الثغرة - هارون ال خطاب و زياد الطويسي - استبشر سكان ثغرة المريغة في معان بزيارة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الخميس الماضي لمساعدتهم في التخفيف عليهم صعوبة العيش.
قاطنو بيوت الشعر التقوا ملك البلاد يجالس أهلها ويشرب معهم الشاي ليحدثه سكان القرية عن آلام وجراح وصعوبات رافقت عيشهم منذ سنوات طويلة.
«جزء من رسالة الهاشميين»
الخمسيني عبد الله سلامة المناجعة والأب لـ 14 ابنا وابنة والمتزوج من اثنتين أعادت له زيارة جلالته لمنزله الرث القديم أملا جديدا بعيش أفضل ومستقبل واعد لأبنائه بعد حياة صعبة استمرت طويلا.
يقول المناجعة « كان موعدنا المفاجئ مع جلالة الملك هو أكثر اللحظات التي أدخلت إلى قلوبنا الأمل والسعادة بعد سنوات طويلة عانينا خلالها من الفقر المدقع وتدني مستوى المعيشة».
ويضيف:»أعيش في منزل متواضع مكون من غرفتين أنا وأبنائي الأربعة عشر ودخلنا 165 دينارا نتقاضاها من المعونة الوطنية ولدي ابنة في الجامعة، وظروف عيشنا لا يعلم بها إلا الله إلى أن جاءت زيارة جلالته التي حملت لنا الخير وبعثت في نفوسنا أملا جديدا».
ويشير المناجعة إلى أنه طلب من جلالة الملك تدريس ابنته الطالبة بجامعة الحسين بن طلال على حساب جلالته، وتوسيع منزله المكون من غرفتين، فلاقت مطالبه كل الاهتمام من قبل ملك البلاد.
ويزيد:»أبدى جلالة الملك اهتماما كبيرا بمطالبي، وتحدثنا معه في لقاء حميمي جمع أب الأردنيين مع أبناء أسرته.. فجلالته الذي لمسنا فيه خصال التواضع والحرص على أبناء شعبه يجب أن يكون قدوة لكافة المسؤولين في الوطن الذين يئسنا من مطالبتهم بزيارتنا دون أن يستجيبوا».
ويعتبر أن مكرمة جلالة الملك بزيارة الثغرة بهذه الصورة المفاجئة والإطلاع على أحوال أهلها «ما هي إلا جزء من رسالة الهاشميين التي حرصت على مد يد العون للمحتاجين، وتفقد قرى وبلدات طوتها صفحات النسيان».
أما أحمد سلامة المناجعة والذي التقى جلالة الملك في الخيمة فيؤكد أن هذا اللقاء الذي جاء «دون موعد مسبق» هو الوسيلة التي مكنت قرية الثغرة من الحديث عن همومها ومشكلاتها ومطالبها بشكل مباشر إلى جلالته الذي كان حريصا على الاطلاع الكامل لأحوال أهلها.
ويضيف: «طالبنا جلالة الملك بإنشاء مركز صحي، وإيصال المياه إلى القرية، وتنفيذ طريق من بئر حمد إلى العباسية ليسهل علينا عملية التنقل، إضافة إلى إقامة مدرسة لفصل الطلاب عن الطالبات».
وبين أن أبناء القرية تبادلوا أطراف الحديث الودي مع جلالته الذي حرص على الاستماع المباشر من كل واحد منهم.
ويعتبر إيعاز جلالته بدراسة احتياجات القرية وتنفيذ مطالبها بمثابة الطريق الذي سينير أمام أهلها الدرب، ويمهد لأبناء الثغرة الذين لطالما عانوا من صعوبة العيش سبيلا أفضل يرتقي بواقعهم ويمكنهم من العيش بهناء.
ويثمن هذه اللفتة الإنسانية لجلالته التي أدخلت الفرحة والطمأنينة إلى قلب كل فرد من أبناء القرية، مشيرا إلى أنها من عادات الهاشميين الذين أدوا الأمانة بعزم وإخلاص تجاه الوطن والشعب.
ويزيد: «سنبقى رافعين أكف الدعاء بطول العمر والتوفيق لملك البلاد الذي تذكر الثغرة وأوعز للمسؤولين بتلبية احتياجاتها في الوقت الذي نسينا فيه الكثير من المسؤولين».
من جانبه أشار مختار القرية عطية المناجعة أن هذه الزيارة الملكية المفاجئة جاءت في الوقت المناسب، وفي اللحظات التي بلغت معاناة أهل القرية ذروتها.
وقال:» من مطالبنا دعم جمعية الثغرة التعاونية وتحسين واقع عيش السكان فيها وشمولهم بمساكن الأسر العفيفة، ووجدت هذه المطالب كل الاهتمام والتأييد من قبل جلالة الملك الحريص دوما على السماع بنفسه لما يعانيه الوطن.
ويؤكد أن جلالته حرص وخلال الزيارة الاطلاع بنفسه على واقع القرية، وتبادل الحديث مع سكانها الذين غمرتهم فرحة اللقاء وسعادة بعيش أفضل.
وطالب المناجعة بضرورة إقامة السدود المائية في القرية، والعمل على صيانة بئر المياه وتمليكه للجمعية، إضافة إلى تطويب الأراضي بأسماء سكان القرية نتيجة وجود تشابك في الملكيات وهو أمر قد يتسبب بخلافات بين المواطنين في حال عدم حله.
ويرى أن زيارة جلالته للقرية وإيعاز جلالته بمساعدة أهلها ستسهم بتحسين فرص العيش والعمل لهم في ظل تدني مستوى العيش وقلة فرص العمل المتاحة لأبناء القرية.
زيارة في لحظة مناسبة
أما المواطن عوض مطلق المناجعة فيؤكد أن جلالته وخلال زيارته المفاجئة للقرية كان الأقرب إلى همومها ومعاناتها، مشيرا إلى أن أهل القرية قاموا بمراجعات مستمرة للمسؤولين في المحافظة لزيارة الثغرة إلا أنهم لم يستجيبوا.
ويوضح أن هذه الزيارة من قبل جلالته والتي غلب عليها الطابع الودي قد جاءت في اللحظات المناسبة وفي الوقت الذي نسي فيها الجميع هذه القرية ليتذكرها الملك.
ويثمن هذه اللفتة المباركة لجلالته والتي حولت الثغرة الصامتة إلى قرية مليئة بالسعادة والتفاؤل، معتبرا أن إيعاز جلالته بإجراء دراسة شاملة لاحتياجات المنطقة ستسهم برفع مستوى التنمية فيها، إلى جانب أنها ستبقى محور اهتمام دائم لكافة الجهات المسؤولة إثر الاهتمام الملكي فيها.
دراسة شاملة لأوضاع الثغرة
مدير تنمية معان أمجد الجازي الذي تواجد في القرية صباح أمس قال من جانبه أن وزيرة التنمية الاجتماعية، أمرت بإجراء دراسة شاملة لأوضاع الثغرة، وتقديم المساعدات العينية المادية للأسر فيها، إضافة إلى توفير التأمين الصحي لهم.
وأشار إلى أنه تم توزيع مئات الطرود التي تحتوي على معونات عينية وأغطية وصوبات على الأسر في القرية.
وأشار إلى أن هذه الخطوة ستكون نهجا مستمرا وتتويجا لإيعاز جلالة الملك بالاهتمام بمنطقة الثغرة.
ودعا سكان القرية إلى عمل جمعية خيرية لتزويدها بمشروع إنتاجي يعود عليهم بالنفع.
رد مع اقتباس
المفضلات