تواصلت الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك لليوم الثامن، وسط استعداد لمظاهرات مليونية اليوم في القاهرة ومدن أخرى. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الجيش المصري أنه لن يلجأ إلى استعمال القوة ضد المتظاهرين.
واحتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين في ميدان التحرير وسط القاهرة، استعدادا للمسيرة المليونية التي تنطلق في الساعة العاشرة صباح الثلاثاء، في حين دعا ناشطون إلى مسيرات مليونية في الإسكندرية والمنصورة بالتوازي مع مسيرة القاهرة.
واستمر تدفق آلاف المصريين من أقاليم أخرى للانضمام إلى المحتشدين في ميدان التحرير، متحدين حظر التجول الذي دخل حيز التنفيذ منذ الساعة الثالثة عصرا.
وأكد المتظاهرون إصرارهم على رحيل الرئيس حسني مبارك من السلطة، ورفعوا لافتات وأعلاما أمام حواجز أقامها الجيش لمحاولة السيطرة على تدفق الحشود على الميدان الذي أصبح مركزا للاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام مبارك.
وقال متظاهرون للجزيرة نت إن المسيرة المليونية هي المرحلة الأخيرة قبل إعلان عصيان مدني شامل.
وفي هذه الأثناء يواصل آلاف المتظاهرين احتجاجاتهم في المنصورة وفي الفيوم والمنوفية، كما تحرك عدد من المتظاهرين في أحياء شبرا والجيزة والدقي والمعادي بالقاهرة والمحلة وبني سويف جنوبي القاهرة، مطالبين أيضا برحيل مبارك.
موقف الجيش
إسماعيل عثمان: القوات المسلحة على وعي ودراية بمطالب المواطنين (الفضائية المصرية)
وفي تطور لافت وقبل ساعات من انطلاق المسيرات المليونية قال الجيش المصري إنه لن يستخدم القوة ضد المتظاهرين، وأقر بشرعية مطالبهم.
وقال المتحدث باسم الجيش اللواء إسماعيل عثمان في كلمة بثها التلفزيون المصري إن القوات المسلحة على وعي ودراية بمطالب المواطنين وإن حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة، ودعا المواطنين إلى عدم الإقدام على ما من شأنه أن يخل بالأمن العام للبلاد.
وفي جانب أمني آخر عادت قوات من الشرطة إلى الانتشار في الشوارع بشكل حذر, في حين تواصل لجان شعبية عمليات حماية المنشآت العامة والخاصة بالتعاون مع عناصر الجيش التي انتشرت بمعظم المحافظات, وسط قلق مستمر بسبب عمليات سلب ونهب تزامنت مع هروب أعداد كبيرة من السجناء.
وأكدت مصادر أمنية للجزيرة أن مهام قوات الأمن تقتصر على حفظ الأمن وعدم الاحتكاك بالمتظاهرين. كما ذكر شهود للجزيرة نت أن الشرطة العائدة لا تلقى ترحيبا من المواطنين.
يُشار إلى أن الأيام الماضية من الغضب شهدت مقتل أكثر من مائة مواطن فضلا عن آلاف الجرحى, وسط توقعات بارتفاع أعداد قتلى المصريين مع توالي الاحتجاجات.
إضراب وبرلمان
وإلى جانب المسيرة المليونية المزمعة، تم إطلاق دعوة إلى إضراب عام، وتوقع الصحفي عبد الرحمن سعد من القاهرة أن تلقى تلك الدعوة تجاوبا، مشيرا إلى أن العديد من المؤسسات منحت العاملين بها إجازات مفتوحة بالفعل.
وفي خطوة احتجاجية نوعية أعلن المحتشدون بميدان التحرير عن تشكيل ما سموه برلمانا شعبيا اتخذ عدة قرارات أبرزها تشكيل مجلس رئاسي يضم قاضيين وأحد قادة القوات المسلحة.
البرلمان الشعبي أعلن رفضه لكافة الإجراءات التي اتخذها مبارك منذ اندلاع الاحتجاجات (الجزيرة)
وعبر ذلك المجلس عن رفضه لكافة الإجراءات التي اتخذها مبارك منذ اندلاع الاحتجاجات يوم 25 يناير/ كانون الثاني, وتحميله المسؤولية عن الانفلات.
وقرر البرلمان الشعبي اختيار مجلس لقيادة الثورة، يضم ممثلا عن الشبان المتظاهرين ورئيس نادي القضاة السابق المستشار محمود الخضيري, بالإضافة إلى الدكتور محمد البرادعي, ومحمد البلتاجي, وحمدين صباحي, وأيمن نور، وأسامة الغزالي, وجورج إسحاق، وأبو العز الحريري.
وقال العضو البارز بجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان إن الإخوان يناقشون تشكيل لجنة تفاوض موسعة للقضايا السياسية مع البرادعي لتعكس إرادة الناس، وتتفاوض مع الجيش.
وأضاف أن الجماعة لا تتخذ قرارات من جانب واحد دون القوى الوطنية، مؤكدا أنها ستسعى أيضا للاتصال بأطراف سياسية أخرى، دون أن يقدم إيضاحات.
وفي تحد لوزارة الإعلام المصرية التي أغلقت مكتب قناة الجزيرة في القاهرة وسحبت اعتماد مراسليها، نصب المتظاهرون في ميدان التحرير وسط القاهرة شاشتين كبيرتين لتوفير بث قناتي الجزيرة والجزيرة مباشر.
مسيرة تأييد
وبالتزامن مع هذه التحركات، قال مصدر خاص للجزيرة إن الحزب الوطني الحاكم يحشد متظاهرين من مناطق الهرم وأمبابة وحلوان باتجاه ميدان التحرير لتأييد الرئيس مبارك.
وأشار المصدر إلى أن هناك أنباء عن قيام بعض أقسام الشرطة بتجنيد بلطجية وإرسالهم إلى ميدان التحرير لتقويض المظاهرة المليونية المتوقعة اليوم الثلاثاء.
ومن جهة أخرى، قالت مصادر للجزيرة إن قوات خاصة تابعة للداخلية المصرية بدأت الانتشار بالقاهرة دون أن تبلغ ميدان التحرير.
وكان التلفزيون المصري قد أعلن في وقت سابق عن وقف حركة القطارات في مصر بشكل كلي، كما أفادت مصادر إغلاق جميع مداخل العاصمة القاهرة أمام السيارات والمارة منذ بدء حظر التجوال في الثالثة من عصر الاثنين بالتوقيت المحلي.
وتوقعت المصادر أن يستمر إغلاق المداخل لوقت غير معلوم اليوم الثلاثاء، بسبب المسيرة المليونية المنتظرة.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات