المقال التالي منقول من جراسا نيوز
وسط أجواء عربية ساخنة ولدت من رحم السبات العميق ثورة إنسانيه ثار بها المواطن العربي على من حرمه من اقل مقومات الحياة,نعم انه الجوع...فحذارِ من جوعي و عطشي.ها هم العرب أفاقوا بعد أن كانوا جثث واشلاء لا حول لهم ولا قوة,ولكنهم اثبتوا للعالم أن الشعب إذا أراد فعل وان السلطة مهما كانت فهي تحت عرش الشعب,تحية عز واحترام مغموسة بدم شهداء تونس ومصر الطهراء إلى الشعوب العربية إلى نسل عدنانَ.
نجحت تونس وسقط نظامها, أراد شعب مصر وكان له...وها هي خطا الأحرار على ميدان التحرير وصل صداها لليمن والجزائر ليعود لنا ببراعم ثورة جديدة تفض عصر الديكتاتورية والظلم,ونحن في الأردن نعلنها جهارا أننا لن نكون اقل من إخوتنا بل سنكون عبرة للوفاء للوطن وحبه,لا اقصد إننا نختلف عن اخواننا العرب ولكن الأردن مبني على أساس متين وظروف جعلته مكون من لبنات قويه لا يهزه أزمة ولا ثورة ,فالأردن يرتكز على قاعدة عشائرية صلبه نبعت من الأصل العربي الطيب ووشمت بالشهامة والفراسة وحب الوطن.هذا ما يجعلنا نختلف بمعطيات الثورة عن غيرنا ,فنحن نريد التغيير بكل ما له من أوجه حتى نصل إلى أردن يقوى باقتصاده ويزهر بسياسته ويعلو بشأنه عالياً.
يتناثر الفساد في الأردن كما هي حبات الجدري على وجه طفل بريءٍ ويشوهه, أصبح الفساد في الأردن بعوضة تحمل داءً خطيرا وها هي تنتشر بقوه.أصبحنا نرى الفساد واضحا كما هي شمس النهار ويمر من امامنا كل يوم حتى أصبح روتين في حياة كل أردني أن يرى موظفاً فاسداً أو مستهتراً بالمال العام أو حتى لا يراه في موقع وظيفته أصلا. فتولدت قاعدة أن الفساد ينمو أينما وجد المال العام (مال الشعب).وها نحن الآن مؤهلين لفتح مدارس في علم الفساد وتطبيقاته بقيادة رجالات استحوذت على مناصب إداريه من شأنها هدر المال العام والتصرف به بما يرضي مصالحها ويغذي أرصدتها ,هؤلاء الفاسدين هم من عاثوا بالأردن تدميرا وهان عليهم الوطن.
رأينا وسمعنا وانتظرنا وفاض صبرنا ,هذا الأردن لا يحتمل المراهنة أو المزا وده عليه وليس معروض للنهب والسرقة,هذا الأردن محمي من أبنائه ,رصيده من شموخِ وعزةِ أبنائه يكفيه لأن يقول لهؤلاء الفاسدين قفوا مكانكم ها هي السجون مرتعكم وسيعيث بكم القمل والجرب أيها الطامعون ,لا تراهنوا على تراب الوطن فتراب الوطن على الأردني أغلى من دمه.
لا يحق لنا كأردنيين أن نعلن الثورة ,لان إخواننا في تونس ومصر قد أعلنوها من قبلنا ووصل لنا صداها,ولكن ستكون ثورتنا ثورة تعديل للطريق الأسود الذي يسير الأردن إليه,نحن نريد أن نعيد توجيه الأردن إلى الدرب الذي سار عليه سابقا,الدرب الذي لا ينتهي وحدوده السماء ,إلى درب النجاح والازدهار,فالأردن للأردنيين وهو بيتهم وكل منّا رب هذا البيت ويُسأل عنه يوم الدين ويدافع عنه ما دام حياً.
لهذا لم يصمت الشارع الأردني وبدأ المظاهرات السلمية وأعاد للشارع نبضه المسموع لكل أردني حر وغيور على بلده, وها نحن نزيد من نبض الشارع ليسمعَ كلًّ من به صمم.
وفي ليلة وضحاها اختزلت الحكومة الشعب ب 120 نائبا ,وقالوا لنا هؤلاء من يمثلوكم وفي ليلة أخرى من قصة ألف ليله وليله ,قالوا لا جوع لا ظلم لا فساد ونحن بلد التعددية السياسية وبلد الديمقراطية والأحزاب وأشعرونا إننا نعيش بالمدينة الفاضلة في زمن حمورابي.أصبحنا شيكات مجيره من النواب إلى الحكومة نعطي الثقة بنسبة 93% لحكومة نتظاهر لإسقاطها!!!
وذهبت الحكومة وأتت من تلتها وخرج دولة سابق براتب تقاعدي ودخل دولة جديد ليبحث عن ثقة النواب!!! أي ثقة يتحدث عنها هذا الرئيس...فمجلس النواب أصبح لا يمت للشعب بصله ونطالب بتغيير اسمه من مجلس الشعب إلى مجلس الحكومة.
أصحاب المعالي ,دولة الرئيس...من حقكم أن تُمهلوا لتأتوا بما وعدتم...وان لم تأتوا فاذهبوا واتركوا عجلة الإصلاح تمشي من دون معوقات.ولكن اعلموا أن فاقد الشيء لا يعطيه فلا تطلبوا ثقة النواب حتى يأخذوا الثقة من الشعب أولا حتى تقولوا إن حكومتكم نالت ثقة الشعب,لكي لا يتكرر سيناريو ثقة حكومة الرفاعي بمرتبة الشرف 111 والتي تم إسقاطها من الشعب,وهذا يوحي أن لا علاقة للشعب بالنواب ,وكأنهم لا يمثلونهم بل يمثلوا معارضةً لهم.
فاعلمي يا حكومة أن كل أردني أولى منك بمصلحة أردنه وأن أهل مكة أدرى بشعابها.فان كنت غير قادرةً على التغيير فاجعلي التغيير يبدأ بك,فمنذ سنوات سمعنا عن حكومات التغيير التي سوف تعصف بنا إلى الإصلاح ولم نسمع إلا بأسماء جديدة منشأها بعيدا عن تكون منخفضات الإصلاح,أيها الحكومة لقد أتيت في وقت لا يحتمل الخطأ أو التجربة ,فالخطأ في هذا الوقت يعتبر مقتلٌ لك , فكلننا نناشدك بالإصلاح وتطهير الأردن من الفاسدين,سائلين المولى عز وجلّ أن تكون الأردن قد توفقت في اختيار الحكومة الجديدة وان تركزي بخطوة ثابتة على طريق الإصلاح وبعدها لك من كل أردني كل دعم وتقدير.
رسائل كثيرة ستأتي لكم ,تحذركم وتنصحكم وأحيانا تهددكم ,أحيانا أخرى تذكركم –إن كنتم قد نسيتم- أن الأردن على قلب الأردني أغلى ما يملك ,وأن الإنسان الأردني على الأردن أغلى ما يملك.فعلاقة الأردن بالأردني أقوى من مصالحكم وألقابكم ورواتبكم وجاهكم وكلامكم إن كانت طياته لا تمتزج بالأفعال.
فاحذروا ثورة الجياع,واحذروا الأردني إذا غضب .وأدام الله لنا حكم الهاشميين الرشيد ,ونفتخر بسيدنا عبدالله الثاني تاجا يتوج جبين الأردن,ويبقى جلالته شعاع النور الذي نبصره حينما يحل الظلام.
زيد صبري الداود
0796610130
zaidsd@gmail.com
رد مع اقتباس
المفضلات