اجراه: سنهوري عيسى
ازدادت في الفترة الاخيرة واردات البلاد من السلع الاستهلاكية وتفاقمت فاتورة الوارد لتبلغ مليارات الدولارات للسلع الغذائية والسيارات والمواد الكهربائية مواد البناء بينما تفاقمت ظاهرة التهريب والغش التجاري عبر الحدود وتزداد المخاوف الآن من زيادة التهريب بعد أن جاءت نتائج الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان بالانفصال لا سيما وان الحدود بين الشمال والجنوب كبيرة ويصعب ضبطها.. هذه القضايا وغيرها طرحناها على الدكتور محمد عثمان ابراهيم - المدير العام للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس - ما هي حقائق ارقام واردات البلاد من السلع الاستهلاكية وما نوعية السلع التي تتصدر قائمة الواردات؟
السلع الغذائية في الصادر
حسب الارقام التي بين ايدينا معظم وارداتنا سلع استهلاكية سواء أكانت غذائية أو مشروبات، حتى اليوم العشرين من ديسمبر الماضي بلغت (1.6) مليون طن قمح و(86) ألف طن دقيق، وأكثر من (800) ألف طن سكر وهذه واردات ضخمة ومكلفة جداً، وفاتورة القمح قد تعادل (800) مليون دولار وعند مقارنتها بالسلع الاخرى تجدها فاتورة ضخمة.
* ما الذي يأتي في المرتبة الثانية من حيث الاستيراد؟
- السيارات، ما تستورده البلاد من سيارات تشكل فاتورة عالية وهنالك بعض السيارات تأتي كعفش شخصي، وهذا النوع من استيراد السيارات لدينا مشاورات مع ادارة الجمارك لاخضاعها للفحص، وهنالك مستوردون يستوردون (60) سيارة بمسميات مختلفة ويقولون انها (عفش شخصي) وهذه مشكلة اساسية لاتمر بالفحص وقد تكون غير مطابقة للمواصفات، والشيء الثاني تحرم الدولة من الرسوم الجمركية، وهذه توصلنا فيها لاتفاق مع إدارة الجمارك وبالتالي لا استطيع ان احدد حجم السيارات المستوردة بالضبط، ولكن عموماً هي اعداد ضخمة وكذلك المواد الكهربائية ومواد البناء وتشكل فاتورة كبيرة أيضاً.
* ماذا عن واردات السلع الرأسمالية ومدخلات الانتاج الزراعي والصناعي؟
- نعم: هنالك استيراد كبير من السلع الرأسمالية وهنالك اعفاءات لها وحتى بعض السلع الغذائية المستوردة تتمتع باعفاءات لتغطية الفجوة.
* القيام بدور الهيئة في اطاره الرقابي يتطلب كادراً مؤهلاً ومدرباً.. ماذا عن هذا وهل لديكم فرص للتوظيف؟
- العاملون بالهيئة مؤهلون ولديهم خبرات عالية، ولكن نحن في حاجة لبعض العاملين في بعض المجالات المختلفة، ونعمل على انتقاء القوى العاملة بصورة تحقق الجودة والكفاءة المطلوبة لأنها تعمل في مجالات حساسة بالذات التي تعمل في المعامل والادارات الفنية، ولجأنا الى فتح فرص عمل جديدة واستوعبنا نحو (90) خريجاً جامعياً في المجالات الفنية والعلمية عبر لجنة الاختيار الاتحادية وتم توزيعهم للعمل بمواقع الهيئة المختلفة، وهذا (غيض من فيض) ولدينا هيكل جديد بدأنا في تنفيذه ومستمرين في استيعاب خبرات مؤهلة.
* كيف هي علاقتكم بالجنوب.. وكيف ستكون العلاقة بعد الانفصال؟
- نحن مازلنا نعمل كدولة واحدة، عندنا فروع في الجنوب بها كوادر جنوبية وشمالية ولدينا فروع في المدن الرئيسية وهنالك مكاتب ملكال وجوبا وواو فيها معامل وخبرات تعمل بكفاءة عالية، وشأن المواصفات كله اتحادي.
= مقاطعة = ما في تداخلات حتى في النواحي المالية؟
- لا، والحمد لله في كل هذه النواحي هنالك التزام مع حكومة الجنوب بعد ان تجاوزنا مشكلة التداخلات بين وزارة التجارة بحكومة الجنوب وهيئة المواصفات في اجتماع مشترك وتوصلنا الى حل وهم كان تركيزهم على الرسوم كوزارة التجارة بالجنوب ولكن تم تنظيم العمل وتجاوزنا هذه المشكلة وأصبح شأن المواصفات اتحادياً.
* هنالك واردات ضخمة للجنوب من دول الجوار خاصة يوغندا.. هل كل السلع الواردة تخضع للرقابة من قبل هيئة المواصفات؟
- نعم: كل الواردات عبر الطرق الرسمية تخضع للرقابة والفحص من المواصفات، ولكن هنالك تهريب نسعى لمحاصرته.
* هل تم ضبط سلع غير مطابقة للمواصفات؟
- نعم: تم ضبط سلع كثيرة، غير مطابقة للمواصفات وتمت ابادتها، وهنالك التزام من حكومة الجنوب وتعاون في شأن المواصفات.
* طيب: اذاً الآن بعد الانفصال كيف تنظرون لحماية الحدود مع دولة جارة؟
- لدينا حدود مع (9) دول، وسنتعامل مع الجنوب كدولة جارة مثل بقية الدول المجاورة، بنفس الطريقة وبنفس القانون ولكنا محتاجون لتوفيق الاوضاع الادارية القائمة الآن في اطار الدولة الواحدة، ولا بد من فروع ولا بد من نقاط جديدة بحيث انها تكون جاهزة مثل مالدينا فرع في الحدود مع يوغندا سيكون لدينا فرع في الحدود مع الجنوب، ويستمر انشاء هذه الفروع مع طول الشريط الحدودي الكبير مع الجنوب على النشاط التجاري، ونحن سنصدر لهم السلع المطابقة للمواصفات، ولن نسمح بدخول سلع غير مطابقة للمواصفات واذا طلب مننا اي تعاون لحماية المستهلك والاقتصاد في كلا البلدين سنكون على أتم الاستعداد طبعاً، لأننا نحن نؤثر ونتأثر في مجال المواصفات، ومثلاً مع تشاد لدينا فرع للمواصفات في الجنينـة ينظـم حركة التبادل التجـاري بين البـلدين واخضاع البضائع للفحص والمواصفات.
رد مع اقتباس
المفضلات