احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: طفل التوحّـد.. مشكلاته والتعامل معه

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2006
    الدولة
    الاردن
    العمر
    36
    المشاركات
    9,891
    معدل تقييم المستوى
    3506862

    طفل التوحّـد.. مشكلاته والتعامل معه

    طفل التوحـّـد.. مشكلاته والتعامل معه




    - لا تزال أسباب ''التوحد'' تؤرق العديد من الأسر التي لديها أطفال يعانون من هذا الاضطراب والذي حدا بأطباء وتربويين ومتخصصين إلى التركيز على دراسته للتوصل الى اسلوب فاعل في التعامل معه.
    والتوحد هو ''حالة قصور في الإدراك ونزعة انطوائية انسحابية تعزل الطفل عن عالمه ويصبح متقوقعا حول ذاته''. وقد لوحظ مؤخرا وبحسب ما جاء في التقرير الذي نشره معهد أبحاث التوحد ، Institute Autism Research''''و مركز الأبحاث في جامعة كامبردج ازدياد حالات التوحد بنسبة كبيرة لتصل من 5 حالات إلى 75 حالة لكل 000,10 للفئة العمرية من ( 5-11 سنة )،وربما يعود ذلك إلى زيادة معرفتنا الدقيقة بأعراض التوحد مما جعل بمقدورنا أن نشخصه بدقة وهو الأمر الذي ساهم في إبراز نسبة انتشاره الحقيقية فبدت أعلى بكثير مما كانت عليه من قبل .

    أن السبب الرئيس للإصابة بالتوحد غير معروفة ولا تزال النظريات العلمية عن التوحد غير مثبتة ، بما في ذلك أثر العوامل الوراثية للإصابة به ، وعلى الرغم من ذلك فهناك دلائل على وجود أسباب عضوية مثل التعرض للإصابة في الدماغ ، أو استعداد بيولوجي أو عيوب في الجهاز العصبي .
    وهناك دلائل حديثة تشير إلى أن مسببات التوحد ناجمة عن أسباب فسيولوجية عصبية ، والبعض يفسر التوحد على أنه عيب في اللغة بالإضافة إلى بعض العوامل الكيميائية و العضوية. وهناك بعض الآراء تذهب إلى وجود ارتباط لهذه المشكلة مع اصابة الأم الحامل ببعض الأمراض كالحصبة الألمانية أو الحصبة العادية أو النكاف.

    وهناك من يربطه أيضاً باضطراب في جين معين وهناك من يربطه كذلك بشذوذ كروموسومي معين ومع ذلك فإن صورة اضطراب التوحد في تلك الحالة تظل لا نمطية ورغم كل هذا هناك رأي قوي يذهب إلى ربط مثل هذا الاضطراب بالتصلب الدرني للأنسجة.
    وتؤكد دراسات التوائم أن هناك سبباً جينياُ لهذا الاضطراب حيث أنه قد تكرر في حالة التوائم المتشابهة بنسبة 92% في مقابل 10% فقط للتوائم غير المشابهة، كما ان احتمال ولادة طفل توحدي آخر في الأسرة التي لديها طفل توحدي واحد لا يتجاوز 3% تقريباً، ورغم كل ذلك فليس هناك رأي يمكننا أن نتمسك به وندعي أنه هو المسئول الأول أو الأساسي عن ذلك الاضطراب.
    وتشير هولينز (2002 ) Hollins أنه من المفترض أن تكون هناك عدة جينات تعد في مجملها المسئولة عن التوحد ، فحددوا لذلك الكروموسومات أرقام 7,9، 15 ولكنهم استبعدوا بعضها بعد ذلك، وشرعوا يبحثون عن غيرها حيث رأوا أن تلك السلوكيات المرتبطة باضطراب التوحد إنما ترجع في الأساس إلى عدة جينات مختلفة، وأن تعاطي الأم الحامل للعقاقير المختلفة، أو للكحول، أو تعرضها للأمراض، أو التسمم بالمعادن يتفاعل مع تلك المكونات الجينية فيجعلها تؤدي إلى حدوث مثل هذا الاضطراب.
    وبذلك يتضح جلياً تضارب الآراء حول هذه الأمور خاصة وأن هناك رأي قوي آخر يذهب إلى أن هناك شيئاً ما خطأ قد وقع بالفعل بين الحمل والولادة فأدى إلى حدوث تغيير في كيمياء المخ وذلك على الرغم من عدم القدرة على تحديد ذلك الأمر. لكنه في كل الأحوال هنالك خلل وظيفي عصبي .

    ويعد التوحد بمثابة اضطراب نمائي عام تظهر آثاره في العديد من الجوانب الأخرى للنمو وتنعكس عليها، كما أن مثل هذه الآثار تبدو على هيئة سلوكيات تدل على قصور من جانب الطفل.
    و التفسير العلمي لحالة التوحد أنه إعاقة تطورية تؤثر على التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي وتشير باتريشيا هاولين (1997) Howlin, P. إلى أن التوحد عادة ما يقع ضمن الإعاقات العقلية العامة التي يزداد انتشارها بين البنين قياساً بالبنات إذ تصل النسبة بينهما 1:4 ولقد تم اكتشافه على يدي ليو كانر عام 1943م وتم تصنيفه من الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية حيث تم اعتباره في بداية نمط من فصام الطفولة و اضطراب في السلوك، و في عام 1994م ونتيجة للأبحاث والدراسات التي أجريت على التوحد تم تعريفة باضطراب نمائي عام يؤثر على جوانب النمو الأخرى وفي مقدمتها الجانب العقلي المعرفي، وأن آثاره تنعكس بشكل واضح في سلوكيات الطفل.
    وتشير الدراسات فيما يتعلق بمستقبل طفل التوحد إلى انه يحدث تحسن في الحالة بين( سن 6 إلى 7 سنوات) ونسبة 20 % من اطفال التوحد يمكن أن تخدم نفسها وتعيش باستقلالية أما الباقي فهم بحاجة إلى مساعدة ،حيث يبدأ التوحد في سن الثلاث سنوات الأولى من العمر.
    ومن المهم أن نعرف انه ليس جميع أطفال التوحد مستوى ذكاءهم منخفض ... فحسب الإحصائيات أن ربع الحالات من الأطفال المصابين بالتوحد ذكاءهم في المعدلات الطبيعية فضلاً عن أن تشخيص الطفل التوحد لا تتم بزيارة واحدة للطبيب بل تستغرق وقتا للتأكد من الحالة..فهذا التشخيص لا يطلق بسهولة على أي طفل ألا بعد الملاحظة المكثفة و عمل اختبارات نفسية و ملء استبيانات و تحليلها.

    و هنالك بعض الامراض التي قد تكون مصاحبة احيانا لمرض التوحد و ليس دائما من مثل :
    - متلازمة ''فراجايل'' وسببه عيب تركيبي كروموسومي وله صفات معينة في الطفل مثل بروز الإذن ، كبر مقاس محيط الرأس ، و مرونة شديدة في المفاصل و ايضا تخلف عقلي .
    - مرض فينل كيتونيوريا هو مرض وراثي سببه أن الحمض الاميني فينل الانين لا يتم تحوله الى حمض آخر في الجسم و ذلك بسب نقص أو عدم نشاط إنزيم معين في الكبد مما يسبب تراكم هذا الحمض في الدم والمخ . ويتم التشخيص المبكر عن طريق فحص الدم وقد اصبح هذا الفحص ضروري لكل طفل يولد حيث انه يحمي الطفل من التخلف العقلي - مرض التصلب اللويحي ..

    أعراض اضطراب التوحد

    ويشار الى أن الأطفال التوحديين يعانون من قصور واضح في معدل نموهم المعرفي وفي قدراتهم المعرفية المختلفة. كما أنهم من جانب آخر يعانون من قصور واضح في مجالات أخرى تعد بمثابة ثوابت أساسية يمكن أن نعرف هذا الاضطراب من خلالها، وهي علي النحو التالي:-

    1- قصور في نموهم الاجتماعي:- يتمثل هذا القصور من جانب أولئك الأطفال الذين يعانون من ذلك الاضطراب في وجود صعوبات ومشكلات اجتماعية عديدة من مثل :
    -صعوبة في إقامة العلاقات الاجتماعية المتبادلة.

    - قصور الانتباه المشترك من جانبهم.-عدم قدرتهم على التعاطف مع الآخرين.

    - صعوبة فهم القواعد الاجتماعية من جانبهم

    .- عجزهم عن الارتباط بالأقران.

    -عدم قدرتهم على التواصل البصري

    .- عدم قدرتهم على فهم تعابير الوجه.

    2- قصور في التواصل مع الآخرين:
    -يعاني هؤلاء الأطفال أيضاً من قصور في التواصل سواء لفظياً أو غير لفظي حيث أن هناك 50% منهم على الأقل لا تنمو اللغة لديهم على الإطلاق، وبالتالي لا يكون بمقدورهم استخدام اللغة في الحديث أو استخدامها للتواصل، أما النسبة الباقية فإنها تعاني من قصور واضح في نمو اللغة لديهم حيث يتأخر ذلك النمو بشكل ملحوظ، ولا يكون لديهم سوى بعض الكلمات القليلة، ومع ذلك لا يكون بإمكانهم استخدامها في سياق لغوي صحيح كي تدل على معناها الذي نعرفه نحن، كما أن لغتهم التعبيرية تتسم بالتكرار، والترديد المرضي للكلام ، والنطق النمطي لتلك الكلمات التي يعرفونها، وعدم القدرة على إجراء محادثات متبادلة مع الآخرين أو وابدال الضمائر، كما ان نغمة الصوت وإيقاعه من جانبهم يكونا غير عاديين، هذا بخلاف الاستخدام الشاذ أو غير العادي للإيماءات.
    ومن ناحية أخري فإن قدرتهم على التظاهر أو اللعب التخيلي تمثل جانبا آخر من جوانب القصور التي يعانون منها. أما قدرتهم على الفهم والاستيعاب من جانب آخر فهي محدودة جداً، كما انهم يكونوا غير قادرين على فهم وإدراك المفاهيم المجردة.
    3 - اهتمامات وميول وسلوكيات نمطية وتكرارية:-ان أنماط لعبهم تكون تكرارية ونمطية، وهم يقومون بجمع أشياء معينة غالباً ما تكون غير ذات قيمة أو جدوى لهم، ويضعونها في صف.
    كذلك فمن أهم الأمور التي تميزهم التعلق بأشياء غير عادية والانجذاب إليها، والانشغال الشديد بموضوعات أو أمور معينة، ومقاومة أي تغير يمكن أن يطرأ على بيئتهم المحيطة حتى وإن كان مثل هذا التغير بسيطاً، والإصرار على التمسك بروتين صارم في أداء الأشياء إلى جانب القيام بحركات نمطية معينة.
    العلاج
    هناك العديد من العلاجات للتوحد ، إلا أن الوسيلة الأفضل لمساعدة هؤلاء الاطفال تعتمد في الأساس على تكوين علاقة معهم تضمن الاستمرار في التواصل . ويرتكز العمل لحالة هؤلاء الأطفال على أسلوب التواصل معهم ويرى العلماء أنه لا يوجد هنالك علاج معتمد للتوحد ، ولكن هناك وصفات مختلفة حسب اختلاف الحالة ، وأن معظم العلاجات قد تصلح لأشخاص ولا تصلح لآخرين . ومهما كانت طريقة العلاج إلا أنه من الضروري العمل على وضع خطة علاجية خاصة بكل شخص لتقابل احتياجاته المتفردة .
    فيما يلي بعض الطرق العلاجية المستخدمة:
    1- التعليم والتدخل المبكر : هذا من انفع واهم الوسائل بالنسبة للطفل التوحدي حيث اثبتت الدراسات ان كلما تلقى الطفل برامج التعليم المخصصة مبكرا من عمر 3 سنوات كلما كانت النتيجة المستقبلية افضل .

    وتسهم برامج التدخل المبكر في الحد بدرجة كبيرة من تلك المشكلات المتباينة التي يعاني الطفل منها فتنعكس على الأسرة كذلك حيث أن عدم التعامل بفاعلية مع تلك المشكلات يقلب حياة الأسرة رأساً على عقب، ويجعلها لا تطاق، كما أن النجاح في التعامل من خلال تلك البرامج ييسر التفاعل بين أعضاء الأسرة

    2- الغذاء حتى ألان لا يوجد إثبات علمي يوضح ان الغذاء له علاقة بمرض التوحد .. و لكن هناك كثير من الأمهات وجدن علاقة بين الامتناع عن بعض الأطعمة وتحسن بعض الإعراض المصاحبة للتوحد مثل زيادة الحركة والنشاط من هذه الأطعمة ( القمح - الحليب و منتجاته - الخميرة ) ..

    3- استعمال بعض الفيتامينات بكميات كثيرة : لم يثبت حتى الأن أن الفيتامينات لها تأثير فعال وجذري لذا يجب توخي الحذر من استعمال مثل هذه الفيتامينات ويجب صرفها عن طريق الطبيب حتى لا يدخل الطفل في تسمم من جراء الإكثار من هذه الفيتامينات.

    4-العلاج التفاعلي الحسي _ السمعي القاعدة الاساسية في التعليم هي أن لكل شخص مصاب بالتوحد طاقاته ونسبة العجز ، وبناء عليه فلا بد وأن يتوافق التعليم مع احتياجات الطفل الشخصية وظهرت هذه الطريقة على اساس ان الأطفال المصابين بالتوحد لديهم تحسس للصوت وهذا العلاج الذي أظهر تحسن جزئي في بعض الأطفال يتمثل باسماع الطفل لموسيقى اليكترونية معينة عن طريق سماعات للرأس لمدة 30 دقيقة مرتين في اليوم لمدة عشرة أيام فقط. ويعتمد هذا النوع من العلاج على الفن والعلاج بالموسيقى والتعايش مع الحيوانات الأليفة ، وهذه الطرق العلاجية لا تعد في حد ذاتها تدخلات سلوكية أو تعليمية ، ولكنها تضيف فرصة للطفل لتنمية مهاراته الاجتماعية والتواصلية بالاضافة إلى التدخلات التعليمية والسلوكية .

    ويقدم العلاج بالفن طريقة غير لفظية للطفل للتعبير عن مشاعره ، حيث تعمل التدخلات الموسيقية على تنمية المهارات الكلامية واللغوية ، كما ان العلاج بالحيوانات مثل ركوب الحصان والسباحة مع الدولفين من شأنها العمل على تنمية مهارات الطفل الحركية التي تنمي بالتالي الثقة بالنفس .

    5- السكريتين : هو هرمون يفرز من الأمعاء الدقيقة في جسم الانسان لكي يحفز افراز بعض الانزيمات من البنكرياس ( وعادة يعطي عند اجراء بعض الفحوصات للجهاز الهضمي) وجد أنه في بعض الحالات ادى الى تحسن في الناحية اللغوية والإجتماعية عند الطفل.. والسبب إلى الآن غير معروف وهناك دراسات كثيرة جارية في هذا الموضوع.. كما ان تعاون الأهل و المدرسة في كشف أي سمة أو اعراض من التوحد مبكرا ...يخفف كثيرا من معاناة الأهل و الطفل.

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Dec 2007
    المشاركات
    1,575
    معدل تقييم المستوى
    18
    تسلم ايدك على الطرح القيم رفيق


    دمت بكل بصماتك المميزة




    ..

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2007
    المشاركات
    127
    معدل تقييم المستوى
    17
    اشكرك على الموضوع

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Jan 2008
    المشاركات
    5,971
    معدل تقييم المستوى
    22

    طرح جميل

    يسلموا على المعلومات

المواضيع المتشابهه

  1. ارتفاع درجة حرارة الاطفال علاجها والتعامل معها
    بواسطة A D M I N في المنتدى الحمل والولادة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 27-11-2013, 03:07 PM
  2. التوتر و الكرب والتعامل معهما
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 19-05-2011, 10:59 AM
  3. حساسية الطعام أعراضها والتعامل معها
    بواسطة الاسطورة في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 22-07-2009, 12:14 PM
  4. سلوك التأتأة,اسبابه والتعامل معه
    بواسطة الاسطورة في المنتدى منتدى الطفل - الرضاعة - التربية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 20-07-2009, 12:33 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك