعمال بلطجة. ومن بين الذين شوهدوا ينسحبون اليوم من قاعة المجلس نائب الراعي (حمير الأحمر) لكن لم نتأكد بعد ما إذا كان قد قرر الانسحاب مثل بقية زملائه أم لا.
مغادرة قاعة البرلمان، لاتخاذ موقف الانسحاب من جلسة اليوم على اساس الاجتماع (10) نواب من الكتلة وقد أرجع رئيس المجلس ذلك إلى غياب كتل المحافظات (تعز- لحج- أبين- عدن) وغيرها من المحافظات عملها لا يبعد كثيرا عن إقرار قوانين.
رد مع اقتباس
المفضلات