كتب مصطفى المرصفاوى ٢٦/ ١/ ٢٠١١
٤ شهور فقط مرت على زواج محمد عزالدين عباس «محاسب»، سافر بعدها مع زوجته إلى الإمارات بحثاً عن العمل، وهناك أصيب بآلام فى المعدة، ونتيجة إهمال طبى - كما وصفته زوجته فى بلاغ رسمى - لفظ أنفاسه ويرقد الآن جثمانه داخل أحد المستشفيات منذ أسبوع فى انتظار تدخل رسمى أو حكومى لإعادة الجثمان إلى بلدته فى المحلة لدفنها.
وفى المحلة ينتظر والدا الشاب عودة جثمانه وأصيبا بحالة ذهول، منذ علمهما بخبر الوفاة.
«المصرى اليوم» التقت أسرة الضحية التى روت التفاصيل فى السطور التالية»، قالت أسرته: «منذ ٤ شهور عقد (محمد) قرانه على (حبيبته) الذى ارتبط بها منذ كانت تسكن فى المنزل المقابل، قضى العروسان أيامهما الأولى داخل منزل الأسرة بالمحلة، وبعد ٣ أسابيع، سافرت الزوجة إلى الإمارات لتمارس عملها كموظفة فى أحد مراكز العلاج الطبيعى على أن ترسل لزوجها تأشيرة سياحة ليحلق بها إلى هناك لتبدأ رحلته الأولى خارج البلاد بحثا عن عمل و(لقمة عيش)».
ودع محمد أسرته بالأحضان والدموع، إلا أن شقيقته لن تنسى تلك اللحظة التى همست والدتها فى أذنها قبل سفر شقيقها، وكأن قلبها كان يشعر بالخوف على ابنها الوحيد، قائلة: «محمد رايح للموت» وانطلقت الطائرة من القاهرة إلى الإمارات.
وفى الإمارات قضى «محمد» أيامه الأخيرة يخرج يومياً للبحث عن عمل، لحين انتهاء موعد عمل زوجته، ليتقابلا ويخرجا معا.. يوم الثلاثاء الماضى.. كان الأخير فى حياته.. شعر بآلام فى المعدة توجه إلى مستشفى خليفة بإمارة عجمان فى الثامنة مساء بصحبة زوجته للفحص الطبى فقط، وبعد انتظار ١٠ ساعات، حضر الطبيب المختص ليعطيه حقنة طبية أصابته بـ«تشنجات»، ولم يمر سوى ٥ دقائق، حتى فارق الحياة.
لحظات، وكانت الزوجة فى حالة انهيار، لم تجد أمامها وسيلة للحفاظ على حقوق زوجها الذى توفى نتيجة إهمال طبى سوى تحرير بلاغ رسمى ضد الطبيب المعالج، ولكنها فوجئت بأن أمامها «أبواب مغلقة» لتبدأ رحلة الحصول على تصريح لإعادة جثمان زوجها إلى مصر.
قالت «منى» زوجة الضحية فى اتصال هاتفى لـ«المصرى اليوم»: «كنت أعلم أن الأمر ليس سهلا، فتقدمت ببلاغ للحصول على حقى وحق زوجى من الطبيب الذى تسبب فى وفاته، مازلت أنتظر أسبوعاً كاملاً لحضور طبيب شرعى للتشريح وإثبات الجريمة، ولكن بسبب أننا أجانب فى البلد لا نجد اهتماماً من أحد.. حاولت الاتصال بالقنصلية والتحدث إليهم، ولكنهم اكتفوا بالاتصال هاتفياً بى، أكدوا خلاله أنهم لن يتركونا وحدنا والمساعدة ستصل سريعا، وكل ما أريده هو إثبات حق زوجى لمقاضاة الطبيب، وإعادة الجثمان فى أسرع وقت، لدفنه، وأشعر بألم وحزن شديد، بعدما فقدت زوجى الذى تربطنى به علاقة حب عمرها أكثر من ١٠ سنوات».
وقالت «هويدا» شقيقة الضحية إنها أخفت الخبر على والديها المصابين بأمراض السكر والقلب خوفاً من أن يعرفا تفاصيل الإهمال الطبى ويلحقا به وأنها أخبرتهما فقط أن «محمد» توفى بعد أن صدمته سيارة أثناء سيره بالشارع، وأكدت أنها حضرت لمقابلة أى من مسؤولى سفارة ووزارة الخارجية لمساعدتها إلا أن أمن الوزارة رفض إدخالها.
من جانبه، قال الدكتور حمد تريم الشامسى، مدير المستشفى فى الإمارات، الذى شهد الواقعة فى اتصال هاتفى إن الشاب ذهب إلى المستشفى مصاباً بحالة تسمم، وعلى الفور أجرى الفريق الطبى الإسعافات اللازمة، مؤكدا أن المستشفى مجهز بأحدث التجهيزات الطبية.. لكن توقف قلب الشاب أدى إلى وفاته. وأن الطب الشرعى سيوضح أسباب الوفاة، مؤكداً أن «ما يقوله أهله غير دقيق».
رد مع اقتباس
المفضلات