المفرق – توفيق أبوسماقة - بينت دراسة لمدير دائرة اثار محافظة المفرق الباحث الدكتور عبدالقادر الحصان أن الحاجة أصبحت ملحة للتوجه إلى التخطيط المستدام الذي يهدف إلى تحقيق إستدامة إستخدام الموارد الطبيعية بالشكل الأنسب والتفكير في حق الأجيال القادمة من هذه الموارد الآخذة بالنفاد إذا لم يحسن استخدامها وبالسرعة الممكنة.
ومن هذا المنطلق, لم تعد الحماية والحفاظ على الموارد الحضارية والثقافية أمراً كافياً , بل اتجه التفكير إلى تحقيق إستدامة هذه الموارد على المدى البعيد والإستفادة منها من الناحية الاقتصادية كذلك,وذلك لأنها تشكل ثروة قومية لجميع الأجيال الحالية واللاحقة وهي ملك لهم جميعاً تقع عليهم مسؤولية حمايتها والحفاظ عليها كي تبقى جسرا صامداً تعبر عليه الأجيال المتعاقبة وراية مرفوعة على مدى الأيام.
ويتطلب الأمر كذلك إعادة النظر في القوانين والتشريعات الخاصة بالبناء والإسكان بما يتناسب مع الحفاظ على الموارد الثقافية والحضارية. وتطرق الدكتور الحصان الى الناحية المعمارية حيث أن إجراء إحصاء شامل وتوثيق لجميع المباني التاريخية والاثرية والتراث الفكري والثقافي بشكل كامل وذلك كمشروع وطني شامل يقع على عاتق كافة الأطراف المعنية قبل البدء بعملية الحفاظ عليه والإسراع في معالجة وترميم المباني ذات الحالة المتردية حسب الاولوية بخطة سنوية قريبة وبعيدة المدى. واشار الى ضرورة المحافظة على الطابع التاريخي والأثري للمناطق التاريخية والأثرية والبلدة القديمة عند القيام بعمليات الترميم والتجديد والصيانة والالتزام بالشروط والمعايير المعمارية الخاصة بذلك.
ولم يغفل الحصان أهمية دور الإعلام في تنفيذ برامج دعائية لتشجيع النشاط التجاري في البلدة القديمة ( الموقع الآثري ) من حيث قيام المهرجانات السنوية والمعارض والندوات التي تهتم بالتراث الشعبي والحرف التقليدية واليدوية الشعبية.
الى جانب تخصيص بعض المباني ذات القيمة التاريخية والاثرية المميزة لاستخدامها لعرض الأعمال الفنية والإشغال اليدوية والقطع الاثريه والمتاحف.
وشدد الحصان على ضرورة تخصيص ميزانية سنوية من الميزانية العامة للدولة (دائرة الآثار العامة ووزارة التخطيط ووزارة الثقافة ) وكذلك التوجه لإنشاء جمعيات تهدف إلى جمع التبرعات المحلية والدولية. وبينت الدراسة أيضا أن الناحية البيئية تلعب دورا اساسيا في عملية الحفاظ على المقتنى الاثري في كافة مناطق المملكة من توفير شبكة كهرباء بشكل منظم وحضاري وتوفير شبكة مياه وصرف صحي بحيث تعمل على تصريف مياه الأمطار. وبحسب الدراسة فإن الناحية الإجتماعية المتمثلة بالعمل على نشر التوعية الشعبية وتعريف المجتمع بمفهوم المحافظة على التراث الثقافي والحضاري للمدينة وأهميته على مختلف المستويات التعليمية والفكرية والثقافية , ابتداءً من المدارس الابتدائية وحتى التعليم الجامعي والعمل على تعديل المناهج الدراسية بإدخال مواد خاصة بذلك وأهمية إنشاء المعاهد الفنية لتدريب الكوادر الفنية والمتخصصة في الحفاظ على الموارد الثقافية والحضارية في المناطق ذات الأبعاد الحضارية السياحية (صناعة الفخار،صناعة الفسيفساء وغيرها).
المفضلات